أعلنت الحكومة السعودية مؤخراً عن إتاحة 70 ألف وظيفة شاغرة عبر منصة جدارات، وهي منصة التوظيف الوطنية الموحدة التي تهدف إلى توحيد جهود التوظيف في المملكة وربط الباحثين عن عمل بالفرص الوظيفية المتاحة في القطاعين العام والخاص.
تتيح المنصة للجهات الحكومية والخاصة إدارة عملية التوظيف بكفاءة وشفافية، ما يسهم في تحقيق تجربة توظيف رقمية متكاملة.
وفي الواقع، منصة “جدارات” ليست مجرد أداة للتوظيف وإتاحة الوظائف الشاغرة، بل هي جزء من الاستراتيجية الوطنية لتحقيق التحول الرقمي في سوق العمل السعودي.
لكن من الجدير بالذكر، أنه خلال الفترة التجريبية فقط، تمكنت المنصة من توظيف أكثر من 114 ألف باحث عن عمل، وسجلت فيها 48 ألف جهة حكومية وخاصة، وهذا ما يؤكد على فعاليتها في تحسين عملية التوظيف وتسهيل وصول الباحثين عن عمل إلى الفرص المتاحة بسهولة ويسر.
ولهذا، فهي جسر فعّال بين الباحثين عن عمل وأصحاب العمل، وتسهم في تقليل الفجوة بين العرض والطلب، وتعزيز كفاءة سوق العمل السعودي.
اقرأ أيضاً: التخصصات المطلوبة في سوق العمل السعودي 2030: أهم 9 مجالات
أمّا عن سوق العمل السعودي فهو يشهد تحولات كبيرة في الفترة الأخيرة، وهذه التحولات مدفوعة بالتزام الحكومة بتنويع الاقتصاد وتعزيز مشاركة المواطنين في القوى العاملة، حيث سجلت البيانات الرسمية زيادة واضحة في عدد العاملين بالقطاع الخاص.
ووفقاً لبيانات المرصد الوطني للعمل، تجاوز عدد العاملين في القطاع الخاص 11.4 مليون عامل بحلول نهاية حزيران/يونيو 2024، بزيادة قدرها 1.24% مقارنة بشهر نيسان/أبريل من نفس العام.
ومن المتوقع أن يشهد سوق العمل نمواً ملحوظاً في الطلب على الوظائف في مجالات متنوعة خلال الفترة القادمة، خصوصاً مع المبادرات الحكومية المستمرة والاهتمام بتطوير المهارات والكفاءات الوطنية.
ومجمل هذه التحولات تأتي في سياق رؤية 2030 التي تسعى بصورة عملية لخلق سوق عمل ديناميكي ومستدام يمكنه التكيف مع المتغيرات الاقتصادية والتكنولوجية، ولا يعاني من نسب بطالة عالية.
وفيما يخص نسب البطالة، هنالك مؤشرات لافتة وجديرة بالاهتمام، فقد أظهرت إحصائيات الربع الأول من عام 2024 انخفاضاً مستمراً في معدلات البطالة بين السعوديين.
حيث بلغ معدل البطالة بين السعوديين 7.6%، وهذا الرقم يمثل انخفاضاً بنسبة 0.2 نقطة مئوية مقارنة بالربع الرابع من عام 2023 حسب التقرير الرسمي لإحصاءات سوق العمل في المملكة العربية السعودية للربع الأول من عام 2024.
وضمن رؤيتها الاستراتيجية، تسعى الحكومة من خلال برامج تأهيل وتدريب متقدمة إلى خفض هذا المعدل إلى أقل من 7% بحلول عام 2030.
كما أطلقت عدة مبادرات لدعم مشاركة المرأة في سوق العمل، حيث وصلت نسبة مشاركة السعوديات إلى 34.1% في الربع الأول من 2024، ما يعكس نجاح الجهود المبذولة لتمكين المرأة وزيادة فرصها في سوق العمل.
اقرأ أيضاً: كيف واجهت المملكة العربية السعودية مشكلة البطالة؟
ومن خلال هذه المبادرات المختلفة مثل منصة “جدارات” وغيرها، تسعى المملكة لتحقيق قفزات نوعية في مجال التوظيف، وذلك عبر الاستفادة القصوى من رأس المال البشري وتعزيز دور القطاع الخاص في توفير فرص العمل، الأمر الذي يسهم في تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.
اقرأ أيضاً: صندوق الاستثمارات العامة السعودي يعتزم شراء طائرات جديدة