من طاقة النفط التي شكلت البدايات، إلى تحولات العصر الرقمي، يتواصل بناء الشراكة السعودية اليابانية، ويتجه البلدان اليوم نحو مستقبل واعد، تتخلله مشاريع حيوية ومناقشات استراتيجية تصب في مصلحة الجانبين.
ومع اقتراب الذكرى السبعين للعلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطوكيو، تتجدد الأهداف والطموحات، ليتضح أن العلاقات بين البلدين أبعد من مجرد شراكة اقتصادية، بل امتدادٌ لرؤية مشتركة تحتضن كافة مجالات التطور.
ووسط التوقعات بإطلاق المزيد من المشاريع المشتركة في المستقبل، أكّد دبلوماسي ياباني على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين الرياض وطوكيو، مشيراً إلى أن بلاده تدرس حالياً مع الجانب الخليجي مجموعة من المشاريع المحتمل تنفيذها، إلى جانب مناقشاتهم حول اتفاقية التجارة الحرة (FTA) بين اليابان ودول مجلس التعاون الخليجي.
وفي حديثه مع صحيفة «الشرق الأوسط»، أوضح السفير الياباني لدى السعودية، فوميو إيواي، أن البلدين، باعتبارهما شريكين استراتيجيين، يعملان باستمرار على توسيع مجالات التعاون بينهما، لتشمل قطاعات جديدة مثل التحول الرقمي، الاتصالات، الرعاية الصحية، الفضاء، الرياضة، الثقافة، السياحة، والتبادل الأكاديمي.
وأشار “إيواي” إلى أن السعودية واليابان سيحتفلان في عام 2025 بمرور 70 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بينهما، مع عزمهما تعزيز التعاون في كافة المجالات بما يدعم أهداف التنمية المستدامة للطرفين.
وبمناسبة اليوم الوطني السعودي الـ 94، قدَّم “إيواي” تهانيه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وللشعب السعودي، معرباً عن تقديره للعلاقات القوية التي تربط البلدين منذ عام 1955، التي انطلقت من خلال شراكة قوية في قطاع الطاقة وتطورت بشكل ملحوظ مع مرور الوقت.
اقرأ أيضاً: أول مقاتلة جوية بصناعة سعودية تنضم إلى اليابان وإيطاليا وبريطانيا
وفي سياق كلامه، أوضح “إيواي” أن العلاقات السعودية اليابانية شهدت تطورات كبيرة منذ إطلاق “الرؤية السعودية اليابانية 2030″، التي أعلن عنها خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لليابان في عام 2016، وتهدف هذه الرؤية إلى دعم الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية في المملكة.
كما أشار إلى الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين قادة البلدين، والتي كان آخرها الاجتماع الافتراضي بين الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في مايو 2024، حين اتفق الطرفان على إنشاء “مجلس الشراكة الاستراتيجية” لتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وكشف السفير “إيواي” أن اليابان أصبحت واحدة من أكثر الوجهات الجاذبة للمستثمرين السعوديين في عام 2022، وأن العلاقات بين البلدين تشهد نمواً في قطاعات متعددة مثل الثقافة، السياحة، الرياضة، والترفيه، منوّهاً أن اليابان دعمت المملكة في مجالات الطاقة النظيفة، مثل الهيدروجين والأمونيا، من خلال مذكرة تفاهم وقعت في كانون الأول/ ديسمبر 2023 لتعزيز التعاون في هذا المجال.
اقرأ أيضاً: رؤية السعودية 2030: تحول اقتصادي هائل نحو مستقبل مزدهر
ختاماً، أكد السفير الياباني لدى السعودية أن العلاقات التجارية بين البلدين تتطور باستمرار، حيث تجاوزت الصادرات اليابانية إلى السعودية في عام 2023 قيمة 892.5 مليار ين، بينما بلغت الواردات من السعودية إلى اليابان 4836.6 مليار ين.
وتجري حالياً مناقشات مكثفة بين اليابان ودول مجلس التعاون الخليجي بشأن اتفاقية التجارة الحرة (FTA)، التي تهدف إلى تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين الطرفين، فيما تشمل الاتفاقية المقترحة إزالة الحواجز التجارية، وتسهيل حركة السلع والخدمات، بما يعزز من حجم التبادل التجاري ويسهم في تنويع الاقتصادين الياباني والخليجي.
اقرأ أيضاً: أول مقاتلة جوية بصناعة سعودية تنضم إلى اليابان وإيطاليا وبريطانيا