تعتبر المملكة العربية السعودية منبعاً خصباً لريادة الأعمال في شتى المجالات، إذ جذبت خلال السنوات الأخيرة رواد الأعمال لإنشاء مشاريعهم الخاصة، وبحسب تقرير صارد عن المؤشر العالمي لريادة الأعمال، يرى نحو 76.3% من البالغين في المملكة أن المناخ المحلي داعم ومشجّع على إطلاق مشاريع جديدة، ولكن عندما نتحدث عن قطاع الأعمال في المملكة لا يمكن إلا أن نذكر أسامة عشري مؤسس النظام السعودي لريادة الأعمال، الذي استثمر جهده في تطوير هذا القطاع ومد يد العون لكل من أراد الاستثمار فيه.
أسامة عشري حاصل على بكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وماجستير إدارة أعمال من كلية بابسون في لندن، بدأ مسيرته المهنية في مجال التكنولوجيا، شارك في برامج تنفيذية تخصصية في جامعة هارفارد وجامعة ستانفور ومعهد ماستشوستس للتقنية، كما عمل في العديد من الشركات الكبرى في المملكة العربية السعودية، حتى اكتسب خبرة طويلة في وضع استراتيجيات العديد من المؤسسات.
شغل منصب رئيس التطوير والتحالفات الاستراتيجية في جامعة الأمير محمد بن سلمان، ورئيساً لريادة الأعمال وتطوير المنشآت الصغيرة والمتوسطة في مدينة الملك عبدالله، وأحد أعضاء الفريق التأسيسي لمنظومة نماء المنورة، كما شغل منصب عضو في مجلس الإدارة بشركة وادي مكة فينتشرز.
أثناء دراسته ريادة الأعمال في كلية بابسون، طرح أسامة عشري وهو ما يزال طالباً في الكلية مشروع تطوير منصة تربط بين أطراف منظومة ريادة الأعمال في المملكة، وذلك بهدف دفع عجلة نمو ريادة الأعمال فيها، وبدأ بتطوير نموذج أولي لهذه المنظومة، ليحصل من خلاله على جائزة نظم المعلومات، ويصل إلى الترشيحات النهائية لجائزة ريادة الأعمال.
اقرأ أيضاً: الاستثمار السعودي الجريء يتصدر قائمة الأكثر استحواذاً على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال 2023
بعد تخرجه من الجامعة وعودته للمملكة العربية السعودية، ساهم في تصميم وتطوير منظومتين لريادة الأعمال، إذ ساهم عام 2018 في إطلاق منصة منظومة الريادة السعودية (سي لاب)، التي تهدف لدفع عجلة نمو ريادة الأعمال في المملكة، ومساعدة رواد الأعمال الناشئين على بدء وتطوير أعمالهم والتسويق لها بالشكل الصحيح، إضافة إلى تعزيز التعاون بينهم وبين الجهات الحكومية والخاصة في المملكة، وخلق ثقافة العمل الجماعي وتوحيد الجهود لتشجيع ريادة الأعمال في المملكة.
ومع نضوج تجربته في هذا المجال، وامتلاكه خبرات متنوعة اكتسبها من العمل داخل المملكة وخارجها، ألف عشري مؤلفات عديدة في مجال ريادة الأعمال، منها: تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال (مؤلف مشارك)، دور الجامعات في تحفيز منظومات ريادة الأعمال (مؤلف مشارك)، وتقرير في منظومة ريادة الأعمال السعودية (مؤلف)، كما يحرص على المشاركة بشكل مستمر في الفعاليات والندوات الموجهة للشباب لمشاركة خبرته معهم.
أسامة عشري الذي يسعى دوماً لتسخير معرفته لخدمة الآخرين يقدم مجموعة من النصائح للشباب الراغبين في دخول مجال ريادة الأعمال، إذ تتمثل النصيحة الأولى بدراسة الشخص لوضعه المالي جيدً، وتحديد مصادر الدخل المتاحة لتوفير المبلغ اللازم لإطلاق المشروع، مع الابتعاد قد الإمكان عن اقتراض المبلغ أو استدانته.
وبعد توفير ما يحتاجه المشروع من مصايف مادية، يجب وضع أهداف قابلة للتحقيق على المدى القصير والبعيد، لضمان التقدم المستمر وازدهار المشروع وفق خطط مدروسة. كما ينصح عشري الشباب بالاستعداد للإقبال على المخاطر والتعامل بحكمة مع الصعوبات والعقبات، وهو ما يتطلب وضع هيكلية تنظيمية جيّدة منذ البداية تتحدد فيها المسؤوليات والواجبات التي تقع على كاهل الشخص نفسه ومن يريد توظيفهم معه.
اقرأ أيضاً: السعودية تستضيف نهائيات كأس العالم لريادة الأعمال 2024 لاستقطاب المشاريع الرائدة
ويدعو عشري الشباب للاستفادة من التشريعات الداعمة والبيئة الخصبة التي توفرها المملكة العربية السعودية لريادة الأعمال، ودراسة الفرص المتاحة وتحديد المناسب منها. وتبقى النصيحة الأثمن المواظبة على التعلم باستمرار، وتعلم مهارات جديدة على الدوام تمكن صاحب المشروع من امتلاك مفاتيح النجاح التي يتطلبها عمله، دون أن يستسلم لفكرة أن تعلم الأشياء الجديدة يستهلك وقتاً إضافياً، بل يجب أن يقتنع دوماً بأن أكثر الاستثمارات ربحاً في العالم هي المعرفة.
ولما كان تعزيز الابتكار والإبداع في المملكة العربية السعودية أحد المحاور الرئيسة التي تركز عليها رؤية المملكة 2030، يصر أسامعة عشري على القيام بكل ما من شأنه دفع قطاع رياد الأعمال إلى الأمام، آملاً في أن تحتل المملكة المكانة التي تليق بها في هذا المجال في المحافل العربية والدولية حاضراً ومستقبلاً.