بينما تكافح دول العالم لتأمين بنيتها الرقمية، تقف السعودية في طليعة الجهود العالمية، متقدمة بخطى ثابتة نحو القمة، فمن خلال استراتيجيات مبتكرة ورؤية واضحة، لم تكتفِ المملكة بتأمين حدودها السيبرانية فحسب، بل أصبحت قدوة يحتذى بها بالأمن السيبراني على الصعيد الدولي.
ومع استعدادها لاستضافة المنتدى الدولي للأمن السيبراني، تأخذ المملكة بزمام المبادرة لتوحيد الجهود العالمية، واضعة أسس التعاون المستدام لمواجهة التحديات السيبرانية التي تعصف بالعالم اليوم.
وفي التفاصيل، فقد حققت إنجازاً بارزاً في مؤشر الأمن السيبراني للأمم المتحدة لعام 2024، وحققت نسبة 100% في جميع معايير المؤشر الذي شمل 83 معياراً فرعياً في تقرير حديث للأمم المتحدة.
وهذا الإنجاز يضع المملكة في مصاف الدول العالمية الرائدة في هذا المجال، متفوقة على 190 دولة عضو في الأمم المتحدة، فيما يرجع هذا التفوق إلى استراتيجية المملكة الشاملة التي تجمع بين الحوكمة المركزية والتشغيل اللامركزي.
اقرأ أيضاً: الأمن السيبراني مفتاح حماية رؤية المملكة لعام 2030
وقد ساهمت الاستثمارات الضخمة في تطوير القدرات الوطنية وتدريب الكوادر المتخصصة، ووفقاً للهيئة الوطنية للأمن السيبراني، يُعد هذا التصنيف امتداداً لإنجازات المملكة في المؤشرات العالمية، حيث حصلت في حزيران/يونيو الماضي على المرتبة الأولى في مؤشر الأمن السيبراني وفق تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية لعام 2024.
وتُعد الهيئة الجهة المسؤولة عن هذا المجال في السعودية، حيث تعمل على حماية المصالح الحيوية والبنى التحتية الحساسة للدولة، كما تسعى إلى تحفيز نمو هذا القطاع وتشجيع الابتكار والاستثمار فيه.
وفي نهاية عام 2023، بلغ حجم سوق الأمن السيبراني في السعودية حوالي 13.3 مليار ريال (3.54 مليار دولار)، وساهم في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بنسبة 0.81%، فيما كان مجموع إنفاق الجهات الحكومية 4.1 مليار ريال، وبلغ إنفاق القطاع الخاص 9.2 مليار ريال.
اقرأ ايضاً: فاطمة الحربي أفضل امرأة بالعالم بمجال الأمن السيبراني
كما بلغ عدد المختصين في المملكة حوالي 19.6 ألف مختص، وشكلت النساء أكثر من 32% من هذا العدد، وهي نسبة تتجاوز المعدل العالمي الذي يبلغ 25%.
وفي السياق، تستضيف الرياض في الفترة من 2 إلى 3 تشرين الأول/أكتوبر 2024، النسخة الرابعة من المنتدى الدولي للأمن السيبراني تحت شعار «تعزيز التعاون المشترك في الفضاء السيبراني»، بهدف تعزيز التعاون الدولي في مواجهة القضايا السيبرانية الملحّة، وبمشاركة جهات دولية بارزة.
ويتناول المنتدى خمسة محاور رئيسية، تشمل تجاوز الفجوات السيبرانية، بالإضافة إلى مناقشة التوجهات الاجتماعية والسلوكية في الفضاء السيبراني. كما سيبحث آليات الاستفادة من التقنيات الناشئة لدفع الابتكار والتقدم.
ويتضمن المنتدى القمة العالمية لحماية الأطفال في الفضاء السيبراني بالتعاون مع جهات دولية، وذلك بهدف إنشاء بيئة آمنة للأطفال على الإنترنت في جميع أنحاء العالم.
اقرأ أيضاً: فعالية تعزيز الأمن السيبراني الوطني 2024