شكل إعلان منظمة السياحة العالمية أن المملكة العربية السعودية حققت تعافيا بأعداد السياح الوافدين إليها خلال العام الماضي، تأكيد جديد على أن الاستراتيجية التي وضعتها المملكة في إطار خطة 2030 تسير في الطريق الصحيح.
فالبلاد التي تحدت كل التبعات التي خلفتها جائحة كورونا “كوفيد-19” حول العالم، استطاعت قلب التوقعات وتحقيق زيادة غير مسبوقة بأعداد السياح لأول مرة في تاريخ المملكة حيث وصلت إلى 156% مقارنة بأعداد السياح في عام 2019 .
هذا الإنجاز لم يكن وحيداً على صعيد السياحة السعودية لعام 2023 وإنما تخطاه لتسجيل أرقام كبيرة في حجم الأموال التي أنفقها السياح خلال زيارتهم المعالم السياحة والترفيهية في المملكة حيث وصلت وفق إحصائيات وزارة السياحة السعودية 100 مليار ريال سعودي حتى نهاية الربع الثالث من عام 2023.
وهذا يؤشر بأن المملكة كانت وجه مفضلة للسياح من جميع أنحاء العالم، لما تتيحه السعودية من مجموعة متنوعة من الأماكن السياحية الدينية والترفيهية والبيئية والاقتصادية، وهذا أيضاً إنجاز يحسب للمخطط السعودي والأهداف التي وضعها في سبيل أن تكون السعودية من إحدى الوجهات الأفضل للسياح حول العالم، دون إغفال ان هذا الأمر جاء بوقت قياسي وحرق مراحل كبيرة كانت بفضل تصميم ورعاية وإشراف من أعلى المستويات في المملكة وفي مقدمتها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الذي وضع نصب عينيه أن تتقدم السعودية كل يوم كما نقل عنه الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية “جيري إنزيريلو”: “الأمير محمد بن سلمان يريد التقدم كل يوم، ويعطينا كل شيء ما عدا النوم”…
السياحة السعودية تسعى للعالمية
القفزة النوعية السعودية على مستوى عدد السياح وإنفاقهم رأت فيه منظمة السياحة العالمية في تقريرها أن هذا الأداء يسهم في تحقيق نسبة نمو إيجابية في القطاع السياحي على مستوى العالم، حيث تعكس هذه الأرقام النهوض الاقتصادي الذي يحققه القطاع السياحي في المملكة.
وعليه فقد حفز الإنجاز السياحي أيضاً قطاع النقل ليضع استراتيجية محفزة لاستقطاب ملايين المسافرين عبر المطارات والموانئ السعودية حيث بين عبدالعزيز الدعيلج، رئيس هيئة الطيران المدني في المملكة العربية السعودية، أن استراتيجية المملكة الوطنية للطيران تستهدف تحقيق إنجاز كبير في مجال النقل الجوي، حيث تسعى لجذب نحو 330 مليون مسافر سنوياً بحلول عام 2030.
كما تهدف المملكة إلى تعزيز دورها كمركز إقليمي رائد في قطاع الطيران ومنصة لوجستية عالمية تربط بين 3 قارات.
وأضاف الدعيلج أن الاستراتيجية تهدف إلى جعل حوالي 10% من المسافرين، البالغ عددهم 330 مليون مسافر، يكونون ترانزيت.
وشدد على الدور الحاسم للطيران في دعم النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة في المملكة، مشيراً إلى أن الخطة تشمل تطوير المطارات وشركات الطيران، وتحديث أساطيل الطائرات والمرافق، بما في ذلك خدمات الشحن واللوجستيات.
وتعتزم الاستراتيجية تعزيز الربط الجوي للمملكة إلى أكثر من 250 وجهة حول العالم، من خلال تشغيل 29 مطاراً.
كما تشمل خطة إنشاء مركزي اتصال عالميين في الرياض وجدة، مع شبكة من المطارات ذات القدرات الفريدة.
وبالإضافة إلى ذلك، تسعى الاستراتيجية إلى تطوير خدمات الشحن الجوي واللوجستيات، بهدف زيادة قدرة الشحن الجوي من 0.8 مليون طن إلى 4.5 مليون طن بحلول عام 2030.
يُتوقع أن تشجع هذه المبادرة شركات الطيران العالمية ومقدمي الخدمات اللوجستية والشركات الدولية على الاستثمار في قطاعي الطيران واللوجستيات في المملكة.
هذه الخطة الطموحة التي كشف عنها الدعليج تصب جذب المسافرين وتحفيزيهم لأن تكون السعودية وجهتهم السياحة المفضلة حول العالم.