تعطي رائدة الأعمال السعودية رنا البرهومي الشارع الذي يتواجد فيه مخبز “دير بيكر” (Der Bäcker) نكهة مختلفة برائحة المخبوزات الطازجة والمميزة، ومع كل قضمة من مخبوزات دير بيكر ستذهب إلى عالم من الطعمات الفريدة والنكهات الاستثنائية، وعن عملها تقول البرهومي: “أنا بنسى نفسي لما أخبز”.
حوار رائدة الأعمال السعودية رنا البرهومي مع أرابيسك لندن
حوار شيق أجرته أرابيسك لندن مع رائدة الأعمال السعودية، وهذا ما قالته رنا البرهومي للجمهور!
شيف رنا البرهومي، للمتابعين الذين قد لا يعرفونك، هل يمكنك تقديم نبذة عن نفسك؟
اسمي رنا البرهومي حاصلة على البكالوريوس في الخدمات اللوجستية (Logistices)، وأحمل شهادة في الخبز الألماني.
من عمر ست سنوات كنت أدخل المطبخ، وأجرب الوصفات، كنت فعلياً أخترع من رأسي.
كان الطبخ بالنسبة لي هواية ولم يكن ليخطر ببالي أن أعمل أي مشروع متعلق به.
عندما أنهيت دراسة البكالوريوس وتخرجت، توجهت لكون ألمانيا أشهر دولة أوروبية في صناعة المخبوزات، قررت أن أتعلم لديهم أي دراسة تخص المخبوزات، ودرست هناك في أقدم مدرسة خبز في ألمانيا.
شغفك بالطهي بدأ منذ الصغر في مطبخ والدتك.. ما هي الوجبة أو الطعام الذي كان له الأثر الأكبر في اختيارك لمهنة الطهي؟
انطلق شغفي في عالم الطهي من مطبخ والدتي، وبدأت رحلتي في مجال الخبز حين كنت في السادسة من عمري، وفي هذه المرحلة استطعت تعلم الكثير واستكشاف كيمياء النكهات والمكونات.
ومن أحب الوصفات إلى قلبي كانت كعكة الجدة، وربما تكون هي من أعادتني إلى السعودية.
هي كعكة الفانيليا، يدخل في تركيبها البيض والزيت والدقيق وحبوب الفانيليا وقشر البرتقال، اعتدنا على تحضيرها مع جدتي ثم أمي صنعتها وانا اليوم أقوم بصناعتها أيضاً.
ما هي التحديات التي واجهتك أثناء افتتاح متجرك الخاص في المملكة العربية
في البداية كانت الفكرة غريبة على والدتي كوني عدت من ألمانيا ومعي لغة وعندي شهادة وعملت في أحسن شركة بألمانيا ضمن مجال الخدمات اللوجستية، شركة بوش العالمية.
لكنني صممت على الموضوع وأمسكت بالورقة والقلم ورسمت شكل المخبز وما “الكونسبت” (Concept) أو المفهوم، وما الخطوات اللازمة، وأجريت دراسة جدوى بسيطة.
عندما أدرك أهلي مدى إصراري تلقيت الدعم الكبير من أمي وإخوتي.
المحل أو المخبز أتعامل معه على أنه طفلي وأنا مسؤولة عنه كل يوم بأكله وأعلمه كي يكبر، طبعاً في كمية تعب وسترس عالية لكن ما يدفعني للاستمرار الشغف والمتعة اليومية التي أشعر بها.
بعد عودتك إلى السعودية، افتتحت مخبزك الخاص.. كيف نجحت في دمج النكهات الغربية مع السعودية العربية؟ وهل هناك منتجات خاصة تحمل اسم رنا البرهومي؟
درست بمدرسة للمخبوزات في ألمانيا وعمرها أكثر من مائة سنة واخترت ألمانيا لكونها أشهر بلد في أوروبا بالمخبوزات.
ولقد تعلمت في هذه المدرسة القديمة والعريقة الكثير من الأسرار، أما عن أشهر المخبوزات الألمانية فهو خبز البريتزل، وهو جداً معروف في ألمانيا.
والأشهر أنهم يستخدمون في جميع مخبوزاتهم الخميرة الطبيعية أو الساور دو، وهذه من أشهر الأشياء التي تعلمتها في ألمانيا.
في متجري أقدم المخبوزات الألمانية والأوروبية مع قليل من الطابع السعودي وحاولت الجمع بين الثقافتين، فقد تعلمت تحضير أكثر من 100 نوع خبز، وحاولت أن أجلب هذه الأنواع وأدمجها مع الطابع السعودي.
وأقدم في مخبزي عدداً من المخبوزات الأوروبية مثل كعك البريتزل الألماني، وخبز الباغيت الفرنسي، ومن المخبوزات الخاصة لدينا والتي تحمل الطابع السعودي الكرواسان بالتمر، ومناقيش الزعتر المتوافقة مع نظام كيتو.
اقرأ ايضًا: عبدالله الفَيفي عضو مجلس الشورى السابق لأرابيسك لندن: المملكة حريصة على مكافحة العنصرية والشعر يسترد مكانته
اخترت دراسة الخدمات اللوجستية وحصلت على شهادة في هذا المجال.. لماذا لم تتجهي منذ البداية نحو الدراسة الأكاديمية في الطهي؟ هل كان هناك تحفظ من قبل العائلة على سبيل المثال؟
قررت دراسة الجامعة في ألمانيا وبعد التخرج انضممت إلى أقدم مدرسة للخبز في ألمانيا، تعلمت فيها ولمدة شهرين طرق إعداد المخبوزات الألمانية خصوصاً أن المطبخ الألماني مشهور بمخبوزاته.
طبعا دراستي في مجال الخدمات أو العلوم اللوجستية جداً أفادتني في فتح البزنس الخاص بي وأن أدير المشروع.
طبعاً العلاقة بين ألمانيا والسعودية علاقة جداً قوية، من ناحيتي استفدت جداً عندما قدمت أوراقي للسفر إلى ألمانيا كانت الأمور جداً سهلة والإجراءات كانت جداً بسيطة، وطبعاً كبلدين هناك علاقة وثيقة بيننا من ناحية التجارة والاستيراد والتصدير وهي علاقة قوية وقديمة.
مصالح كثيرة مشتركة تجمع بين البلدين من أهمها التعليم، وتعتبر ألمانيا رابع دولة من ناحية عدد المبتعثين السعوديين.
وصفت تجربتك في الأردن بأنها كانت صعبة في بعض التصريحات.. هل يمكنك الحديث عن هذه التجربة ومشاركتنا أبرز التحديات التي واجهتك هناك؟
كيف انعكست أسفار رنا البرهومي على مسيرتها؟
أسفاري ربما لا تكون بالكثيرة ولكني اخترت ألمانيا لدراسة اللوجستيات ومن ثم درست في أقدم مدرسة للخبز في ألمانيا والتي يقدر عمرها بمئة عام، وكان السبب وراء اختياري أن المخبوزات الألمانية من أشهر المخبوزات في أوروبا، وبعد شهرين من العمل الجاد عدت الى السعودية وكنت قد اتخذت قرار افتتاح مخبزي الخاص.
هناك أمر آخر عند زيارتي لليابان اطلعت على المخبوزات هناك وقررت أن أقدم في متجري مزيجاً من الوصفات الأوروبية واليابانية والسعودية، وبالفعل اليوم أنا اقدم في متجري اكثر من مئة نوع من المخبوزات.
اقرأ أيضًا: مسعود كيبوانا لـ أرابيسك لندن: الفنون السعودية مزدهرة وأمنيتي توثيق روابط الإبداع بين الرياض ودار السلام