التقى وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، بنظيره اللبناني عبدالله بوحبيب، وذلك على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين.
ويأتي ذلك في خضم حالة التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، حيث جرى أثناء اللقاء الذي جمع الوزيرين استعراض التطورات الراهنة على الساحة اللبنانية، وخطورة اتساع رقعة العنف، وانعكاسات ذلك على أمن واستقرار لبنان والمنطقة، فضلاً عن أهمية الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته بما يتوافق مع القانون الدولي.
ويشارك بن فرحان في الاجتماع التشاوري لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة.
وجرى خلال الاجتماع بحث الأوضاع الأمنية والإنسانية في غزة، والهجمات الإسرائيلية على لبنان، وضرورة التنسيق العربي المشترك لبذل المزيد من الجهود لإيقاف التصعيد العسكري بالمنطقة.
وحذر وزراء الخارجية العرب من “حرب إقليمية شاملة”، محمّلين إسرائيل المسؤولية عن التصعيد في المنطقة، وفق إفادة رسمية، الثلاثاء، وتوافق الوزراء العرب على “التنسيق مع الدول الأعضاء في المجموعة الإسلامية خلال الأيام المقبلة، بهدف توجيه رسالة واضحة للمجتمع الدولي بشأن وقف الحرب العدوانية الإسرائيلية بشكل فوري”، وأكد وزراء الخارجية العرب، “التضامن الكامل مع لبنان حكومة وشعباً، والإدانة الشديدة للعدوان الإسرائيلي المتصاعد عليه”.
إلى ذلك، أعربت الأمم المتحدة، عن “قلقها البالغ” نتيجة تفاقم الأمور عسكرياً بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، مؤكدة أن “عشرات آلاف” الأشخاص فروا من العنف، وقال ماثيو سالتمارش، متحدثاً باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين خلال مؤتمر صحافي في جنيف: “نحن قلقون للغاية للتصعيد الخطير للهجمات الذي شهدناه بالأمس. لقد أجبر عشرات آلاف الاشخاص على مغادرة منازلهم أمس وهذه الليلة، وعددهم يزداد باستمرار”.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، من أن “لبنان على حافة الهاوية”، وقال غوتيريش، أمام قادة العالم المجتمعين في نيويورك في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة: “علينا جميعاً أن نشعر بالقلق حيال هذا التصعيد”.
من جهته، المفوّض العام للأونروا فيليب لازاريني، حذر الأربعاء من مأساة إنسانية جديدة في لبنان، وأعلن أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين باتت تواجه “مأساة ثلاثية” منذ بدأت إسرائيل تشن غارات مكثفة ضد حزب الله في لبنان لأن هذا التصعيد زاد من الأعباء الثقيلة الملقاة على عاتقها جراء الحرب في غزة والأوضاع بالضفة الغربية المحتلة.
وقال لازاريني في مقابلة صحافية، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: “لدينا أصلاً غزة، ولدينا أصلاً الضفة الغربية، لذلك لدينا مسرحان للعمليات أصبحا خطوطاً أمامية نشطة”، والآن “لدينا أيضاً لبنان”، محذراً من أن “تصبح أجزاءً من لبنان مثل غزة”.
وأضاف أن تحول لبنان إلى منطقة عمليات جديدة للأونروا “سيضع ضغوطاً أكبر علينا. الاحتياجات ستزداد وسنحتاج أيضاً إلى المزيد من الدعم من المانحين”.
وكان قد عبّر وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب عن خيبة أمله إزاء تصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي جو بايدن بشأن الأزمة المتصاعدة بين لبنان وإسرائيل.
ويقول بو حبيب إن خطاب الرئيس الأميركي في الأمم المتحدة أخيراً لم يكن قوياً ولا مبشراً حتى ولن يحل هذه المشكلة، حسبما ذكر، مضيفاً أن الولايات المتحدة تعد الدولة الوحيدة التي يمكنها حقاً إحداث فارق في الشرق الأوسط وفيما يتعلق بلبنان، كما ذكر.
في الوقت نفسه، تواصلت الحرب الإسرائيلية على لبنان بقصف موسع على أهداف حزب الله، الذي رد بقصف مركز على قاعدة عسكرية، وأطلق، نقلاً عن مصادر الحزب، ما لا يقل عن 400 صاروخ على مناطق الشمال في إسرائيل.
والثلاثاء، أعلن وزير الخارجية اللبناني أن عدد النازحين اللبنانيين بسبب التصعيد الراهن بين إسرائيل وحزب الله “يقترب من نصف مليون” نازح.
اقرأ أيضاً: السعودية تؤكد أهمية استقرار لبنان واحترام سيادته