لا تزال الاضطرابات الهضمية، تأخذ الحيز الكبير من الدراسات والأبحاث الطبية حتى يومنا هذا، كما أصبحت من المشكلات الصحية الأكثر شيوعاً ويتعرض لها الناس من جميع أنحاء العالم. في نفس الصدد، تعرف الاضطرابات الهضمية أنها عبارة عن اضطراب في المناعة الذاتية بالإضافة إلى ذلك صنفت إلى مجموعة من الأنواع المختلفة منها مرض الاضطرابات الهضمية الكلاسيكي.
تجدر الإشارة، إلى دور المركب البروتيني المعروف باسم الغلوتين في حدوث الاضطرابات الهضمية، حيث إن الناس في كل مكان من العالم، يأكلون المأكولات التي تم إعدادها من الحبوب بالإضافة إلى ذلك لابد من التأكيد، على أن الخبز يحتوي على الغلوتين ولكن الناس لا يمكنهم الاستغناء عنه في وجباتهم المختلفة. بناء على ذلك كشف الأطباء أن بإمكان الناس تناول الحبوب ولكن ليس بشكل مستمر إضافة، إلى منع الناس الذين يعانون من حساسية من الغلوتين بعدم تناوله على الإطلاق.
وأشار الأطباء، أن الغلوتين يسبب لهم مشاكل خطيرة تبدأ من الاضطرابات الهضمية وصولاً إلى الإصابة بالسرطان. في ضوء ذلك، تزايد طلب الناس على إمكانية إيجاد علاج قوي لهذه الاضطرابات التي تنتج عن تناول الغلوتين، فإن هذا المركب البروتيني، عند تناوله يصبح كمثير لجهاز المناعة لإطلاق هجمات على بطانة الأمعاء الدقيقة.
ولتوضيح سبب ذلك، هو أن الغلوتين أرسل استجابة إلى جهاز المناعة بوجود جزيء ضار ما يؤدي إلى عدم امتصاص المواد الغذائية في مجرى الدم. ولا يقتصر الأمر على الذين يعانون من حساسية من الغلوتين، بل على العكس من ذلك أظهرت أبحاث عديدة أن الناس الذين يعانون من مرض التوحد تتفاعل أجسادهم مع هذا البروتين بطريقة سلبية.
لابد من الإشارة، أن بعد الجهد الكبير والعمل الدؤوب الذي بذله مجموعة من الخبراء تمكنوا في النهاية من التوصل إلى العلاج المناسب للاضطرابات الهضمية وتحقيق نقلة نوعية في عالم الطب والعلاج. في ضوء ذلك، أعلن الخبراء بعد دراسة طويلة على الحيوانات ومتابعة ردة فعل أجسادهم عند تناول الغلوتين إلى التوصل إلى علاج فريد من نوعه يتبعه مجموعة من الناس وهو النظام الغذائي.
وبالمثل، أوضح الخبراء أن الغلوتين ليس وحده من يقوم بكل ذلك، بل إنه يتلقى المساعدة من الخلايا الظهارية التي تؤدي إلى استجابة جهاز المناعة بطريقة كبيرة لتؤدي في النهاية إلى الاضطرابات الهضمية. في الحقيقة، خلال البحث والمتابعة المستمرة من قبل الخبراء وجدوا أن هناك عامل آخر من البكتيريا يطلق عليه اسم (Pseudomonas Aeruginosa) يساهم في حدوث الاضطرابات الهضمية، ويدفع الخلايا الظهارية إلى إرسال استجابات أكبر لجهاز المناعة ما يدفعه إلى هجمات قوية للغاية.
وبنفس الطريقة، بإمكان هذا العامل الجديد من البكتيريا التسبب بأمراض عديدة للإنسان. وأكد خبراء من جامعة ماكماستر، أن اكتشاف هذا النوع من البكتيريا إلى جانب دراسة الغلوتين يسهم بطريقة كبيرة في تطوير وابتكار أدوية قوية قادرة على علاج الاضطرابات الهضمية وصولاً إلى القضاء عليها بالكامل. كما أن التعرف على هذا النوع من البكتيريا، ودراسته بإمكانه إحداث تطور ملحوظ في تحديد المرضى الأكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات الهضمية.
اقرأ أيضًا: بوبا العربية رائدة التأمين الطبي في السعودية
على الرغم من آمال الناس، والفرح بإيجاد علاج يتمكن من تخفيف معاناتهم إلا أن ذلك لم يحصل حيث إن الخبراء أفادوا أنه من الصعب حتى على النظام الغذائي القضاء على الاضطرابات الهضمية نهائياً. ولكنه، قد يساعد في تقليل أعراض الإصابة إضافة إلى تحسين صحة الجسم. من هذا المبدأ، على جميع المرضى استشارة الطبيب حول النظام الغذائي المناسب لهم أو إخصائي التغذية الذي يرشدهم إلى ما يجب عليهم فعله.
تمثل الاضطرابات الهضمية، مشكلة كبيرة لدى الناس وحتى مع تناول المسكنات لا يختفي الألم بالكامل ولذلك يجب زيادة الأبحاث الطبية ودعمها بكل الموارد المطلوبة لإنشاء دواء يستطيع تحقيق شفاء كامل ووضع نهاية لمرض الاضطرابات الهضمية. استناداً إلى ما سبق، تلعب الأبحاث الطبية الدور الكبير في الكشف عن أنواع علاجات متطورة ومبتكرة تفتح الباب نحو تحقيق الصحة العامة وإعطاء الناس الأمل ببداية خالية من الاضطرابات الهضمية.