بحث ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الرياض، حالة التصعيد العسكري في قطاع غزة ومحيطها، وحمل خلالها الرئيس الفلسطيني تطمينات سعودية، إذ أكد ولي العهد السعودي أثناء لقائه عباس مواصلة المملكة بذل الجهود بالتواصل مع الأطراف الدولية والإقليمية كافة لوقف أعمال التصعيد في القطاع.
كانت زيارة الرئيس الفلسطيني إلى الرياض الثلاثاء الماضي التي التقى فيها بالأمير محمد بن سلمان، هي الزيارة الثانية إلى السعودية منذ اندلاع أحداث 7 أكتوبر.
وبحسب السفير الفلسطيني في السعودية باسم الآغا، فإن نتائج الاجتماع خلصت إلى ضرورة التركيز بشأن تنفيذ آلية لوقف “الاجتياحات الإسرائيلية المستمرة” والانتهاكات بشأن القدس، فضلاً عن تهديد المقدسات الإسلامية والمسيحية من مسؤولي إسرائيل اليمينيين، وفقاً لما نقله موقع “العربية.نت”.
كما كشف السفير الفلسطيني، أن عباس أبلغ الأمير محمد بن سلمان بتطورات الأوضاع في غزة والضفة الغربية والقدس، كما ناقشا سلسلة الاتصالات الدولية التي جرت في هذا الاتجاه، وأبدى عباس شكره لولي العهد السعودي على المواقف السعودية الصلبة من أجل نيل الاعتراف الدولي بدولة فلسطين.
وكشفت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أحاط في زيارته الأخيرة الأمير محمد بن سلمان برغبته في زيارة قطاع غزة برفقة وفد فلسطيني، مع أعضاء القيادة الفلسطينية لوقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.
كذلك، أعاد مجلس الوزراء السعودي تأكيده على الرفض القاطع للتصريحات الإسرائيلية المتطرفة والتحريضية، والاستفزازات المتواصلة لمشاعر المسلمين حول العالم، داعياً المجتمع الدولي لوضع حد للكارثة الإنسانية التي يمر بها الشعب الفلسطيني الشقيق، وتفعيل آليات جادة لمساءلة المسؤولين الإسرائيليين عن الانتهاكات المتواصلة للقوانين والأعراف والقرارات الدولية.
اقرأ أيضًا: إلى أين وصلت العلاقات السعودية الأمريكية الآن؟
وتؤكد المملكة دعوتها للمجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية بأهمية الإسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وليتحقق السلام الشامل والعادل للجميع.
في السياق، جدد نائب وزير الخارجية السعودي، المهندس وليد الخريجي إدانة ورفض بلاده لجميع أشكال الجرائم بحق الشعب الفلسطيني من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار الخريجي إلى أن “قوات الاحتلال الإسرائيلي غير آبهةٍ بالقرارات والقوانين الدولية، مما أودى بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين معظمهم من النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء، وسط غياب المحاسبة الدولية، وعجز مجلس الأمن عن اتخاذ إجراءات رادعة”.
وأكد أن المملكة مازالت تواصل تقديم المساعدات الإغاثية للمدنيين في قطاع غزة بمشاركة شعبية، عبر الحملة الشعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، التي أطلقها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، إذ بلغت حالياً قيمة التبرعات أكثر من 185 مليون دولار.
ونوّه الخريجي بما قدمته السعودية إلى جانب الدول الشقيقة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، التي أثمرت خلال ترؤسها اللجنة الوزارية المنبثقة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية في الرياض، باعتراف عدد من الدول الغربية بدولة فلسطين الشقيقة، وأشار في ذات الصدد إلى قرار القمة العربية الإسلامية بشأن إنشاء مركز قانوني لتوثيق الانتهاكات، وآخر إعلامي.
اقرأ أيضًا: الأمير محمد بن سلمان للرئيس الفلسطيني: نحن معكم والعالم معكم ولن نترككم
جاء ذلك أثناء مشاركة الخريجي، في أعمال الدورة الخمسين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة في مدينة ياوندي عاصمة جمهورية الكاميرون، تحت شعار “تطوير البنية التحتية للنقل والمواصلات في إطار منظمة التعاون الإسلامي: أداة رئيسية في مكافحة الفقر وانعدام الأمن”.
وتحافظ السعودية على توظيف ثقلها العربي والإسلامي والدولي عبر دبلوماسيتها الهادئة، وبالشراكة مع الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم، في الضغط على المجتمع الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
كذلك، تواصل المملكة عبر ذراعها الإنسانية، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مساعدة المتضررين في غزة من أجل كسر إغلاق “إسرائيل” المعابر الحدودية، التي تعذر من خلالها إدخال المساعدات الإنسانية للمتضررين في القطاع.
اقرأ أيضاً: دول عربية وإسلامية ترفض تصريحات إسرائيلية تمس الأقصى