تشهد الكرة الأرضية فجر يوم الأربعاء 18 سبتمبر 2024 خسوفاً جزئياً للقمر بنسبة صغيرة، حيث ستشاهد مراحله الأولى في سماء السعودية قبل غروبه مع بداية شروق الشمس.
من جهته، رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، كشف أنه بشكل عام الخسوف الجزئي سيكون مرئياً في أوروبا ومعظم آسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية وأميركا الجنوبية والمحيط الهادئ والمحيط الأطلسي والمحيط الهندي والقطب الشمالي والقارة القطبية الجنوبية، وذلك لمدة ساعة و3 دقائق ما بين الساعة 05:12 صباحاً إلى 06:15 صباحاً بتوقيت السعودية وهو الخسوف الوحيد المشاهد محلياً سنة 2024.
وأشار أبو زاهرة إلى أن خسوف القمر الجزئي يحدث بمنتصف الشهر العربي عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر ولكن تلك الأجرام السماوية الثلاثة لا تشكل خطاً مستقيماً تماماً في الفضاء لذلك فإن جزءاً من قرص القمر يتحرك إلى داخل ظل الأرض.
وكشف أبو زاهرة: سيبدأ خسوف القمر الجزئي في كافة مناطق السعودية في نفس التوقيت وذلك مع بداية دخول قرص القمر البدر إلى ظل الأرض عند الساعة 05:12 صباحاً ويتحرك القمر من غرب إلى شرق ظل الأرض وهي الحركة الطبيعية له في مداره حول كوكبنا.
وأشار إلى أنه أثناء ذلك يصل القمر للحظة البدر المكتمل عند الساعة 05:34 صباحاً ويكون أكمل نصف مدارة حول الأرض.
وبعد 32 دقيقة من بداية الخسوف الجزئي سيصل ذروته العظمى الساعة 05:44 صباحاً وسيكون 3.9% من سطح القمر مغطى بظل الأرض (جزء القمر الذي سيدخل إلى ظل الأرض) (يمين قرص القمر بالنسبة للراصد) ولكن قدر الخسوف (مقدار الظلمة المشاهدة عند الذروة العظمى) هو 9% وذلك لأن ظل الأرض أكبر من سطح القمر لذلك يمكنه تغطية جزء أكبر من القمر حتى لو لم يكن القمر في عمق ظل الأرض.
وأضاف: بعد ذلك سيغرب القمر بالتزامن مع شروق في المناطق السعودية، وهو لا يزال داخل ظل الأرض ولقربه من الأفق قد يظهر باللون الأحمر النحاسي أو البرتقالي وهو تأثير ناتج عن الغلاف الجوي للأرض وليس بسبب الخسوف، أما في العديد من المناطق حول العالم التي يشاهد فيها الخسوف سوف يرصد انسحاب القمر تدريجياً للخروج من ظل الأرض إلى أن ينتهي الخسوف الجزئي وتعود كامل إضاءة قرص القمر الساعة 06:15 صباحاً.
وخلال هذا الخسوف الجزئي سيكون القمر في الحضيض، مما يجعل حجمه كبيراً وعند الذروة العظمى للخسوف، سيكون قطره الظاهري أكبر بنسبة 6.7% من المتوسط وهو يمثل ثاني قمر عملاق سنة 2024 ونظراً لقربه من الاعتدال الخريفي يطلق عليه قمر الحصاد.
ولقد استخدمت ظاهرة خسوف القمر الجزئي منذ القديم لتأكيد أن الأرض كروية، حيث يلاحظ أن ظل الأرض الساقط على قرص القمر عند ذروة الخسوف سيكون متقوساً.
وسيعتبر هذا الخسوف القمري، الثاني والأخير لهذا العام بعد خسوف طفيف في مارس الماضي.
وتجدر الإشارة إلى أنه في أبريل الماضي، أدى كسوف كلي للشمس إلى إغراق العديد من المدن بالظلام في أميركا الشمالية.
وبعكس كسوف الشمس، فإن خسوف القمر لا يؤثر على العين أبداً ولا توجد حاجة لاتخاذ احتياطات السلامة، ويمكن رصده بالعين المجردة بدون استخدام معدات أو تجهيزات خاصة، ولكن يمكن الاستعانة بالمنظار الثنائي أو تلسكوب صغير لرؤية أفضل لتفاصيل القمر.
وبهذا الموضوع، قال كا تشون يو، أمين متحف دنفر للطبيعة والعلوم، إنه لملاحظة انكماش القمر الدقيق بمرور الوقت، يمكنك البقاء في الخارج لبضع ساعات أو إلقاء نظرة في المساء.
ولمشهد قمري أكثر لفتاً للانتباه، يمكن لمراقبي ومحبي تتبع حركة القمر، ضبط تقويماتهم على 13 مارس المقبل، حيث يتوقع أن يخسف ظل الأرض القمر تماماً، وسوف يتحول إلى اللون الأحمر بسبب قطع ضالة من ضوء الشمس تتسرب عبر الغلاف الجوي للأرض.
اقرأ أيضاً: ثلاث مدن سعودية على قائمة اليونسكو بسبب مخبوزاتها