من خيوط الماء والنار، استوحت المصممة السعودية نوف الراشد علامتها التجارية “نارما“، فمن خلال تدفق الماء وتكيفه مع كافة الظروف وتغير حالته، ومن لهيب النار وقوته وسطوعه تنسج نوف الراشد تصاميمها التي تدمج بين التراث التقليدي والصيحات الابتكارية في عالم الموضة والأزياء.
تنظر المصممة السعودية نوف الراشد إلى تصاميمها كدعوة للاحتفال بكافة التقاليد المتنوعة في المملكة العربية السعودية، وتشبه علامتها التجارية “نارما” كمضيفة للعشاء حيث تجتمع العديد من الثقافات على طاولة واحدة، في مشهد ثقافي يحتفي بالتقدير والحوار، وفي حين تتقدم المرأة السعودية وتتطور في مواكبتها صيحات الموضة العالمية إلا أنها لا تزال محافظة على ثوابتها، هذا ما تحاول أن تدمجه نوف الراشد في فساتينها.
ترفع المصممة نوف الراشد شعار “الاستدامة” كمعظم القطاعات العامة والخاصة في المملكة، وذلك من خلال استخدام الأقمشة الصديقة للبيئة التي يتم استيرادها من مصادر موثوقة، كما تعمل على إعادة تدوير القطع المهملة، وتحسين التصاميم للحد من مخلفات الأقمشة البالية، معتمدة في ذلك على أسلوب التصميم الدائري.
كما تتبنى نوف الراشد أسلوب الموضة البطيئة على عكس التيار العالمي في عوالم الأزياء الذي ينتج مجموعتين أو ثلاثة خلال العام، فالراشد تقدم مجموعة واحدة كل عام بقطع استثنائية وحيدة لمنع الإنتاجية المفرطة وتوفير قطع حصرية لمحبي التميز، كما تقدر الشفافية والصدق كجزء أساسي من المنظومة الأخلاقية التي تتبناها في عملها، مع إعطاء الأولوية للعمل العادل والمسؤولية البيئية.
اقرأ أيضاً: الأزياء السعودية تتجه نحو الاستدامة
تدمج نوف الراشد بين عناصر الزي التراثي للرجل السعودية مع الثوب التقليدي للمرأة السعودية الأصيلة بالتوازن مع أساليب الموضة العصرية ضمن مجموعة “عقال” ليشمل التاج التقليدي للرجل الشرقي أوسطي النساء بقطع تتجاوز الحدود الثقافية.
وتسعى الراشد إلى بناء فريق عمل قوي ومتعاون من خلال تقدير أفكار كل عضو في هذا الفريق، هذا ما يبرز في تصاميمها التي تعبر عن اندماج أفكار عديدة بقالب واحد، مما يجعل دار “نارما” مركزاً إبداعياً يلهم فريقه في كافة الاتجاهات.
ومع تقدير السوق العالمية للتراث والأصالة، أفسح المجال لنوف الراشد للحفاظ على الجذور الأصيلة للمرأة السعودية مع البقاء على اتصال مع صيحات الموضة العالمية، فعلى سبيل المثال تتضمن مجموعة عقال خيوط عقال التقليدية في مجموعات التويد الخاصة بنا، يمزج عنصر التصميم هذا بين الحرفية العربية والخياطة الحديثة، مما يخلق ارتباطاً دقيقاً ولكنه قوي بالتراث السعودي.
وقالت عن مجموعتها عقال: “تاريخياً، كان العقال يُعتبر رمزاً للرجولة ولا تلبسه النساء، لذا حرصت على تقديم فكرة تاج المرأة. وأرغب في مشاركة هذا الرمز المشرف مع محبات الموضة من النساء وجعله أكثر شمولية ويسر للجميع. آمل أن تنضم جميع النساء إلى هذه الرحلة المثيرة بينما تواصل مجموعة العقال ترك بصمتها على الساحة العالمية”.
اقرأ أيضاً: الموضة في السعودية تتجه نحو بعد آخر
كشفت نوف الراشد عن مجموعة العقال في لندن، في معرض تریستان هور، بساحة فيتروك، في 14 أكتوبر، قبل تقديمها في الشرق الأوسط، تتجاوز هذه المجموعة مفهوم الموضة لتكون احتفالاً بالتراث الابتكار، والتصميم المستدام.
وبالعودة إلى قطاع الأزياء في السعودية فقد لاقى أسبوع الرياض للأزياء بنسخته الثانية أصداءً واسعة من خلال مشاركة 100 براند سعودي ومصممين عالميين لعرض أحدث تصاميمهم للملابس الفاخرة، وكذلك المجوهرات والأزياء الجاهزة وذلك من أجل وصول العلامات التجارية السعودية للمنافسة على أعلى المستويات إقليمياً وعالمياً.
الجدير بالذكر أن قطاع الأزياء السعودي وفقاً لتقرير حالة قطاع الأزياء في المملكة العربية السعودية 2023″، يتمتع بأكبر معدل نمو متوقع من بين الأسواق الضخمة وعالية الدخل؛ فبين عامي 2021م و 2025م من المتوقع أن تنمو مبيعات التجزئة لقطاع الأزياء السعودي بنسبة 48% لتصل إلى 32 مليار دولار أي بمعدل نمو سنوي قدره 13، وعطفاً على النمو الاقتصادي الهائل، وارتفاع التعداد السكاني بالمملكة من المتوقع أن يحقق القطاع أرباحاً استثنائية، والتي ستنال منها قطاعات الملابس والأكسسوارات والأحذية والسلع الفاخرة نصيب الأسد، وقد بلغت مبيعات الأزياء الفاخرة في عام 2021 بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية 9.6 مليار دولار، ما مكّن المملكة من تحقيق نمو نسبته 19%.
والجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية تتجه بقوة نحو عالم الموضة والأزياء في رؤية المملكة 2030 من خلال إقامة عروض الأزياء لأهم المصممين العالميين في المملكة، وتأكيداً على ذلك ما شهدته المملكة في عرض أزياء إيلي صعب وحضور مكثف لنجمات عالميات وعارضات أزياء مشهورات، وأيضاً دعم المبدعين الشباب والشابات في قطاع الأزياء بإقامة عروض خاصة بهم.
اقرأ أيضاً: جينيفر لوبيز تُلهب الرياض وتثير جدلاً واسعاً بإطلالة هوليودية!