جاء إدارج ثلاث مدن سعودية مبدعة على قائمة اليونسكو، مناسبة حتى تتحرك هيئة فنون الطهي لإكمال المهمة، عبر إدراج ثلاثة مخبوزات خاصة بهذه المدن على قائمة شبكة المدن المبدعة السعودية.
الطائف والأحساء وبريدة ثلاث مدن في ثلاث مناطق، هي على الترتيب منطقة مكة المكرمة، والمنطقة الشرقية، ومنطقة القصيم، تميزت كل واحدة منها بمجال محدد على القائمة الدولية، فالطائف مدينة مبدعة بالأدب، والأحساء مدينة مبدعة بالصناعات اليدوية والفنون الشعبية، أمّا بريدة فجاء إبداعها في مجال الطهي.
الهدف الرئيس من وراء اقتراح هيئة فنون الطهي السعودية، دعم المشاركة الثقافية بين المدن السعودية المبدعة، في إطار التنمية الحضرية، فاستجابت وزارة الثقافة السعودية للمقترح من خلال ذراعها التنفيذي، اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، وأنشأت شبكة المدن السعودية المبدعة.
وفي تصريح لوسائل الإعلام، أكد السيد أحمد البليهد، الأمين العام للجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، أنّ الشبكة ستدعم التكاملية بين الأعضاء لناحية تبادل الخبرات، وتحقيق أهداف الانضمام للشبكة السعودية، وذلك من خلال التنسيق بين مسؤولي التواصل للمدن المبدعة في اليونسكو.
وفي السياق، ستكون مهمة الشبكة السعودية، دعم المبادرات الثقافية على المستوى المحلي، في مراحل التفعيل والترويج والتنسيق للمشاركة على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي.
ولكن بالنسبة للمخبوزات السعودية الثلاثة، والتي أعلنت هيئة فنون الطهي عن إدراجها في إطار مبادرة مخبوزات المدن المبدعة التابعة لليونسكو فهي مخبوزات تلعب دوراً ثقافياً في التراث الغذائي الخاص بالمجتمع السعودي، وتعتمد جميعها على استخدام الدقيق المحلي، والمخبوزات الثلاثة هي؛ خبز الملة في مدينة الطائف، والخبز الأحمر في مدينة الأحساء، والكليجا في مدينة بريدة.
وبينما تتشارك المدن العنوان العريض تتفرد مدينة الأحساء بإعداد الخبز الأحمر الحساوي، من التمر الفاخر وتحديداً نوع الخلاص من مزارع الأحساء شرق السعودية، وتشتغل العديد من الأسر في المنطقة بإعداد الخبز منذ مئات السنين، وتتوارث الأسر الحسية مهنة صناعة الخبز خشية أن تندثر.
والجدير بالذكر، أنّ المذاق المميز لهذا النوع من الخبز يأتي من تنور الفخار وجذوع النخيل اللذين يمنحانه طعمه الفريد، ويزين وجه الخبز الحساوي حبة البركة والحبة الحلوة، وتعتبر الوصفة المتوارثة عن الآباء والأجداد السر الكامن وراء رائحة الخبز الشهية، الذي لا تدخله المنكهات الطبيعية، ففيه البر والنخالة إضافة للتمر فقط، وتعتبر صناعة الخبز الحساوي، واحدة من المهن التراثية الخالدة في المنطقة، ويشبه محترفو صناعة الرغيف الأحمر الحساوي عملية الخبز بتحضير كوب شاي، ويقولون إن التقليل من مقدار التمر في الرغيف يجعله مراً مثل غياب السكر عن كأس الشاي.
اقرأ أيضاً: اكتشف جمال سوق القيصرية التاريخي في الإحساء
أمّا خبز الملة فإن تحضيره أحدُ العادات التراثية عند البدو الرحل، وله اسم آخر وهو خبز الصحراء، وتتم عملية تحضيره على الجمر داخل الرمال، ويدخل في مكوناته الطحين والماء والملح، وبعد الحصول على عجينة يتم تقطيعها إلى قطع صغيرة وخبزها، كذلك يمكن أن تحشى بصلصة الطماطم والفلفل والبصل وبعض البهارات، ويستغرق عادة هذا النوع من الخبز 20 إلى 30 دقيقة حتى ينضج.
وبالنسبة لعملية الخبز فتتم ضمن حفرة من الرماد الساخن الذي يغطي الجانبين وتكون مدفونة بالرمل، وبعد أن ينضج الخبز يقدم إلى جانب اللحم المشوي والشاي الصحراوي بالنعناع.
أيضاً تعتبر أكلة الفتفوتة أو التقلة، واحدة من أشهر الأكلات التي يدخل خبز الملة في تحضيرها، والتي تقدم في قصعة من الخشب، وتعتبر مصدراً غذائياً رئيساً لسكان الصحاري، وهي عبارة عن خبز ملة مقطع توضع فوقه صلصة الطماطم والخضار وقطع من اللحم سواءً لحم الضأن أو الجمل.
وبينما تشتهر مدينة بريدة في منطقة القصيم بتصنيع الكليجا، يدخل تحضيرها عدد من المكونات الشهية لتمنحها طعمها الأصيل، وذاكرة ممتدة في عالم النكهات، مثل القرفة والليمون الأسود والهيل ودبس التمر والملح والعسل والكركم والزنجبيل إضافة للمكونات الأساسية مثل البيض ودقيق البر.
وتشتهر المدينة بمهرجان الكليجا السنوي، الذي يشهد إقبالاً متزايداً عاماً بعد آخر، وقد شهدت دورة هذا العام الخامسة عشر تمديداً لأيامها نظراً للإقبال المتزايد، ولتمكين الأسر المنتجة لأن المهرجان يعتبر مصدر دخل ونافذة بيع وتسويق.
وفي الختام لابد من التذكير بأنّ، مبادرة اليونسكو شبكة المدن المبدعة، انطلقت في عام 2004، لنشر ثقافة التعاون بين المدن التي تتخذ من الثقافة والإبداع منطلقاً لخططها التنموية، وجاءت مبادرة هيئة فنون الطهي لتعزيز مفهوم الحفاظ على التراث الغذائي.
اقرأ أيضاً: باونس الرياض للنساء 2024