على الرغم من تصريحات “ياسر مسحل” رئيس اتحاد كرة القدم السعودي بـأن مانشيني باق على منصبه كمدير فني للصقور الخضراء، إلا أن الكثير من الجماهير تعتقد أن عملية إقالة المدرب الإيطالي من منصبه كمدرب للمنتخب السعودي لكرة القدم قريبة وباتت قاب قوسين أو أدنى من أي وقتٍ مضى، خاصةً بعد الخسارة التي تعرض لها المنتخب السعودي من المنتخب الياباني ف الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم، لكن المشاكل بدأت بالتصاعد بعد كأس آسيا الذي كان صدمة كبيرة جماهير المنتخب لأن الآمال كانت كبيرة جداً و ما حصل معهم كان مخيب للآمال، لكن للحقيقة الموضوع شائك جداً ومن الممكن أن يتحمل المسؤولية عدة أطراف في تلك المسألة.
مانشيني حقق بطولة اليورو أمم أوروبا مع المنتخب الإيطالي في عام 2021، بعدها قرر أن يخوض تجربة جديدة، وكان عرض الاتحاد السعودي لكرة القدم على الطاولة، ونظراً لما تمتلكه المملكة العربية السعودية من مقومات رياضية فمن الطبيعي أن يقبل أي مدرب آخر حتى لو غير مانشيني بهذا العرض الضخم، كشفت تقارير صحفية أن راتب مانشيني مع الأخضر السعودي يتخطى راتب مدربين كبار في الساحة الأوروبية، المدرب الإيطالي يحصل على ماقيمته 40 مليون يورو سنوياً متخطياً راتب بيب غوادريولا مع مانشستر سيتي والعديد من المدربين الآخرين أيضاً، بقيمة هذا العرض الضخم ومع كل هذا الدعم الكبير من الاتحاد السعودي، كان من المتوقع أن يحقق مانشيني أكثر مما حققه بهذه الفترة التي مر بها مع المنتخب الأخضر، لكن هنا التساؤلات بدأت تطفو للسطح في الوسط الرياضي السعودي عموماً، ما الذي يحصل مع مانشيني، أو ماهي المشاكل التي تمنعه من تحقيق ما حققه غيره مع المنتخب الأول للمملكة السعودية، علماً أن المخضرم الإيطالي يمتلك خبرات تدريبية كبيرة وحقق الكثير من الإنجازات في كرة القدم الأوروبية، ومن منا ينسى إعادة الحلم لفريق مانشستر سيتي، قفزة ذلك الرجل المجنون على مساعده على طول خط ملعب الاتحاد، كل هذه الخبرات كان من الممكن أن يستفيد منها روبيرتو لولا وجود مشاكل تعيق نجاحه.
اقرأ أيضاً: حسام عوار.. سر تألق الجزائري مع الاتحاد
من المشاكل التي واجهت مانشيني مع المنتخب السعودي هي الضغوطات الكبيرة من كل الجوانب، الفترة الأخيرة كل ما مر به المنتخب السعودي بجهة، وموجة الإنتقادات الكبيرة لمانشيني بعد التعادل مع المنتخب الإندونيسي المتواضع فنياً كان في جهة أخرى تماماً، فالتعادل لنتيجة هدف لمثله تصدرت عناوين الأخبار لأيام عديدة بعد حدوثها، تسبب التعادل مع إندونيسيا في انتقادات لطريقة وأسلوب لعب مانشيني مع المطالبة بإعادة بعض الأسماء للمنتخب السعودي التي جاء على رأسها الأسطورة سلمان الفرج المنضم حديثاً لصفوف نيوم قادماً من الهلال، الانتقادات والمطالب التي تدعو لعودة الفرج، لم تتوقف على الجماهير فحسب، بل تطرق بعض النجوم لهذا الملف، حيث قال صالح المطلق لاعب النصر والمنتخب السعودي السابق “عودة سلمان ستكون بمثابة حل لعدة مشاكل فنية”.
ولذلك يقول البعض إن مانشيني حمل على نفسه ضغطً إضافياً بعد قرارته باستبعاد عدة نجوم يشكلون ثقل كبير في القوام الفني للمنتخب السعودي، بالنظر إلى مستوى المنتخب السعودي في الفترة الحالية، نجد أن عودة سلمان الفرج ستكون ضرورية خلال هذه المرحلة على أقل تقدير، وذلك لإنهاء بعض الأزمات التي يعاني منها “الأخضر”، وتتمثل الأزمة الرئيسية في غياب القائد الحقيقي صاحب الشخصية القيادية الحازمة عن المنتخب السعودي، وهي المهمة أو الدور الأساسي الذي كان يقوم به سلمان الفرج خلال السنوات الماضية ي كل مباريات المنتخب، ومن أجل لم شمل اللاعبين والسيطرة على غرفة خلع الملابس والابتعاد عن الانقسمات التي من شأنها أن تهدم ولا تبني أبداً ليس فقط في المنتخب السعودي، بل في أي فريق قد يواجه هذا النوع من الانقسامات داخل عرفة تبديل ملابسه، في النهاية لم شمل المنتخب السعودي هي أولوية قصوى لكل الجهات التي تقف بصف نجاح الرياضة في المملكة العربية السعودية، ولأن المنتخب في البداية والنهاية هو الواجهة الرئيسية لكرة القدم في البلد ومن المهم جداً أن يظهر المنتخب بصورة ممتازة، خاصةُ في حالة المملكة السعودية التي تمتلك كل مقومات النجاح في كل الرياضات.
اقرأ أيضاً: محمد صلاح يريد مغادرة ليفربول