حصلت هيئة الإذاعة والتلفزيون على وسام الامتثال للملكية الفكرية، الذي تمنحه الهيئة السعودية للملكية الفكرية، وذلك خلال الحفل السنوي المخصص لتكريم المجتازين لبرنامج مسؤول احترام الملكية الفكرية، تقديراً لجهودها والتزامها الراسخ بتطبيق سياسات الملكية الفكرية وحمايتها.
ويأتي هذا التكريم تقديراً لامتثال الهيئة بتطبيق سياسات الملكية الفكرية، التي تسهم في حفظ حقوق الابتكار والإبداع، إضافة إلى تعزيز حماية الأفكار الإبداعية وتحفيز الاستثمار بها في مجالات الإعلام المرئي والمسموع، وقد تسلّم التكريم المدير العام للأرشيف الرقمي في الهيئة، الأستاذ تركي العتيبي.
من جانبه، عبّر الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون، محمد بن فهد الحارثي، عن تقديره العميق للهيئة السعودية للملكية الفكرية، مؤكداً أهمية التعاون المستمر بين الجهتين في مجالات الملكية الفكرية.
كما أكد الحارثي التزام الهيئة التام بالعمل الجاد من أجل حماية الأصول غير الملموسة، التي تتمثل في الأفكار والابتكارات، معرباً عن إيمانه بأن هذه الأصول تمثل قيمة حقيقية للمؤسسات في كلا القطاعين العام والخاص، وتسهم في تحقيق النجاح والتميز.
هذا وأشاد الحارثي بالدعم الذي يقدمه معالي وزير الإعلام رئيس مجلس الإدارة، الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري، في تعزيز هذه الثقافة، وتوجيهاته المستمرة لدعم الجهود المبذولة تحقيقاً لأهداف عام التحول الإعلامي ومواكبة رؤية المملكة 2030، ما يسهم في ترسيخ مكانة الإعلام السعودي في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العصر.
يشار إلى أن هيئة الإذاعة والتلفزيون لديها تاريخ حافل من الجهود المبذولة لتعزيز الملكية الفكرية، من خلال منصتها الأرشيفية سيما، إضافة إلى شراكتها مع الهيئة السعودية للملكية الفكرية لتعزيز هذا المجال وحماية حقوقها من الانتهاكات.
اقرأ أيضاً: من هي الممثلة السعودية مريم محمد الغامدي؟
وتعدّ سيما منصة رقمية تجمع أرشيفاً رقمياً ضخماً يضم أكثر من مليون مادة رقمية توثّق تاريخ المملكة العربية السعودية، وتهدف المنصة إلى استثمار المحتوى الإعلامي الذي يعكس هوية وتوجهات المملكة منذ ما يزيد عن 60 سنة.
وتأتي المنصة تحت مظلة مركز الأرشيف الرقمي، أحد أكبر المراكز الأرشيفية على مستوى العالم والأول في منطقة الشرق الأوسط، وتحتوي المنصة على أكثر من مليون و200 ألف مادة رقمية مؤرشفة، وتهدف إلى توثيق المراحل التاريخية للمملكة، بما يعزز صورتها ويخلّد تاريخها العريق.
عموماً، ومنذ إطلاق رؤية المملكة 2030 في عام 2016، شهد الإعلام السعودي من خلال مؤسساته تغييرات جذرية إيجابية على الأصعدة المختلفة، وتمكّن من التغلّب على التحديات كافةً، والاستفادة من الفرص الموجودة والسعي لتحقيق مستقبل مشرق.
فقد واجه الإعلام السعودي في الماضي مجموعة من التحديات، من أبرزها الرقابة، إذ فرضت بعض القيود على حرية التعبير، ما أثر على جودة وتنوع وحيادية المحتوى الإعلامي، إضافة إلى تركيزه على القضايا المحلية، الأمر الذي أدى إلى تقليص تواصله وتفاعله مع القضايا الإقليمية والدولية.
كما عانى الإعلام السعودي من نقص في التعاون والتبادل مع المؤسسات الإعلامية الأخرى، سواء على المستوى الوطني أو العالمي، فضلاّ عن صعوبة في مواكبة التطورات التقنية السريعة، ما أثّر على قدرته على جذب الجمهور وخلق التنافسية الإقليمية والدولية.
اقرأ أيضاً: جائزة الملك فيصل تفتح باب الترشيحات لعام 2026
ومع إطلاق رؤية 2030، جاءت فرص كبيرة لتطوير الإعلام السعودي ومواجهة هذه التحديات، من خلال تعزيز حرية التعبير عن الرأي والمسؤولية الإعلامية في نشر المعلومات الدقيقة والموثوقة، مع الامتثال لسياسات الملكية الفكرية، ومراعاة القيم الإسلامية والوطنية.
إضافة لذلك، سمحت الرؤية بجذب استثمارات أجنبية في قطاع الإعلام، ما عزز من قدراته وفتح أبواب التعاون والشراكة مع المؤسسات الإعلامية العالمية.
إلى جانب ذلك، وفي ظل الدور الحيوي الذي تلعبه الملكية الفكرية في تعزيز التطور المجتمعي والاقتصادي، تولي المملكة العربية السعودية من منطلق رؤيتها، أهمية كبيرة لحماية حقوق الملكية الفكرية والعمل على إنفاذها، لما لها من تأثير على الاقتصاد المحلي والعالمي، وحرصاً من الهيئة السعودية للملكية الفكرية، على مواكبة هذا التطور لضمان حماية الابتكارات والإبداعات الفكرية.
وتشير الملكية الفكرية إلى الابتكارات غير الملموسة التي تنتج عن العقل البشري، مثل حقوق التأليف والنشر، براءات الاختراع، والعلامات التجارية، التي قد تكون عرضة للسرقة بطريقة أسهل مقارنةً بالممتلكات المادية، ويُعاقب كل من ينتهك حقوق الملكية الفكرية بعقوبات تختلف باختلاف نوع الانتهاك وذلك وفقاً للنظام السعودي.
اقرأ أيضاً: صندوق النقد يشيد بالتحول غير المسبوق باقتصاد السعودية