فازت الدكتورة فاطمة الحربي بجائزة أفضل امرأة في العالم في مجال الأمن السيبراني Top Cybersecurity Woman of the World، إلى جانب ٢٠ امرأة من نخبة القياديات العالميات في مجال الأمن السيبراني، وذلك خلال حفل أقيم في مدينة بليد بدولة سلوفينيا.
وأهدت الدكتورة فاطمة، التي تعتبر أول امرأة سعودية يتم ترشيحها لهذه الجائزة، هذا الإنجاز العالمي إلى بلادها، ونشرت عبر حسابها الرسمي على منصة إكس: ” بمناسبة اليوم الوطني السعودي، أتشرف بإهداء جائزة أفضل امرأة في العالم في تخصص الأمن السيبراني لعام ٢٠٢٤، إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولكل أبناء وبنات الوطن السعودي العظيم”
ويتم عقد مؤتمر امرأة العام في مجال الأمن السيبراني بشكل سنوي، يتم خلاله تكريم النساء اللواتي كان لهن بصمة مميزة في المجال السيبراني، وأحدثن فرقاً حقيقياً في الوسط الأكاديمي أو الصناعي، لجهة خلق نظام اقتصادي رقمي أكثر أماناً.
فاطمة الحربي التي تم اختيارها ضمن 15 عالمة عربية بارزة، حاصلة على بكالوريوس في علوم الحاسوب عام 2009 من جامعة الملك عبد العزيز في المملكة العربية السعودية، ودكتوراه في علوم الحاسوب من جامعة ولاية كاليفورنيا- ريفرسايد.
وتعتبر الدكتورة الحربي عضو في الجمعية البريطانية للمحللين الفنيين 🇬🇧STA، ومحاضرة في كلية علوم وهندسة الحاسب الآلي في جامعة طيبة، إضافة إلى عضويتها في عدد من الجمعيات والمؤتمرات العالمية لتحكيم الأوراق العلمية، نشرت العديد من الأبحاث العلمية في مؤتمرات ومجلات عالمية مثل USENIX –INFOCOM – CCS- IEEE TDSC.
تتصدر الدكتورة فاطمة الحربي قائمة خبراء الأمن السيبراني في المملكة العربية السعودية والعالم، تمكنت من اكتشاف ثغرة أمنية خطيرة في نظام ماك أو إس أحد أنظمة شركة أبل ما دفع الأخيرة لوضع اسمها ضمن قائمة المساهمين في تطوير النظام.
اكتشفت ثغرة في البروتوكول الذي يقوم عليه الإنترنت ونستخدمه في حياتنا اليومية وهو نظام «دي إن إس»، إذ تدفع هذه الثغرة الضحية لاستخدام موقع يكون تحت تحكم المخترق، وقد ينتج عن ذلك الاستيلاء على معلومات الدخول، والملفات الحساسة والمعلومات السرية والبنكية، وتواصلت مع شركات مايكروسوفت ويندوز، ولينوكس أوبنتو، وآبل ماك وأو أس. وشرحت للشركات الثغرة حتى قاموا بإغلاقها.
اقرأ أيضاً: هل سيصبح الأمن السيبراني خط الدفاع الأول للدول في حروب المستقبل؟
دراسة القوى العاملة في مجال أمن المعلومات العالمية التي قامت بها شركة (ISC) عام 2017 أظهرت أن النساء يشكلن 11 % فقط من القوى العاملة في مجال الأمن السيبراني العالمي،في حين كشف استطلاع آخر أجرته نفس الشركة عام 2019 أن النساء يمثلن 24 % من القوى العاملة في مجال الأمن السيبراني والذي يتزايد تدريجياً مع مرور الوقت، وهو ما يعتبر مؤشراً إيجابياً في مجال دخول المرأة عالم الرقميات والأمن السيبراني.
ولما كان الأمن السيبراني يحتل مكانة هامة في عالم اليوم، أولت المملكة العربية السعودية هذا المجال اهتماماً بالغاً حتى باتت الأكثر تقدماً في التنافسية الرقمية بين دول مجموعة العشرين، الأمر الذي خلق ضرورة ملحة للكوادر المؤهلة، ومن هنا اتخذت المملكة مجموعة من الإجراءات لتشيجع المرأة على خوض هذا المجال جنباً إلى جنب مع الرجل، إذ أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مبادرة لتمكين المرأة ودعم العاملات في مجال الأمن السيبراني.
كما استحدثت الجامعات السعودية العديد من برامج البكالوريوس والدراسات العليا المتخصصة في الأمن السيبراني لتخريج المختصات القادرات على تلبية الحاجة الوطنية للأمن السيبراني، وتم إنشاء مراكز الأبحاث المختصة في هذا المجال، وإرسال اليعثات لأفضل الجامعات العالمية، وإقامة العديد من المعسكرات التدريبية والتأهيلية المتخصصة في هذا المجال.
ختاماً.. يلعب الأمن السيبرالي دوراً هاماً في حماية الأنظمة والشبكات والبرامج ضد الهجمات الرقمية، التي قد تؤدي إلى ختراق معلومات حساسة لأمن الدولة واستقرارها، الأمر الذي يستلزم توسيع نطاق الدعم المقدم للمختصين في هذا المجال، ورفع وعي المجتمع بشكل عام والمرأة بشكل خاص بالأمن السيبراني، إضافة إلى تأهيل الكوادر الوطنية وإصدار التشريعات التي من شأنها تسهيل الاستثمار في هذا المجال، بما يمكن من تشكيل حاضنة قوية لهذا المجال بمختلف تخصصاته.
اقرأ أيضاُ: نتيجة التطورات القياسية.. السعودية الأولى عالمياً في مؤشرات الأمن السيبراني