تستضيف العاصمة السعودية، اليوم الثلاثاء، القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وذلك بمشاركة 456 متحدثاً من 100 دولة، و32 ألف زائر محلي ودولي، كما ستشهد توقيع 70 اتفاقية.
وتحت شعار “الذكاء الاصطناعي لخير البشرية”، تنطلق القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، في الرياض، تحت رعاية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، وبحضور وزير الاتصالات السعودي، المهندس عبد الله بن عامر السواحة.
وعن القمة، قال خبراء ومختصون إنها ستتعمق في مسار تنظيم الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته، معوّلين على نتائجها في تطوير “الذكاء الاصطناعي المسؤول”.
من جهته، الخبير الأميركي مارك مينيفيتش، المستشار لدى الأمم المتحدة ورئيس قسم سياسة الذكاء الاصطناعي في المركز الدولي لبحوث الذكاء الاصطناعي (IRCAI) الذي ترعاه اليونيسكو، ومؤلف كتاب “كوكبنا مدعوم بالذكاء الاصطناعي”، قال: “ستكون القمة نقطة انطلاق للحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي، وداعمة للتنويع الاقتصادي والاستدامة”.
وأشار مينيفيتش، وهو عضو أيضاً في منتدى التنافسية الدولية، إلى أن “القمة توفر منصة عالمية لمناقشة كيف يمكن للمؤسسات الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، مع الحفاظ على المعايير الأخلاقية والامتثال التنظيمي”.
وحول أهمية النسخة الثالثة من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في السعودية، قال مينيفيتش: “تعد النسخة التي ستنطلق الثلاثاء محورية للغاية، فهي تجمع في الرياض رواد الذكاء الاصطناعي، لمعالجة الموضوعات الحيوية”.
ولفت مينيفيتش إلى أن التركيز على تنمية “مواهب الذكاء الاصطناعي” و”الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر” يضع السعودية في “طليعة تطورات الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على المعايير الأخلاقية”.
وكشف أن “تركيز السعودية على (الذكاء الاصطناعي من أجل الإنسانية)، إلى جانب التقدم في الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط، والرعاية الصحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ومبادرات المدن الذكية مثل (نيوم) يسلط الضوء على التزامها بأن تصبح رائدة عالمياً”.
ووفق مينيفيتش، فإن السعودية “تعزز ريادتها في مجال (الذكاء الاصطناعي من أجل الإنسانية)، في عدد من مشروعاتها الحيوية، عبر تقنين الصناعات ذات الصلة في مجالات عدة، من بينها خدمات الرعاية الصحية، فضلاً عن إدارة الأعمال، وإنشاء المدن الصناعية”.
ولفت إلى أنه “من المرجح أن تؤدي هذه الجهود المتوافقة مع رؤية 2030 إلى جذب استثمارات جديدة، وشراكات دولية، ومبادرات كثيرة، مثل تنمية مواهب الذكاء الاصطناعي، وإضفاء الطابع الديمقراطي مفتوح المصدر على استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي”.
وشدد على أن التوجه السعودي للتوسع في مجال الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط، ومبادرات المدن الذكية، “يوضح التزامها بقيادة ابتكارات الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم”.
وأكد أن الاستثمارات السعودية تتجلى في قطاع الذكاء الاصطناعي لتحقيق المصلحة العامة، عبر مبادرات مثل (سدايا) و(أرامكو ديجيتالز) و(نيوم)، فضلاً عن تعزيز حلول الرعاية الصحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في مستشفى الملك فيصل.
وكشف مينيفيتش، أن الريادة السعودية في مجال “الذكاء الاصطناعي من أجل الإنسانية”، والتزامها بالذكاء الاصطناعي في مجال الطاقة والاستدامة، يجعلانها وجهة جاذبة للاستثمار الأجنبي، مرجحاً أن تعمل “القمة العالمية للذكاء الاصطناعي” على تعزيز التعاون الذي يدفع بالتنويع الاقتصادي.
وتوقّع أن يساهم القطاع في خلق وظائف عالية المهارات، مع تطوير قطاعات كثيرة، مثل الرعاية الصحية والتمويل، مشيراً إلى أن “هذه الجهود، المتوافقة مع رؤية 2030، ستعمل على تعزيز القدرة التنافسية العالمية للمملكة، وإدخال الابتكار في الصناعات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي”.
بدوره، رئيس الشركة السعودية للتميز القابضة، عبد الله بن زيد المليحي، أكد أن المؤتمر “سيؤسس لمنصة عالمية بهدف إظهار التزام المملكة باستخدام الذكاء الاصطناعي بوصفه أداة للتنويع الاقتصادي والريادة العالمية في التقنيات المتطورة”.
وقال: “يعد مؤتمر الذكاء الاصطناعي في المملكة معلماً أساسياً في رحلتها لتصبح رائدة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي. وسيعرض الحدث التقدم السريع الذي أحرزته المملكة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والابتكار وإنشاء نظام بيئي رقمي يتماشى مع رؤية 2030”.
وبحسب المليحي، فستشمل الموضوعات الرئيسية في القمة، دمج الذكاء الاصطناعي في المشروعات الضخمة مثل (نيوم)، والتقدم في البنية التحتية لمعالجة البيانات، وتطوير تقنيات خاصة بالذكاء الاصطناعي تعمل على تطوير قطاعات مثل الرعاية الصحية والطاقة والتنمية الحضرية.
وكشف المليحي بأن “أحد التحديات الأشد إلحاحاً هو القدرة على تلبية الطلب المتصاعد على البنية التحتية القابلة للتطوير، مع الحفاظ على كفاءة الطاقة، فيما يتطلب التبني السريع للذكاء الاصطناعي عبر القطاعات المتنوعة التوازن بين التقدم التكنولوجي وأمن البيانات”.
ووفق المليحي، من المتوقع أن يسفر المؤتمر عن “شراكات تدفع الابتكار عبر قطاعات عدة، مثل الرعاية الصحية والخدمات اللوجيستية والطاقة، وتساعد في تسريع نمو تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل تطوير المدن الذكية وإدارة الموارد وستدعم هذه التطورات بشكل مباشر أهداف رؤية المملكة 2030 عبر تعزيز التنوع الاقتصادي والقيادة التكنولوجية”.
اقرأ أيضاً: السعودية تفوز باستضافة منتدى البيانات العالمي 2026