حصد الفيلمان القصيران العربيان ذبذبات من غزة ووراء الشمس ثلاث جوائز في الدورة 46 من مهرجان سينيميد مونبلييه للفيلم المتوسطي بفرنسا.
وفي التفاصيل فاز الفيلم الوثائقي ذبذبات من غزة للمخرجة الفلسطينية رحاب نزال بجائزة جازيت الجمهور وجائزة شباب مدينة مونبلييه، كما فاز فيلم وراء الشمس للمخرج ريان مسيردي بتنويه خاص من لجنة التحكيم، في حين فاز الفيلم الروائي الطويل إلى أرض مجهولة للمخرج الفلسطيني الدنماركي مهدي فليفل بجائزة الأنتيجون الذهبي للمهرجان.
الفيلم الفلسطيني ذبذبات من غزة يحكي قصة الأطفال الصم في أراضي غزة الساحلية التي تحتلها إسرائيل، ويستعرض شهاداتهم عن مواجهتهم للقصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والوجود المستمر للطائرات بدون طيار في سماء بلادهم، ومدى تفاعل هؤلاء الأطفال مع هذه الأحداث الموجعة، وقد صورته المخرجة خلال إحدى جولات القصف الإسرائيلي المدمر للقطاع.
وحاز الفيلم في وقت سابق على جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان لندن السينمائي، وجائزة أفضل فيلم قصير من مهرجان إيران الدولي للأفلام، وجائزة آزر فينيكس للأفلام القصيرة في مهرجان أفلام الشرق الأوسط وجنوب أفريقيا، وهومن بطولة: أماني عز الدين، موسى ومصطفى سمّور، إسراء أبو عصر، مهند وآلما أبو العطا.
اقرأ أيضاً: مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2024: احتفالية الأفلام والإبداع في قلب جدة
ورحاب نزال فنانة ومعلمة فلسطينية كندية متعددة التخصصات مقيمة ما بين مونتريال في كندا وفي بيت لحم في فلسطين، تتناول أعمالها آثار العنف الاستعماري الاستيطاني على الشعوب والأرض والحياة غير البشرية الأخرى في الأرضي المستعمرة. أنتجت عدّة أفلام قصيرة تتراوح ما بين الوثائقي والفني تشمل «ديمة» و«كندا بارك» و«أجساد في حالة حركة» و« ليلة في الوطن» و«حداد» و«بلعين».
كما شارك في مهرجان سينيميد مونبلييه فيلم وراء الشمس للمخرج ريان مسيردي، فتدور أحداثه في ثمانينيات القرن الماضي، ويحكي قصة فتاة صغيرة يقودها الحنين وعائلتها في رحلة إلى الجزائر، موطنهم الأصلي، لاستكشاف جذورهم واستعادة ذكريات تعصف بحنينهم، وهو من بطولة سنية فيدي وباللمن عبد الملك، وقد شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان كان السينمائي.
المهرجان شهد أيضاً عرض فيلم إلى أرض مجهول للمخرج مهدي فليفل الذي تعاون على السيناريو مع الكاتبين: فيزال بو ليفة، وجايسون ماكولغان، وقد حصل على جائزة الإنتاج المشترك في مهرجان ميوتيخ السينمائي، وتلقى دعماً من مؤسسة الدوحة للأفلام، وعرض ضمن الدورة 77 لمهرجان كان السينمائي منتصف أيار الماضي، في تظاهرة “أسبوعي المخرجين”، كما عرضته الصالات الأميركية في نسخة مدتها ساعة و45 دقيقة.
فيلم عربي آخر شارك في مهرجان سينيميد مونبلييه ، وهو فيلم ما بعد للمخرجة مها حاج الذي يروي قصة سليمان ولبنى، الزوجين المنعزلين، الذين يعيشان في مزرعة منعزلة يهتمون بالأشجار، ويتناقشون باستمرار حول حياة أطفالهما الخمسة، ليصل في أحد الأيام شخص غريب إلى منزلهما، كاشفاً حقيقة مروعة كانت مختبئة، وهو من بطولة محمد بكري وعرين العمري وعامر حليحل.
اقرأ أيضاً: جهود السعودية في دعم صناعة الأفلام تتألق في مهرجان برلين السينمائي
وفاز الفيلم بجائزتي لجنة التحكيم لأفضل فيلم قصير ولجنة التحكيم الشباب المستقلة، وذلك خلال مشاركته في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة بمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي بسويسرا.
العام الماضي أعلن مهرجان مونبلييه السينمائي للبحر المتوسط (سينيميد) عن مبادرة تتضمن اختيار 10 مشروعات لمخرجين عرب من الشباب لدعم إنتاجها، وتتناول الاضطرابات السياسية والتغيرات المجتمعية التي تصيب المنطقة العربية وتمكين المرأة وتغير المناخ.
السينما الفلسطينية لم تغب يوماً عن الساحات الدولية، إذ أعلنت شبكة نتفليكس عام2021 إطلاق مجموعة أفلام بعنوان “قصصٌ فلسطينية” مكونة من 32 فيلماً، من إنتاج صانعي أفلام فلسطينيين أو عن قصص فلسطينية، لعرضها للمشتركين في جميع أنحاء العالم، بعض هذه الأفلام حازت جوائز عالمية منها: عودة رجل للمخرج الفلسطيني الدانماركي مهدي فليفل، وكأننا عشرون مستحيلًا من إخراج الفلسطينية آن ماري جاسر، والعبور للمنتجة والمخرجة الفلسطينية مي عودة.
وتركز السينما الفلسطينية على الإضاءة على القضية الفلسطينية وإبراز معاناة اللاجئين الفلسطينيين خلال عقود من الزمن، وفضح لا شرعية الكيان الصهيوني، وتبيان روح التسامح الديني والارتباط بالأرض، وحق العودة، والحفاظ على الخصوصية الفلسطينية وحماية ذاكرتها.
اقرأ أيضاً: مشاركة تاريخية وغير مسبوقة للسينما السعودية في مهرجان كان السينمائي الدولي