ليس الموز مجرد فاكهة صفراء عادية يمكن أن نجدها في سلة التسوق مع غيرها من الفواكه، فخلف قشرته البسيطة تختبئ فوائد صحية مذهلة وقصص طريفة تجعل منه ملكاً متوجاً على عرش الفواكه.
تعتبر ثمرة الموز عنصراً أساسياً في النظام الغذائي للكثيرين حول العالم، لما له من أثر واضح في تعديل المزاج وتعزيز الطاقة، ومن استخداماته الغريبة أيضاً أنه دخل عالم الأزياء، ولكن ليس بداعي الأناقة وإنما فقط لتحسين المزاج، إذ تنتشر في العديد من دول العالم مجسمات الموز التي تجدها في الاحتفالات والمهرجانات والفعاليات المقدمة للأطفال، بوصفه شخصية محببة باعثة على التفاؤل بلونها الأصفر.
ويندرج الموز بقيمه الغذائية على قائمة من يعانون الاكتئاب كنوع من العلاج الطبيعي، خاصة عند أولئك الذين يعانون من حياة مزدحمة أو ساعات عمل طويلة، فإن تناول موزة واحدة سيحدث الفرق عندهم، وتشير الدراسات إلى أنّ الموز يحتوي على مركب التريبتوفان، وهو عبارة عن حمض أميني يتحول في الجسم إلى السيروتونين، التي تصنف على أنها المادة السحرية المعززة للمزاج.
لكن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد مع الموز، فهو غني أيضاً بمجموعة فيتامينات (ب)، المهدئة للأعصاب، الأمر الذي يمنح الموز لقب رفيق اللحظات الصعبة.
إقرأ أيضاً: مجبوس السمك أكلة تراثية بنكهة عالمية
ولمن يعتقد أن الموز يفتح الشهية ويتسبب في السمنة، فإن نتائج دراسة أجراها معهد علم النفس في النمسا أوضحت أنّ 5 آلاف مريض يعانون من زيادة الوزن بسبب ضغط العمل الزائد، تبين أنهم يشعرون برغبة أقل بالطعام وانخفاض وزنهم بعد التزامهم بتناول موزة واحدة في اليوم، كما انخفضت عندهم نسبة السكر في الدم وبالتالي تحول الموز من مادة غذائية إلى علاج لمحاربة الجوع والوزن الزائد.
لكن فوائد الموز لاتقف عند هذا الحد فهو مصنف على أنه ملك الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، والداعم الرئيس لصحة القلب، ونتيجة لذلك سمحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بالإعلان رسمياً عن فوائد الموز في خفض ضغط الدم، لاسيما قشور الموز التي يمكن شرب الشاي الخاص بها، إلى جانب الثمرة الغنية بالبوتاسيوم الداعمة لعمل وظائف القلب.
ومن الجدير بالذكر، أن شجرة الموز من الفصيلة التوتية، أي أنها ثمرة تخرج من زهرة واحدة فيها أكثر من مبيض، وبالتالي هي عبارة عن توتة عملاقة ولونها أصفر!
ومن الاستخدامات الغريبة للموز عند اليابانيين، صناعة الكيمونو من ألياف الموز، واللافت في الكيمونو المصنوع من الموز أنه شديد المقاومة على الرغم من خفة وزنه ورقة حريره.
أيضاً وجد المتسابق الفائز في ماراثون برشلونة أن ارتدائه زياً على شكل موزة كان السبب وراء فوزه بالسباق، وقال أن الموز سيجعلك أسرع، وبعيداً عن طرافة الحالة يعتبر الموز غذاءاً أساسياً على قائمة طعام العدائين، لأنه مصدر غني بالكربوهيدرات الطبيعية، وجزيئات الجلوكوز التي يحتاجها الجسم عند أداء النشاط البدني، يضاف إلى ذلك البوتاسيوم والمغنيزيوم اللازمين لدعم استطالة العضلات، والحيلولة دون إصابتها بالشد والتشنج، لكن الموز لا يغني عن تناول الوجبات الخفيفة قبل التمرين.
وعن معدلات الاستهلاك السنوي تقدر بـ 100 مليار موزة في جميع أنحاء العالم، وتنقسم حبة الموز إلى ثلاثة أقسام الأول هو اليد والمقصود بها العنقود الذي يجمع أكثر قرن من الموز، والعنق وهو القسم الذي يربط اليد بالإصبع، الذي يعتبر الجزء الأخير من الثمرة، وبالنسبة للبقع السوداء على حبة الموز الناضجة، فيصطلح تسميتها ببقع السكر.
ومن الاستخدامات اللافتة للموز غلي قشوره وإعداد الكراميل منها، أو شرب شاي الموز اللذيذ، ويتجه البعض إلى وضع قشور الموز على أماكن لدغ الحشرات وهو إجراء أثبت فعاليته الكبيرة.
ومن الجدير بالذكر أنّ فاكهة الموز تشكل ثقافة متكاملة عند الشعوب، فالبعض بنى لها متحفاً والبعض الآخر غنى لها الأغاني فعلى “سبوتيفاي” (Spotify) قائمة تشغيل أغاني متكاملة تحمل اسم “جو باناناز” (Go Bananas) ومن أبرز الأغاني “لو لم أكن أصفر لكنت احمررت خجلاً”.