تستعد المملكة العربية السعودية لإطلاق دورة الترجمة العسكرية، التي ستقعد في فندق شيرفان في جدة وذلك خلال الفترة من 27 أغسطس وحتى 2 سبتمبر، لتطوير قدرات المترجمين العسكريين بالإضافة إلى ذلك تدريبهم على اللغات الأخرى والثقافة المختلفة نحو تحقيق بيئة تتسم بالتطور والتنمية.
في نفس الصدد تساهم الدورة في إكساب المترجمين المعارف والخبرات في مجال الترجمة العسكرية، والانطلاق من فكرة أن الترجمة لا تقف فقط على فهم الكلمات، بل التأكيد أيضاً على أهمية فهم المصطلحات والعلاقات الدبلوماسية بين الدول، بالإضافة إلى ذلك معرفة جميع الإجراءات العسكرية والتحلي بالكفاءة والسرعة في الترجمة وتحمل المسؤولية في تقديم الترجمة الصحيحة.
لابد من الإشارة إلى أهمية الكتابة المتميزة التي تتساوى في الأهمية مع الترجمة الفائقة، بالإضافة إلى ذلك إمكانية صياغة المعلومات، وفي هذا الإطار تنطلق هيئة الأدب والنشر والترجمة نحو تحقيق أهدافها بالإضافة إلى ذلك رغبتها الكبيرة في تأهيل جيل كفؤ من المترجمين العسكريين.
والتأكيد على دور فهم اللغات الأخرى، في تعزيز إمكانية إيصال الفكرة الصحيحة بالإضافة إلى ذلك الابتعاد عن سوء الفهم والتباس المعنى، وبناء على ذلك تساهم دورة الترجمة العسكرية في جعل المترجمين العسكريين على أعلى كفاءة وفعالية في جميع الحوارات والنقاشات الدولية على مختلف المستويات.
تجدر الإشارة أنه في عالم يتسم بالتغييرات المفاجئة والتحديات الأمنية المتزايدة، يصبح دور الترجمة العسكرية من الأدوار الهامة، من هذا المبدأ تولي المملكة دورة الترجمة العسكرية أهمية كبيرة بالإضافة إلى ذلك تعد أداة حيوية لا غنى عنها. في ضوء ذلك تسعى المملكة من خلال هذه الدورة، إلى زيادة قدرة المتدربين على فهم الوثائق المختلفة والبيانات المتعددة، هذا إن دلّ على شيء، إنما يدل أن المترجمين العسكريين ليسوا مجرد ناقلين للمعنى من اللغات المختلفة إلى اللغة العربية، بل هم في الحقيقة جسر يربط بين الدول ويعزز العلاقات بينهم بالإضافة إلى ذلك يساهمون بطريقة مبتكرة في تطوير الفهم المتبادل بين الأمم.
من هذا المنطلق تركز دورة الترجمة العسكرية، على التكامل في جميع معارف الترجمة الفورية والترجمة الكتابية لدى المترجمين العسكريين إضافة إلى إثراء ثقافتهم وخبراتهم، وبالمثل أن هذه الدورة تساهم في ارتقاء مستوى قدراتهم المهنية بالإضافة إلى ذلك ترفع من مستوى أدائهم نحو تحقيق أوسع الآفاق.
كما تساعد دورة الترجمة العسكرية، في تسليط الضوء على أهمية تجنب الأخطاء حتى ولو كانت صغيرة ولاسيما في اجتماعات دول العالم وصولاً إلى تحقيق الجودة العالية، وتماشياً مع ما تم ذكره إن أي خطأ يحصل من جانب المترجمين العسكريين قد يؤدي إلى عواقب كبيرة لا تحسب نتائجها.
وعليه تهتم دورة الترجمة العسكرية، بتدريب المترجمين على المصطلحات المعقدة بالإضافة إلى ذلك استيعاب الكلمات التي تحمل معاني مختلفة، وإمكانية فهم معناها المراد وصوله من خلال السياق وأجواء النقاش في الجلسات الدولية. ولا تقتصر الدورة على ذلك، بل تعمل على تجهيزهم والسعي نحو زيادة قدرتهم على التعامل مع المواقف السياسية والعسكرية التي تتطلب السرعة والمهارة المتطورة، ونتيجة لذلك تركز دورة الترجمة العسكرية على توسيع نطاق العمل لدى المترجمين العسكريين بالإضافة إلى ذلك إجراء كل التمارين العملية وتجنب الخطأ. بنفس الطريقة تمكن هذه الدورة، المترجمين العسكريين من التحلي بالدقة المتناهية وتقديم الأداء الفريد والتدرب المستمر نحو تحقيق ترجمة فورية ممتازة، ولكن ليست الترجمة الفورية هي الأداة الهامة فقط بل إن الترجمة الكتابية أيضاً أداة هامة مع ضرورة التركيز على الترجمة الممتازة للوثائق العسكرية والتزام السرية.
نستنتج أن دورة الترجمة العسكرية لم يتم إعدادها لتقديم دورة عادية وينتهي تطور المترجمين مع انتهائها، وإنما هي دورة تم إعدادها بشكل متقن وفريد لإعداد جيل من المترجمين لا يأبه للتحديات، ومستعد لتقديم أفضل خدمات الترجمة بدقة عالية في جميع المواقف التي تتطلب حساسية ثقافية عالية.
وليس هذا فقط، وإنما تطوير أفكار المترجمين على فهم سياق الكلام وإيصاله بالطريقة المناسبة دون أي خلل أو مشكلة، والنهوض نحو التعاون المثمر بين الدول وتعزيز التواصل السليم وصولاً إلى النجاح والتقدم ودمج القدرات البشرية والتكنولوجيا المتطورة نحو الوصول إلى تحقيق الأهداف المشتركة.
إلى جانب ذلك، تهتم دورة الترجمة العسكرية ببناء قاعدة تواصل مبتكر بين المترجمين أثناء انعقاد الدورة، وإتاحة الفرصة أمامهم لتبادل المعارف والتجارب المختلفة التي مروا بها خلال سنوات عملهم في المجالس الدولية.
تمثل دورة الترجمة العسكرية مركز لكل مترجم يطمح إلى زيادة معرفته وخبراته والاستعداد لمواجهة التحديات وتقديم كل ما يلزم لتجاوزها والوصول نحو الاحترافية والمهنية العالية والجاهزية التامة لجميع الاجتماعات، واستناداً إلى ما سبق تعد هذه الدورة مكان يسهم في بناء أجيال من المترجمين الذين يحاولون بكل قدراتهم تسطير اسمهم في عالم الترجمة بمختلف أنواعها وتحقيق الاحترافية.