تألقت محافظة العلا بإنجاز جديد أضيف إلى قائمة معالمها الفريدة، إذ حصلت الهيئة الملكية لمحافظة العلا على اعتماد «منارة العلا» و«محمية الغراميل» كأول مواقع للسماء المظلمة في السعودية والخليج، من قبل منظمة «دارك سكاي الدولية» التي تعنى بمكافحة التلوث الضوئي في كل من المناطق الحضرية والريفية، ولا يعد هذا الاعتماد إنجازاً فحسب، بل يعكس أيضاً شغف الهيئة بتعزيز مراقبة النجوم ودعم علوم الفضاء والاكتشافات العلمية.
والحفاظ على السماء المظلمة هو هدف أساسي للهيئة الملكية لمحافظة العلا، التي تسعى إلى صون وكنوز العلا الثقافية والطبيعية المتنوعة وحمايتها والاحتفاء بها، من خلال توفير بيئة مستدامة تضمن الاستفادة من جمال النجوم، إذ يمكن رؤية العديد منها بالعين المجردة أو عبر التقنيات الحديثة، ولا شك في أنّ انخفاض مستوى التلوث الضوئي يساهم في حماية الحياة البرية، وفي حفظ التراث الثقافي، ودعم الممارسات السياحية المسؤولة بيئياً، وتشجيع الاستثمار في هذا المجال.
وتتوافق جهود الهيئة الملكية لمحافظة العلا مع تصنيف منظمة «دارك سكاي الدولية»، إذ تسعى المنطقة لتطوير السياحة الفلكية وتعزيز مكانتها كمركز لمراقبة النجوم والدراسات الفضائية.
اقرأ أيضاً: هيئة الأفلام تشارك في مهرجان بوسان السينمائي 2024
وقد حصلت الهيئة على الاعتماد بعد سلسلة من التقييمات الشاملة التي أجراها فريق مختص من منظمة «دارك سكاي»، الذي قام بمراجعة خطط الهيئة، للتأكد من التزامها بحماية المشهد الطبيعي والثقافي في العلا، ومدى توفر مواقع للسماء المظلمة من حيث قيمتها العلمية والتعليمية والثقافية، لتعزيز الوجهة السياحية.
وسيعزز هذا الاعتماد المهم نمو العلا كوجهة رئيسية لجولات استكشاف النجوم والبحوث العلمية، من خلال تطوير مشروع «منارة العلا»، الذي سيُقام بالقرب من «محمية الغراميل»، وسيعمل المشروع على تحويل المنطقة إلى وجهة بارزة للاكتشافات والسياحة الفلكية.
وفي حديثه عن هذا الإنجاز المهم، أعرب روسكين هارتلي، المدير التنفيذي لمنظمة دارك سكاي الدولية، عن فخره بإدراج «منارة العلا» و«محمية الغراميل الطبيعية» ضمن قائمة مواقع السماء المظلمة، المعروفة باسم «دارك سكاي بارك»، مؤكداً ان هذا الأمر يعد سابقة في السعودية ومنطقة الخليج، ومشدداً على كونه خطوة مهمة نحو حماية البيئة الليلية في المنطقة.
ولفت هارتلي إلى أن مواقع دارك سكاي تشكل جزءاً أساسياً من الخطط الرامية إلى حماية الحياة البرية والحفاظ على التراث الثقافي، إضافة إلى تحفيز السياحة المسؤولة التي تساهم في دعم الاقتصاد المحلي وتنويع مصادره.
وهنأ هارتلي «منارة العلا» ومحمية «الغراميل» على هذا الإنجاز المميز، مشيداً بالجهود التي تبذلها الهيئة الملكية لمحافظة العلا للحفاظ على سمائها المظلمة الرائعة.
اقرأ أيضاً: ملتقى الدرعية الأول 2024
يشار إلى أن منظمة «DarkSky International» تأسست في عام 1988، بهدف حماية السماء ليلاً من خلال نشر الوعي حول أهمية الحفاظ على البيئة الليلية، وتمتاز المنظمة بتصنيف مواقع السماء المظلمة التي تحتفظ بجمالها الطبيعي وتقلل من تأثير التلوث الضوئي.
تشمل قائمة مواقع السماء المظلمة الشهيرة الأخرى منطقة غراند كانيون في أريزونا، وحديقة جوشوا تري الوطنية في كاليفورنيا، وحديقة يوركشاير ديلز الوطنية في المملكة المتحدة، إضافة إلى ملاذ أركارولا البري في أستراليا، وتمثل هذه المواقع نماذج للجهود المبذولة لحماية السماء ليلاً، وتعد ملاذاً ساحراً لعشاق الفلك والمراقبة الليلية.
جدير بالذكر أن مرصد منارة العلا هو مشروع أطلقته الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، بهدف تحويله إلى مركز للاكتشاف العلمي والأبحاث المبتكرة، مع فرص اقتصادية مستدامة.
ويوفر المرصد فرصة لمراقبة النجوم، ويجمع بين الاكتشافات العلمية القديمة والحديثة، ومن المتوقع أن تحول هذه المبادرة العلا إلى متحف علمي كبير، ما يعزز السياحة والأبحاث، ويستهدف الاقتصاد المعرفي، كما سيساهم المشروع في جذب الاستثمارات المحلية والعالمية، ويخلق فرص عمل جديدة في مجالات السياحة والعلوم.
أما محمية الغراميل، فهي محمية طبيعية مفتوحة تقع في محافظة العلا بمنطقة المدينة المنورة، شمال غربي المملكة العربية السعودية، تتميز بتنوعها البيولوجي، فهي تحتوي على كثبان رملية وهضاب وحيوانات ونباتات صحراوية، وتديرها الهيئة الملكية لمحافظة العلا.
في عام 2022م، أُطلق في المحمية 14 من المها الوضيحي و40 من ظباء الريم، ضمن برنامج المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، الذي يهدف إلى إعادة توطين الأنواع المحلية المهددة بالانقراض، ما يسهم في استعادة التنوع الأحيائي وتعزيز التوازن البيئي، ويرتبط بأهداف رؤية السعودية 2030.
اقرأ أيضاً: معرض البناء السعودي 2024