في وقت بلغت فيه العلاقات الروسية – الأميركية أدنى مستوياتها منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، حيث فرضت واشنطن أشد العقوبات على موسكو، كما دعمت كييف بشكل كبير لمواجهة القوات الروسية، نقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين روسيين قولهما إن السعودية والإمارات مكانان محتملان لاستضافة قمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبينما هنأ بوتين ترامب على انتخابه، وكشف عن استعداده للقائه لإجراء مناقشات بشأن أوكرانيا والطاقة، قال الرئيس الأميركي إنه يعتزم إنهاء الحرب في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن، وإنه مستعد للقاء بوتين.
المسؤولون الروس نفوا مراراً وجود أي اتصالات مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن التحضير لمكالمة هاتفية بين ترامب وبوتين ستسبق اجتماعاً محتملاً في وقت لاحق من هذا العام.
ومع ذلك، زار مسؤولون روس كبار كلاً من السعودية ودولة الإمارات في الأسابيع الأخيرة، حسب ما قال مصدران روسيان وصفتهما “رويترز” بالمطلعين وتحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما.
وقال ترامب، الأحد إن إدارته لديها “اجتماعات ومحادثات مجدولة مع مختلف الأطراف، بما في ذلك أوكرانيا وروسيا”.
وعند سؤاله عن تلك التصريحات، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الاتصالات “من الواضح أنها مخطط لها”.
ويذكر أنه إلى جانب علاقاتها الوثيقة بالولايات المتحدة احتفظت كل من الإمارات والسعودية بعلاقات مع روسيا، واختارت الحياد طوال الحرب على أوكرانيا، وامتنعت عن الانضمام للغرب في انتقاد روسيا ومعاقبتها.
كما حافظ البلدان على اتصالات منتظمة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ولا يتمتع أي من البلدين بعضوية في المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة توقيف بحق بوتين تمنعه من زيارة عدد من الدول.
وبينما استبعدت المصادر الروسية تركيا، التي استضافت محادثات سلام فاشلة بين روسيا وأوكرانيا في مارس 2022 كمكان محتمل للقاء بوتين وترامب، قال المحلل الروسي فيودور لوكيانوف المدير العلمي لنادي “فالداي النقاشي”، الذي يلتقي أعضاؤه الرئيس الروسي بانتظام، إن ترامب وبوتين ليست لديهما خيارات كثيرة.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية “تاس” عن لوكيانوف قوله “تقريباً الغرب بأكمله متورط في جانب أوكرانيا، لذلك، فإن جميع الأماكن التقليدية التي كانت تقام فيها مثل هذه الأمور مثل هلسنكي وجنيف وفيينا غير مناسبة”.
اقرأ أيضاً: ترامب يكسر قواعد الرئاسة الأمريكية.. السعودية وجهتي الأولى!
العلاقات السعودية الأميركية في ظل إدارة ترامب
في سياق منفصل، وعد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بتعزيز استثمارات بلاده مع الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة 600 مليار دولار، وذلك رداً على ترامب الذي قال إنه مستعد لزيارة المملكة العربية السعودية كأول محطة خارجية له في حال اشترت المملكة منتجات أمريكية بقيمة 450 مليار دولار.
إلى ذلك، وفي أحدث تصريحات له في ما يخص هذا الشأن، قال ترامب: “سأطلب من ولي العهد السعودي، وهو رجل رائع، زيادة المبلغ إلى نحو تريليون دولار”.
وفي نظرة سريعة على ما كانت عليه العلاقة السعودية الأميركية في عهد ترامب الرئاسي الأول، نرى أنها كانت توصف بالعلاقة المميزة.
أبرز ملامح تلك العلاقة المميزة، تمثّل باختيار ترامب للسعودية كأول محطة خارجية له بعد انتخابه رئيساً.
وحين ذهب ترامب إلى السعودية، حمل السيف ورقص رقصة العرضة السعودية الشهيرة مع الملك سلمان بن عبد العزيز، وقلّده الملك آنذاك أحد أرفع الأوسمة في المملكة، وهو وسام الملك عبد العزيز الذهبي.
خلال الفترة الرئاسية الأولى لدونالد ترامب (2017-2021)، قامت المملكة العربية السعودية باستثمارات كبيرة في قطاعات مختلفة من الاقتصاد الأمريكي.
جاءت هذه الاستثمارات كجزء من جهد أوسع لتنويع المصالح الاقتصادية للمملكة بعيداً عن النفط، وهي استراتيجية تتماشى مع رؤية 2030 للبلاد.
وبحسب الأرقام الرسمية، وقّع الطرفان اتفاقيات بقيمة 460 مليار دولار من بينها 110 مليارات للأغراض العسكرية والدفاعية.
وبحسب الخبير الاستراتيجي السعودي، حسن الشهري، فإن الجانب العسكري لم يتحقق منه سوى جزء صغير وذلك بسبب البيروقراطية والتعقيدات في السياسة الديمقراطية في عهد الرئيس السابق جو بايدن.
وأشار الشهري إلى أن الجمهوريين أكثر انفتاحاً وأكثر قدرة على معرفة مصالح الولايات المتحدة في الخارج، إذ أنهم يضعون السلام نصب أعينهم، وهي رؤية تتوافق مع رؤية السعودية، بحسب ما نقلت عنه “بي بي سي نيوز عربي” في تصريحات صحافية سابقة.
أما عن الاستثمار السعودي المرتقب في الولايات المتحدة الأمريكية، فوصف الشهري هذا الأمر بمثابة نقطة تحول جيواستراتيجية للبلدين ودليل على عمق العلاقات بينهما وهي علاقات تعود إلى عقود طويلة.
وقال إن السعودية تنظر في المرحلة القادمة إلى العديد من الاستحقاقات في المجالين الأمني والعسكري ومجالات الطاقة النظيفة والمتجددة والطاقة النووية السلمية والذكاء الاصطناعي.
وأضاف: “السعودية تملك موارد هائلة من اليورانيوم والمعادن التي تقدّر بتريولونات الدولارات، وبالتالي الولايات المتحدة هي الشريك الأمثل والمناسب للسعودية في هذا المجال”.
اقرأ أيضاً: هل ستتأثر العلاقات السعودية الإيرانية بعد فوز ترامب؟