منذ أيام، وتحديداً في يوم الثاني من فبراير، انطلقت فعاليات “مهرجان عسل جازان” في نسخته العاشرة، ضمن موسم “شتاء جازان 2025“، تحت رعاية أمير منطقة جازان محمد بن ناصر بن عبد العزيز، احتفالاً بإرث غني وتقاليد عريقة.
وتحت إشراف فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة، وبالتعاون مع محافظة العيدابي، يسعى المهرجان الذي أقيم في ساحة المركز الحضاري إلى تعزيز الاقتصاد المحلي، وتطوير قطاع تربية النحل وإنتاج العسل، والحفاظ على هذه المهنة التقليدية التي تميز المنطقة منذ القِدم.
وقد شهد حفل الافتتاح يوم 3 فبراير أجواءً مشوقة، إذ تخللته قصائد شعرية مؤثرة وعروض فلكلورية مذهلة قدمتها فرقة الفنون الشعبية بالعيدابي، إضافة إلى الأوبريت الفني الرائع “عسل جازان”.
اقرأ أيضاً: مهرجان ثقافة الطعام ينطلق في ثلاث مدن سعودية
وقام أمير منطقة جازان بجولة ميدانية في أركان معرض العسل، الذي يضم 60 نحالاً يعرضون مجموعة متنوعة من أكثر من 15 نوعاً من العسل ذو الجودة العالية، واستمع حينها إلى الجهود المبذولة لدعم النحالين وتطوير الصناعات المتعلقة بالعسل، بحضور أكثر من 15 جهة حكومية وجمعية تعاونية.
وإلى جانب مراسم الافتتاح، أطلق أمير المنطقة خطة وزارة البيئة والمياه والزراعة لتطوير قطاع النحل في المملكة 2025 – 2030، والتي تهدف إلى رفع إنتاج العسل إلى 14,000 طن، وزيادة نسبة الاكتفاء الذاتي إلى 55%، مع تحسين الإنتاجية المتوسطة للقطاع إلى 6.8 كيلوغرام لكل خلية سنوياً، فضلاً عن إنشاء خمسة تحالفات لتصنيع وتسويق منتجات النحل.
وخلال زيارته، التقى الأمير بمشايخ وأهالي محافظة العيدابي، وأعرب عن سعادته بما شاهده من مشروعات تنموية وخدمية في المجالات المختلفة، وأكد على أهمية هذه المشروعات في خدمة المواطنين والمقيمين، مشيداً بالتوجيهات الحكيمة للقيادة الرشيدة في تعزيز التنمية في المنطقة.
اقرأ أيضاً: مذاق الثقافة السعودية يُشرق في «سيرها ليون 2025»
وفي اليوم التالي من افتتاح “مهرجان عسل جازان”، زار الأمير محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة جازان المهرجان، وأشاد بالدعم والرعاية التي تحظى بها المنطقة من القيادة الرشيدة، مثمناً متابعة أمير المنطقة لكل ما يخدم السكان.
وأكد الأمير محمد بن عبد العزيز على التطور الملحوظ الذي شهده مهرجان العسل على مدار السنوات العشر الماضية، إذ تمكن النحالون هنا من المشاركة في محافل محلية ودولية عدة، وتصدير منتجاتهم إلى الأسواق العالمية.
فعاليات مهرجان عسل جازان 2025
وفي نسخته الجديدة، أطلق مهرجان عسل جازان منصة مهمة لنحالي المنطقة لعرض أكثر من 50 طناً من أجود أنواع العسل، ووفر للمتسوقين تجربة مميزة لاختيار ما يناسبهم من مجموعة متنوعة تشمل عسل السدر، والقتاد، والسمرة، والدوم، والضهيان، والطلح، والمرار، والسحاة، والسلام وغيرها.
ويمتد المهرجان على مدار 10 أيام، ويتضمن فعاليات وبرامج متنوعة، وورش عمل ودورات تدريبية تهدف إلى تعزيز صناعة العسل ودعم النحالين، لتساهم في تطوير هذه الصناعة المهمة في المنطقة.
اقرأ أيضاً: مهرجان بلد بيست 2025 يعِد بأجواء مميزة
وللأطفال حصة في هذه الفعاليات، وذلك في خيمة العسل التي تأخذهم في رحلة مثيرة للتعرف على عالم النحل وتربيته وتذوق نكهات العسل المتنوعة، وحضور مسابقات تفاعلية تشجيعية.
جدير بالإشارة أن فرع بنك التنمية الاجتماعية بمنطقة جازان شارك في المهرجان، من خلال ركن تعريفي خاص، وفيه قدّم معلومات حول المنتجات المالية وغير المالية للبنك، إضافة إلى الرد على استفسارات الزوار، كما دعم 50 أسرة منتجة من خلال تجهيز 20 منصة لعرض منتجاتهم المتنوعة، والتي شملت الحرفية والخدمية والصناعية والشعبية.
وتضمنت مشاركة البنك كذلك أنشطة ومعروضات تعكس حضارة وتراث منطقة جازان، مع التركيز على دور المرأة وقدرتها الفاعلة في المجتمع.
اقرأ أيضاً: مهرجان زيتون الجوف الدولي عشرة أيام من النور
أهمية العسل في جازان
بفضل تنوعها البيئي، تعد جازان من أهم مناطق المملكة العربية السعودية في إنتاج العسل، إذ يعتمد سكانها على تربية النحل ليكون مصدر رزق لهم منذ قرون، ما جعل العسل الجازاني علامة تجارية مميزة في كل العالم.
وتشمل الأنواع المنتجة في المنطقة عسل السدر وعسل الطلح وعسل الشوكة، إضافة إلى عسل المجرى والعسل الصيفي، ويعمل في القطاع أكثر من 4000 نحال، ويتجاوز الإنتاج السنوي 192364 طناً، مع تصدير جزء كبير للأسواق الخليجية والعالمية.
وتحظى صناعة العسل في جازان برعاية شاملة من وزارة البيئة والمياه والزراعة، التي أطلقت مجموعة من المبادرات لتعزيز هذا القطاع، مثل توزيع خلايا نحل متطورة على النحالين، وتنظيم دورات تدريبية لتوفير أحدث تقنيات الإنتاج، وإنشاء مختبرات متخصصة لفحص جودة العسل ومنح شهادات اعتماد، إضافة إلى دعم التسويق الإلكتروني للمنتجات عبر المنصات الرقمية.
اقرأ أيضاً: حكايات السمن البري تُروى بأنامل نسائية سحرية