أعلنت وزارة الطاقة السعودية عن بدء تشغيل أول مشروع في المملكة لتخزين الغاز الطبيعي عن طريق حقن الغاز المعالج في مكمن الحوية عنيزة، شرق العاصمة السعودية الرياض.
وقالت الوزارة في بيان، على منصة “إكس”: “المملكة تبدأ عمليات حقن الغاز الطبيعي وإعادة إنتاجه عن طريق حقن الغاز المعالج في باطن الأرض، وأول مشروع في مكمن الحوية عنيزة، فيما ستتم إعادة إنتاجه في شبكة الغاز الرئيسة بمعدل 2 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم”.
ويسهم المشروع في إدارة التغيرات الموسمية على الطلب، وتحقيق مستهدفات برنامج إزاحة الوقود السائل، إضافة إلى خفض الانبعاثات الكربونية.
وفي يوليو 2020، أعلنت شركة سيمنس للطاقة، أن شركة أرامكو السعودية اختارتها لتوريد أنظمة ضواغط الهواء المركزية لأول مشروع لتخزين الغاز في السعودية بمكمن الحوية عنيزة، وقالت الشركة إن شركة سامسونغ للهندسة، التي فازت بعقد أعمال الهندسة والمشتريات والإنشاءات (EPC) لأول مشروع لتخزين الغاز في السعودية أوائل عام 2020، أرسلت إليها أمر التوريد.
ووفقاً لأمر التوريد المرسل من شركة سامسونغ، ورّدت سيمنس 20 وحدة من ضواغط الهواء، لتُستعمل 10 وحدات منها في القسم الخاص بحقن الغاز في المنشأة، في حين تُستعمل الـ 10 وحدات الأخرى بمنطقة سحب الغاز.
وقالت عملاق النفط والغاز السعودية، أرامكو، إن أول مشروع لتخزين الغاز في السعودية حقق، خلال الربع الثاني من عام 2023، الحد الأقصى المستهدف لأعمال الحقن البالغ 1.5 مليار قدم مكعبة قياسية يومياً، بحسب البيانات الواردة في الموقع الإلكتروني للشركة.
وفي 30 يونيو الماضي، أشاد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، بمشروع تطوير الخزانات الطبيعية واستعمال المكامن في حقل الحوية، مشيراً إلى أن المشروع سيوفر نحو ملياري قدم مكعبة من الغاز يومياً.
وأضاف وزير الطاقة السعودي أن الكميات التي ستتوافر بتطوير الخزانات الطبيعية والمكامن في حقل الحوية، ستُستعمل في أوقات الذروة، وعندما لا تكون هناك حاجة خلال أوقات الذروة سوف يُعاد تخزينها في أول مشروع لتخزين الغاز في السعودية.
ويمثل حقل الحوية محوراً مهماً لإنتاج الغاز في المملكة، نظراً إلى وجود العديد من المشروعات المقامة عليه، ولا سيما معامل الغاز، التي تعد صمام أمان لإنتاج الغاز الطبيعي في السعودية.
وفي عام 2016، أعلنت أرامكو السعودية عن خطة تطوير شاملة، مستهدفة زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي إلى نحو 20 مليار قدم مكعبة قياسية يومياً في 2021، من 16 مليار قدم مكعبة حينها، لتطلق على إثر هذا الإعلان مشروعات التوسعة في حقل الحوية الغازي.
وفي عام 2017، بدأت أرامكو السعودية مشروعات تطوير مرافق إنتاج الغاز في حقلي الحوية وحرض، مستهدفة زيادة إنتاجها من الغاز إلى نحو 20 مليار قدم مكعبة قياسية، في عام 2021، وصولاً إلى 23 مليار قدم مكعبة قياسية يومياً، في عام 2025.
وعملت عملاق النفط والغاز السعودية على توفير مرافق كبيرة تستطيع إنتاج كميات ضخمة من الغاز، بما يلبي احتياجات المملكة، ويُعزز قدرتها على التصدير لاحقاً.
ووفر مشروع توسعة معمل الغاز في حقل الحوية مرافق إضافية لمعالجة نحو 1.07 مليار قدم مكعبة قياسية يومياً من الغاز الحلو، بالإضافة إلى إنشاء خطوط أنابيب التدفق الحر، ما أدى إلى تحقيق التدفق الحر لنحو 290 مليون قدم مكعبة قياسية يومياً من حقل حرض إلى محطة الغاز في الحوية.
وشهدت السعودية، وهي تاسع أكبر دولة منتجة للغاز الطبيعي، زيادة في إنتاجها بأكثر من 10% في السنوات الخمس الماضية ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 105 مليارات متر مكعب من وقود الطاقة.
وتشير تقارير شركة أبحاث السوق المتعمقة “Mordor Intelligence” إلى أن هذا النمو في الإنتاج يرجع في جزء كبير منه إلى زيادة تطوير آبار الغاز الطبيعي المستقلة.
كما منحت شركة أرامكو عقوداً لشركات الطاقة التي تتطلع إلى تطوير أكبر حقل للغاز غير التقليدي في البلاد، وهو حقل الجافورة، الواقع بالقرب من الخليج العربي.
وحاليا لا تصدر البلاد إنتاجها من الغاز الطبيعي، ومع ذلك، تخطط الحكومة لبدء تصدير الغاز الطبيعي بحلول عام 2030.
ووفقا لتقييم الأثر البيئي، تعمل السعودية على استبدال “النفط الخام وزيت الوقود والمولدات الكهربائية التي تعمل بالديزل بالغاز الطبيعي وتوليد الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، وهو ما من المرجح أن يزيد الطلب المحلي على الغاز الطبيعي”.
اقرأ أيضاً: السعودية تتأهب للتخلي عن هدفها المتعلق بسعر النفط