دشنت أمانة المنطقة الشرقية ميدان ذاكر الخبر بمجسم يشكل معلماً حضارياً جديداً لمدينة الخبر للإسهام بتحسين المشهد البصري.
وفي كل عام تجسد مدينة الخبر ثقافة المملكة وإرثها الحضاري عبر مجسمات صممت بلمسات مختلفة، وتزامناً مع اليوم الوطني 94 دشن هذا العام ميدان ذاكرة الخبر الواقع في الكورنيش الشمالي.
يأتي ذلك بحضور الأستاذ عبد الله بن عبد اللطيف الفوزان رئيس مجلس إدارة مسابقة مجسم وطن، ورئيس بلدية محافظة الخبر المهندس مشعل بن الحميدي الوهبي، وأمين عام المسابقة الدكتور مشاري النعيم، ونائب الرئيس للتنفيذ والمشاريع في هيئة تطوير المنطقة الشرقية المهندس أحمد بن سعيد بن ناصر.
وأشار أمين المنطقة الشمالية فهد الجبير أن ميدان ذاكرة الخبر يساعد على خلق مساحة تفاعلية لجميع أفراد المجتمع بالقرب من البحر، ويتحدث الميدان عن تاريخ تطور الخبر من الماضي إلى الحاضر مع الأخذ بالاعتبار التخطيط الشبكي للمدينة الذي أُخذ كخط أساسي للتطلع نحو المستقبل، كما أكد أن المسابقة تتعدى كونها مبادرة مجتمعية فهي تعد مشروعاً حيوياً تنموياً أحدث نقلة نوعية في تنفيذ تصاميم معالم المدينة، وإثراء ثقافة المجسمات في الأماكن العامة والتي اعتبرها نقلة نوعية في إبراز وخلق بيئة تنافسية للتعبير عن حب الوطن بمجسمات لافتة وملهمة.
كما أشار رئيس مجلس إدارة مسابقة مجسم وطن عبد الله الفوزان أن كل عام يكون هناك مجسمات يتم تقديمها كهدية من مجسم وطن، وفي هذا العام هناك مجسمان ليوم التأسيس واليوم الوطني، إذ يعد هذا الميدان ضمن مبادرة مجسم وطن التي أُطلقت عام 2018 والتي تحفز على ابتكار أفكار تعكس هوية المملكة العربية السعودية وثقافتها، وأشار أن المسابقة وبعد نجاح ستة مواسم أصبحت ملهمة لكثير من المبدعين وستواصل مسيرتها في ابتكار تصاميم تعکس روح وتاريخ وثقافة المملكة وتواكب تطلعات المجتمع، كما يأتي هذا الميدان إهداء من برنامج الفوزان لخدمة المجتمع.
بينما قال الدكتور مشاري النعيم: فخورون حقا بما حققته المسابقة في مواسمها السابقة فقد استطاعت أن تصنع علامة فارقة على المستوى الحضري والعمراني، مبيناً أن المسابقة في موسمها السادس استقبلت أكثر من 400 مشاركة من داخل وخارج المملكة، تم فرزها من قبل لجنة تحكيم من ذوي الخبرة مع مراعاة الحيادية ومعايير النزاهة ليصل عدد الأعمال في القائمة القصيرة إلى 10 مشاركات وبين أنه سيعلن عن الفائزين بالمسابقة خلال الأيام القليلة القادمة.
وتعد مجسم وطن مسابقة وطنية سنوية تستقطب الأعمال التنافسية ليتم تجسيدها كمجسم على أرض الواقع في اليوم الوطني ويوم التأسيس من كل عام، كما دشنت في المواسم السابقة دوار البيرق ميدان العرضة وعنان السماء، دوار عبية، دوار التأسيس.
يعكس ميدان ذاكرة الخبر التطور الشبكي لمدينة الخبر كونها من أوائل المدن المخططة في السعودية، وتبلغ مساحة الميدان أكثر من 2000 متر مربع، ويتكون من جسر محاط بجدارين وينتهي بالبحر، الذي يحاكي رؤية المملكة نحو المستقبل ويجسد ملامح عدة معالم معروفة في المدينة ابتداءً بفرضة الخبر ببوابة المدينة على الخليج منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وكذلك جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ثم المركز الثقافي والصرح المعماري “إثراء”، وانتهاء بأحد معالم الخبر المستقبلية “أجدان انفينتي”.
اقرأ أيضاً: اليوم الوطني السعودي يتحول إلى مناسبة غامرة
لمحة تاريخية عن مدينة الخبر
تعد الخبر مدينة تقع على الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية أسسها الدواسر عام 1923م بعد قدومهم من البحرين، وكانت المنازل حينذاك تُبنى من سعف النخيل وتسمى برستيات، وقام الاقتصاد على البحر صيداً وغوصاً وتجارة للؤلؤ حتى أكتشف النفط وتأسست شركة أرامكو، التي صدرت أول شحنة بترول عن طريق فرضة الخبر عام 1938.
وفي عام 1940 شهدت مدينة الخبر ازدياداً كبيراً لعدد القادمين للعمل بأرامكو والمصالح التجارية والخدمية المتعلقة بها، وأنشئت عدة دوائر حكومية، منها بلدية الخبر، وشرع بتخطيط الخبر كأول مدينة بالمملكة تُخطط حسب النمط الحديث، زار الملك سعود الخبر عندما كان ولياً للعهد، وفتحت المحلات التجارية بشارع الملك سعود و شارع الملك فيصل.
كما شهد هذا العقد ابتداءً التعليم النظامي للبنين الصفوف الابتدائية الأولى، وتعليم البنات بالكتاتيب، كما افتتحت مدرسة أرامكو المسائية لتعليم اللغة الأنجليزية، وكان أغلب العمران محصوراً بين الشارع الأول والشارع السابع، وتم بناء الجامع الكبير و 3 مساجد أخرى بهذا العقد، وقيل إنه لم تكن يومئذٍ في الخبر إلا سيارة واحدة لنقل الخضروات من القطيف.
عام 1950 زار الملك سعود رحمه الله الخبر، وبدأت النهضة التنموية والعمرانية، وصار شارع الملك خالد أشهر شارع تجاري بالمملكة وكان نقطة جذب أساسية للمتسوقين والزوار من الجنسيات العربية والأجنبية وتحسنت الخدمات الطبية بافتتاح مستشفى الخبر الحكومي و مستشفى الأطفال والولادة.
وتوسع التعليم ببناء مدارس ابتدائية ومدرسة متوسطة للبنين ومدرسة ابتدائية للبنات مبنية حسب النمط الحديث آنذاك، وتوفرت الكهرباء بعد تأسيس شركة كهرباء الخبر، وبنيت عدة فنادق حديثة.
وفي 1960 زار الخبر الملك فيصل رحمه الله، واستمرت عجلة التنمية ومنها توفير خدمات المياه والصرف الصحي كأول مدينة بالمملكة تتوفر فيها هذه الخدمة، كما تطوّر ميناء الخبر، وأنشئت الفرق والأندية الرياضية الرسمية، وبدأت عمليات الردم التوسعة المدينة شرقاً، إذ كان شارع الأمير طلال يطل على ضفاف البحر حتى منتصف الستينات.
اقرأ أيضاً: السعودية تؤكد أهمية استقرار لبنان واحترام سيادته
تطور مدينة الخبر الحديثة
تعد مدينة الخبر موطن للعديد من المعالم الشهيرة والمواقع التاريخية ، مثل الراشد مول ، جزيرة الدانة ، والكورنيش ، ممشى ساحلى جميل. يمكن للزوار أيضا الاستمتاع بجمال الخبر الطبيعي من خلال زيارة الشواطئ القريبة والمتنزهات والمحميات الطبيعية. وللباحثين عن المغامرة ، تقدم المدينة مجموعة من الأنشطة الخارجية مثل المشي لمسافات طويلة والتخييم ومشاهدة الطيور.
ويعد مجتمع مدينة الخبر ذات ثقافة غنية ومجتمع متنوع، ويتكون من أشخاص من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك العرب والآسيويون والأوروبيون وغيرهم، مما ساهم في تنوع الثقافة والمجتمع الفريدين للمدينة ، وهو ما ينعكس في مختلف المهرجانات والفعاليات والتقاليد، تتمتع المدينة أيضًا بمشهد فني، مع مجموعة من المراكز والأماكن الثقافية التي تستضيف العروض والمعارض وغيرها من الأحداث.
وجاءت جائزة الأمين للتميز التي أطلقتها أمانة المنطقة الشرقية، والتي تنافست عليها 32 إدارة في المنطقة، تأكيداً على جهود بلدية الخبر، وأنها جديرة بأن تقود مدينة التجارة والسياحة الأولى لأهالي المنطقة والمملكة، آخذة بالحسبان في مسيرتها التنموية رؤية 2030 الجائزة التي باتت ذا أهمية كان من أهدافها تطوير خدمات تطبيق الجودة والتميز المؤسسي، الابتكار، خلق بيئة تنافسية، ومنها أيضاً تطبيق معايير الجودة والحوكمة، وهذه الأهداف استطاعت إدارة البلدية أن تكتسبها وتحققها.
يشار إلى أن بلدية محافظة الخبر، قد صنفت من قبل منظمة عالمية، كأفضل نموذج إداري يحتذي به وذلك بعد أن اختارتها المنظمة النمساوية العالمية(QUALITY AUSTRIA)، ومنحتها شهادة «الآيزو الإدارة الأزمات بمثابة قيادة إدارية ناجحة، والشهادة العالمية IQNet» لتميز إدارة البلدية في استمرارية الأعمال BCMS»، وتقديم الخدمات كافة للمستفيدين تحت أي ظرف.
اعتمدت محافظة الخبر شرق السعودية مدينة صحية من منظمة الصحة العالمية بعد تحقيقها 80 معياراً عالمياً، إضافةً إلى أن بلدية الخبر تعمل على إدراج مدينة الخبر ضمن أفضل 100 مدينة بالعالم في 2030.
اقرأ أيضاً: سفير اليابان يكشف جوانب العلاقات مع السعودية وآفاقها