تشتهر المملكة العربية السعودية بباقة متنوعة من الأطعمة الشعبية، التي تعكس تاريخها العريق وتراثها الغني، وتحافظ الأجيال الجديدة على وصفات الأجداد التقليدية، وتتميز كل منطقة من مناطق المملكة بأطباقها الخاصة التي تعكس بيئتها وثقافتها، ومن هنا، سنحدثكم اليوم عن الأطباق النجدية الشعبية.
يعكس مطبخ نجد تراثاً غنياً يتماشى مع عادات وتقاليد سكانها، ويمتاز بمذاقه الفريد ونكهاته المتنوعة، التي تعكس تاريخ المنطقة ومناخها، وتوارثت الأجيال عبر العصور، وصفات الأطباق النجدية الشعبية، مع تنوع في الوصفات من عائلة لأخرى.
وتُميَّز هذه الأطباق بتركيزها على المرق والقمح والأرز، إضافة إلى مجموعة غنية من التوابل والبهارات التي تضيف لها نكهة خاصة، ورغم أن تحضير هذه الأطباق يتطلب وقتاً طويلاً، إلا أن النتيجة والطعم الشهي يستحقان الجهد والوقت.
اقرأ أيضاً: أشهر المأكولات والحلويات في المطبخ السعودي
ويعدّ الجريش من الأطباق النجدية الشهيرة، إذ يُحضّر من القمح المجروش واللحم أو الدجاج، وقد تضاف إليه الطماطم في بعض الوصفات، ويطهى القمح في مرق اللحم على نار هادئة، وبعد أن ينضج، يقدم بعد تزيينه بالبصل المكرمل واللومي.
ومن الوجبات التي تزين المائدة في نجد، وجبة المطازيز التقليدية وتسمى أيضاً بالمرقوق والتي تتألف من عنصرين رئيسيين، هما العجينة والمرق.
تُحضّر العجينة من الدقيق والملح والماء، وبعد تخميرها تقسم إلى كرات صغيرة وتفرد لتشكّل أقراصاً رقيقة، أما المرق، فيحضّر بسلق اللحم في قدر مع التوابل مثل البهار العربي والفلفل الأسود واللومي.
وفي هذه الأثناء، يُقلى البصل المفروم في السمن حتى يكتسب لوناً ذهبياً، ثم تُضاف صلصة الطماطم واللحم المسلوق، ويُضاف الماء، ويُترك الخليط ليغلي على نار هادئة لمدة 40 دقيقة.
بعد ذلك، تُضاف الخضروات المقطعة التي تفضّلها العائلة، وتُسقط أقراص العجين في المرق، ويُحرَّك المزيج على نار هادئة حتى ينضج العجين، مشكلاً وجبة لذيذة مشبعة بالنكهات التقليدية.
اقرأ أيضاً: المطبخ السعودي: تاريخ عريق وأطعمة شهية
وبالطبع، لا يمكننا نسيان الكبسة المحبوبة، والتي تعد من الأطباق التقليدية البارزة في المملكة العربية السعودية عامةً، وتتميز بها منطقة نجد أيضاً.
تقوم أساسات الكبسة على الأرز المطهو مع اللحم أو الدجاج، وتتميز بتعدد طرق تحضيرها، وتنوّع التوابل المستخدمة، فضلاً عن أساليب التقديم المختلفة.
ورغم بساطة مكونات الكبسة وطريقة تحضيرها، إلا أن هذا الطبق يكشف عن مهارة ونَفَس الطاهي في مزج التوابل، وضبط نضج اللحوم أو الخضروات، والحرص على طهي الأرز بإتقان لتتناغم كل المكونات وتنتج طبقاً شهياً لا يقاوم.
وإلى جانب الكبسة، يفضّل الكثيرون تحضير صلصة الدقّوس الحارة، وهي صلصة مكونة من البصل والطماطم والفلفل الحار المطبوخين سوية، وتضيف نكهة مميزة لأطباق الأرز.
تُقدَّم الكبسة السعودية التقليدية في صحن كبير، يتشارك فيه عادةً من أربعة إلى عشرة أشخاص، وفي مناسبات الضيافة في نجد، يُقدم للضيوف طبق ضخم يُعرف بـ«المفطح»، يوضع فوقه الخروف كاملاً في نفس الطبق.
وإلى جانب الأطباق الرئيسية التي تقدم على الغداء والعشاء وفي المناسبات، هناك أنواع مختلفة من الحلويات النجدية المميزة، لعلّ أبرزها أكلة المصابيب، وهي قطع صغيرة مصنوعة من خليط الدقيق المطبوخ على الصاج، ويغمس في الزبدة والعسل أو شراب التمر، وهو يشبه البانكيك الشهير.
تُعرَف المصابيب بأسماء عديدة منها المراقيش أو المراهيف أو المراصيع، إذ تختلف التسمية باختلاف المناطق، دون اختلاف طعمها اللذيذ.
ومن الحلويات الشهية أيضاً نذكر الحنيني، وهي حلى مفضلة في الأوقات كلها، ولكن يفضل الكثيرون تحضيرها في فصل الشتاء لما تبعثه في الجسم من طاقة.
اقرأ أيضًا: مهرجان التمور الأول في نجران ينطلق برعاية أمير نجران
تُحضر الحنيني بمزج خبز القمح المحمص مع التمر منزوع النوى والزبدة الذائبة، وتُقدم كتحلية مع القهوة العربية، وعلى الرغم من شهرتها في مناطق عديدة، إلا أن منطقة نجد تتميز بشكل خاص في تقديمها، خاصة خلال شهر رمضان المبارك.
يشتهر الفتيت السعودي أيضاً في منطقة نجد، وهو نوع من الحلى الشهي، الذي يقدم خلال شهر رمضان المبارك وفي فصل الشتاء البارد، ويتميز بقيمته الغذائية وطعمه اللذيذ، إذ يتكون من الدقيق والسكر والزيت أو الزبدة مع لمسة من الهيل، ويقدم مع القهوة والشاي.
أما الكليجا، فهي حلوى شعبية شهيرة في نجد ولكن أصولها قصيمية، وتعدّ إحدى الحلويات التقليدية البارزة في السعودية، وتتميز هذه البسكويتات الشهية بشكلها المنقوش باستخدام قوالب خشبية خاصة، وبحشوها المتنوع الذي يشمل عجوة التمر أو المكسرات.
تُصنع الكليجا من دقيق الحنطة، ويضاف إليها الزعفران والهيل لتعزيز النكهة، ويمكن تشكيلها بأشكال مختلفة، كما يمكن استبدال حشوة التمر بحشوة التوفي اللذيذة.
إلى هنا نكون قد قدمنا لكم بعض أهم الأطباق النجدية الشعبية، والتي تشكل جزءاً لا يتجزأ من التراث والثقافة المحلية، وتبقى رمزاً للموروث الشعبي الذي يتناقله الأجيال.
اقرأ أيضًا: بورصة لندن تعتزم إدراج ميناء جدة كمركز لتسليم الألمنيوم