في إطار العلاقات التاريخية الوثيقة بين السعودية والأردن، استقبل الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية وفداً ملكياً من عمّان، حيث حلّ الملك عبد الله الثاني بن الحسين، برفقة ولي عهده الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ضيوفاً على أرض المملكة، ليؤكد البلدان على التزامهما المشترك بقضايا المنطقة، وسط تحولات جيوسياسية تتطلب الحكمة والتعاون.
وعند وصول الملك الأردني إلى مطار الملك خالد الدولي، كان في استقباله الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة الرياض، والأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية، إضافة إلى سفير المملكة العربية السعودية في الأردن، نايف بن بندر السديري، ومدير شرطة منطقة الرياض المكلف، اللواء منصور بن ناصر العتيبي، وكذلك السفير الأردني لدى السعودية، هيثم أبو الفول.
رافق الملك عبد الله في زيارته إلى السعودية وفد رسمي ضم ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ومدير مكتب الملك المهندس علاء البطاينة، ومدير مكتب ولي العهد الأردني الدكتور زيد بقاعين.
اقرأ أيضاً: الموافقة على البروتوكول المعدل لإنشاء مجلس التنسيق السعودي الأردني
وأكد الأمير محمد بن سلمان والملك عبد الله الثاني خلال لقائهما في الديوان الملكي بقصر اليمامة، على دعم الأشقاء في فلسطين ولبنان، مع الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية لهم للتخفيف من معاناتهم.
ورحب ولي العهد السعودي بملك الأردن في «بلده الثاني»، معبراً عن اعتزازه بالعلاقات الوثيقة بين البلدين، فيما قدم الملك عبد الله الثاني شكره على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وخلال اللقاء، نقل الأمير محمد بن سلمان تحيات الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الملك عبد الله الثاني، الذي بدوره حمله تحياته إلى خادم الحرمين الشريفين.
وجرى خلال الاجتماع مناقشة العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، كما تناول الجانبان قضايا إقليمية ودولية، بما في ذلك الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، مع التركيز على الجهود الرامية لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، والعمل على تحقيق الاستقرار في المنطقة.
اقرأ أيضاً: مناورات إيرانية خليجية بمشاركة سعودية
وفي سبتمبر/أيلول من العام الجاري 2024، كان قد وافق مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية على التعديلات الجديدة على بروتوكول إنشاء مجلس التنسيق السعودي الأردني، وتعود جذور هذا المجلس إلى أبريل 2016، حينما أصدر كل من الملك سلمان بن عبد العزيز والملك عبد الله الثاني، ملك الأردن، بياناً مشتركاً أعلن فيه عن تأسيس مجلس التنسيق السعودي الأردني.
يهدف المجلس إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين السعودية والأردن، وتقوية التعاون في مختلف المجالات، بالإضافة إلى التشاور السياسي والتنسيق حول القضايا المتنوعة، وتعقد اجتماعات المجلس بشكل دوري، بالتناوب بين البلدين، فيما يرأس الجانب السعودي الأمير محمد بن سلمان، بينما يترأس الجانب الأردني رئيس الوزراء الأردني.
وفي عام 2016، استضاف الأمير محمد بن سلمان رئيس الوزراء الأردني في ذلك الوقت، الدكتور هاني الملقي، في قصر اليمامة، حيث انعقد أول اجتماع لمجلس التنسيق السعودي الأردني، ومنذ ذلك الحين، شهد المجلس جهوداً لتطوير العلاقات بين البلدين، ما أدى إلى توقيع مذكرة تفاهم بين صندوق الاستثمارات العامة وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، بهدف تنفيذ مشروع استثماري في العقبة.
اقرأ أيضاً: دول عربية وإسلامية ترفض تصريحات إسرائيلية تمس الأقصى
وكذلك، وقعت اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي على الضرائب المفروضة على الدخل، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الصناعي بين البلدين، وبرنامج تنفيذي للتعاون بين هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية.
وفي العام 2020، وقعت مذكرة تفاهم لدراسة جدوى تبادل الطاقة الكهربائية بين البلدين على مرحلتين، بحيث تكون المرحلة الأولى بقدرة 500 ميغاوات، مع ربط الشبكة عبر مسار القريات من الجانب السعودي وصولاً إلى شرق عمان مروراً بالزرقاء في الأردن.