تشهد المملكة العربية السعودية تحولاً في المشهد المالي، مع تزايد اهتمام البنوك والمؤسسات المالية العالمية بإنشاء مقرات إقليمية على أراضيها.
وتعكس هذه الخطوة الاستراتيجية ثقة المؤسسات المالية العالمية في الاقتصاد السعودي، وحرصها على المشاركة في مسيرة التنمية الطموحة التي تشهدها المملكة.
كما تُظهر اهتمامًا متزايدًا بفرص الاستثمار المتنوعة التي توفرها المملكة العربية السعودية، والتي تتضمن مشاريع ضخمة في مجالات البنية التحتية والطاقة والرعاية الصحية والسياحة وغيرها.
ومن المتوقع أن يُسهم هذا الاتجاه في تعزيز التعاون الحكومي بين المملكة العربية السعودية والمؤسسات المالية العالمية، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وخلق فرص عمل جديدة، وتحفيز النمو الاقتصادي.
كما سيُساهم في نقل المعرفة والخبرات العالمية إلى السوق السعودي، وتعزيز كفاءة القطاع المالي في المملكة.
وتعد المملكة العربية السعودية وجهة جاذبة للاستثمارات المالية العالمية، وذلك بفضل موقعها الاستراتيجي، واستقرارها السياسي، وبيئة الأعمال المواتية، وثرواتها الطبيعية الهائلة، ورؤيتها المستقبلية الطموحة.
وتشكل خطوة افتتاح مقرات إقليمية لمؤسسات مالية عالمية في السعودية علامة فارقة في مسيرة التنمية الاقتصادية للمملكة، وتُؤكد على مكانتها المتنامية كمركز إقليمي رائد للاستثمارات المالية.
مؤسسات مالية عالمية
يتجه مستقبل السعودية نحو الاستثمارات الضخمة، الأمر الذي فرض على المؤسسات المالية العالمية تعزيز وجودها محليًا لإظهار الالتزام الكافي تجاه المملكة.
ترافق هذا الأمر مع إضافة تفاصيل جديدة على المستندات التي يرسلها صندوق الاستثمارات العامة السعودي إلى البنوك الراغبة في التعامل معه، وتتضمن هذه التفاصيل تحديد وجود مقر إقليمي في السعودية.
صندوق الاستثمارات، البالغ قيمته 925 مليار دولار، منح الترخيص لمجموعة غولدمان ساكس، أول شركة كبرى في وول ستريت، لافتتاح مقر إقليمي لها في المملكة.
حصلت شركات مالية أخرى على تراخيص مماثلة، الأمر الذي سيشكل ضغطًا على تلك التي لم تتحرك بعد للحصول على تراخيصها، خاصة وأن التراخيص أصبحت جزءًا من متطلبات التعامل مع الصندوق.
بدأ عامل القلق يجتاح عددًا من المؤسسات المالية التي شرعت في التحرك للمحافظة على عقودها مع الصندوق قبل السير في حجز مقراتها الإقليمية، وهو ما سيؤثر على برامج استثمارية تبلغ قيمتها تريليونات الدولارات تتبع لجهات كبرى مثل “جي بي مورغان” و”سيتي غروب”.
اقرأ أيضًا: سوق الألعاب الإلكترونية في السعودية.. استثمارات ضخمة وأرقام عالمية
استثمارات ضخمة
حصلت أكثر من 400 شركة أجنبية على تراخيص لافتتاح مقرات إقليمية لها في السعودية.
وتتضمن الاشتراطات السعودية أن يشتمل المقر على 15 موظفًا على الأقل و3 من كبار الموظفين التنفيذيين للشركة أو المؤسسة المالية.
ومن بين الشركات التي اتخذت هذه الخطوة بالفعل بوينغ وأمازون وبرايس ووتر هاوس كوبرز.
ويأتي هذا التحرك في إطار الإصلاحات الاقتصادية لرؤية المملكة 2030 التي تستهدف جذب الاستثمارات الجديدة أو تجديد التعاقدات بين المملكة وهذه المؤسسات.
اقرأ أيضًا: مع دخول (UBS) السويسري.. ما الذي يجذب البنوك الأجنبية إلى السوق السعودية؟
تغييرات في التسمية
تتجنب العديد من البنوك في الوقت الحالي استخدام كلمة “المقر الرئيسي” لأي من مكاتبها في الشرق الأوسط.
وتتجه هذه البنوك إلى تمهيد الطريق لاختيار مقرها الإقليمي لإدارة عملياتها المالية في الخليج العربي في المملكة، وذلك لأن القوانين الجديدة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي ستكون صارمة وواضحة في المرحلة المقبلة.
الجدير بالذكر أن الاستثمار الأخير الذي تنتظر السعودية إتمامه هو بيع جزء من حصتها في شركة أرامكو النفطية.
ومن المتوقع أن يبلغ عائد بيع الأسهم 12 مليار دولار، وسيتم التنفيذ بمساعدة عدد من البنوك الدولية.
اقرأ أيضًا: هل سيتم فتح أبواب الاستثمار الأجنبي في مكة والمدينة المنورة؟