أطلقت المملكة العربية السعودية منذ العام 2016 استراتيجية بيئية متكاملة بدأت اليوم تحصد ثمارها، وأول القطاف فوز الرياض بلقب عاصمة البيئة العربية، وغطت الاستراتيجية السعودية المستويين المحلي والدولي في تعزيز الاستدامة، من خلال استضافة عدد كبير من الفعاليات والأنشطة البيئية.
وتوزعت الاستراتيجيات التي تنفذها وزارة البيئة السعودية على قطاعات حيوية مترابطة هي البيئة والمياه والزراعة، إلى جانب العمل على إدارة النفايات من خلال الاستغناء عن المدافن بنسبة شبه كاملة مع حلول العام 2035، وتصب كافة هذه الجهود في إطار رؤية المملكة 2030 لتعزير الاستدامة.
ومن الإجراءات المقررة والمنفذة على الصعيد البيئي، زيادة في نسبة مناطق المحميات الطبيعية، والتي كانت في العام 2016 (4%) في حين وصلت خلال العام الحالي إلى نسبة (18%)، مع التأكيد على هدف بلوغ (30%) مع حلول العام 2030.
ومن البرامج البيئية التي تنفذها وزارة البيئة السعودية، برنامج استمطار السحب، للتحكم بكميات الهطولات المطرية ومواقيتها، الأمر الذي ينعكس على قطاع المياه والزراعة بالدرجة الأولى.
كذلك أنشأت الوزارة المركز الإقليمي للعواصف الغبارية الذي يحتل المركز الرابع على مستوى العالم، بالنظر إلى خصوصية المهام التي يؤديها ومدى كفاءته.
ومن الجهود الأخرى التي تبذلها السعودية في إطار استراتيجيتها الشاملة للبيئة، الحد من التصحر والذي يسهم في تراجع الغطاء النباتي والعمل على الحفاظ على الأراضي من التدهور، إلى جانب توفير الشروط الداعمة لتحقيق التنوع الحيوي للكائنات الحية، وتعزيز الأمن الغذائي والمائي للإنسان.
وذلك من خلال وضع المبادرات السعودية في مجال البيئة والتي أطلقتها في العام 2020 خلال ترؤسها لمجموعة العشرين موضع التنفيذ، عبر دعم الجهود المحلية والدولية في الحفاظ على الأراضي المزروعة، والموارد الطبيعية، بما يحقق مستهدفات رؤية المملكة الطموحة في تعزيز الاستدامة.
وتأتي جهود المملكة انطلاقاً من وعيها بخطورة أزمة المياه التي تواجه العالم العربي والتي تستدعي اتخاذ خطوات عملية وجادة في مواجهتها، وهذا ما وعت له القيادة في المملكة وخطت لأجله استراتيجيتها البيئية الشاملة.
وكانت السعودية نشطت في استضافة المؤتمرات الداعمة للبيئة والتي ضمت الأطراف في اتفاقية تغير المناخ، وخرجت بنتائج إيجابية وأطلقت عدداً من المبادرات التي حظيت بالتأييد الدولي.
ومن المنتظر خلال المرحلة القادمة أن تستضيف المملكة مؤتمر الأطراف لمكافحة التصحر “كوب 16” خلال ديسمبر المقبل، وسيكون على أجندة المؤتمر في دورته السادسة عشرة، قضايا محورية تصب في إطار اتفاقية مكافحة التصحر 2018 -2030، كما سيتم التطرق أيضاً لمسائل الجفاف والعواصف الغبارية والرملية.
إقرأ أيضاً: الرياض تفتح أبوابها للمنتدى السعودي للأبنية الخضراء
وكنتيجة حتمية لكل هذه الجهود وغيرها الكثير استطاعت الرياض أن تتنافس مع 10 مدن عربية وتحوز على اللقب كعاصمة للبيئة العربية، وتم الإعلان عن فوز الرياض باللقب خلال الدورة الخامسة والثلاثين لاجتماع مجلس وزراء شؤون البيئة العرب التابع لجامعة الدول العربية في جدة على ساحل البحر الأحمر.
من جانب آخر حققت السعودية إنجازاً إضافياً من خلال حصول مبادرة السعودية الخضراء على جائزة المشروع البيئي المميز عن القطاع الحكومي.
ومن جملة ما أفضى إليه اجتماع الوزراء العرب، العمل على توسيع رقعة المحميات الطبيعية في البلاد العربية، والتفاعل الإيجابي مع قضايا التغير المناخي من خلال سلسلة من الجهود والأنشطة والمبادرات، أسوة بالسعودية، والاطلاع على مخرجات الاتفاقات والمؤتمرات الدولية في هذا الإطار والعمل على الالتزام بها، وصياغة سياسات مترابطة تعزز الجهود المبذولة في تنمية قطاعي المياه والزراعة، والعمل على توسعتهما، من خلال الجهود المشتركة والتعاون لتحقيق الإنجاز.
إقرأ أيضاً: صندوق الاستثمارات العامة السعودي يخصص مبلغاً كبيراً للمشروعات الخضراء
وتشكل طموحات الاستدامة في المملكة الدافع الرئيس لتحركاتها في شتى المجالات سواء في قطاع البيئة وغيره، والتي تؤكد على نهضة في القدرة السعودية وإصرار على تنويع مصادر الاقتصاد بعيداً عن الثروات الباطنية المستخرجة، والعمل على اعتماد مصادر الطاقة المتجددة، وسلوك منهجية خضراء في كافة المجالات.
وفي الختام لابدّ من الإشارة إلى أنّ الرياض ستستمر حاملة للقب عاصمة البيئة العربية مدة عامين، وخلال هذه الفترة سيتعين عليها تنفيذ عدد من البرامج والأنشطة البيئية العربية، والتي سيتم التعريف بها من خلال منصة إلكترونية خاصة تتم برمجتها خصيصاً لهذا الغرض، إلى جانب تخصيص وإقامة عدد من الفعاليات والأنشطة البيئية خلال هذه الفترة، بما يمنح جهود السعودية الخضراء بعداً إقليمياً يضاف إلى البعدين المحلي والدولي.
اقرأ أيضاً: المعرض الزراعي السعودي 2024