في إطار جهود المملكة لدعم النقل النظيف وتعزيز الاقتصاد الأخضر، دشنت الهيئة العامة للنقل مرحلة إطلاق تجربة أول سيارة أجرة هيدروجينية في المملكة العربية السعودية.
ويصل مدى السيارة الهيدروجينية إلى 350 كم، مع إمكانية عملها لمدة 8 ساعات يومياً، وتمتاز بالكفاءة العالية والهدوء وانعدام الضجيج، واعتمادها على الطاقة النظيفة بمعدل صفري للانبعاثات، حيث يتم إنتاج بخار الماء فقط بدلاً من ثاني أكسيد الكربون، ما يجعلها صديقة للبيئة وأكثر استدامة.
ويأتي هذا التدشين امتداداً لسلسلة من المبادرات والمشاريع التي أطلقتها الهيئة لتبني التقنيات الحديثة بما يسهم في تحقيق مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية.
وتسعى الهيئة العامة للنقل لتبني مشاريع ومبادرات تقنية داعمة لتحقيق الاستدامة في أنشطة وخدمات النقل، والارتقاء بمستوى جودة الحياة في مدن ومناطق المملكة، عبر تخفيض مستوى الانبعاثات الكربونية وتقليل الاعتماد على السيارات التقليدية، وإحلالها بالمركبات الهيدروجينية المعتمدة على الطاقة النظيفة.
والمركبات الهيدروجينية هي مركبات تعتمد على الوقود البديل الهيدروجيني لتزويدها بالطاقة، عن طريق تحويل الطاقة الكيميائية للهيدروجين إلى طاقة ميكانيكية، إما عن طريق تفاعل الهيدروجين مع الأكسجين في خلية وقود لتشغيل المحركات الكهربائية أو حرق الهيدروجين في محرك احتراق داخلي.
اقرأ أيضاً: مشاريع الطاقة المتجددة في السعودية: مستقبل متقدم للمملكة!
وفي إطار تبني وسائل النقل الحديثة ذات الطاقة النظيفة والصديقة للبيئة، وإلى جانب أول سيارة أجرة هيدروجينية، أطلقت الهيئة العامة للنقل في وقت سابق من العام الماضي أول حافلة كهربائية في المملكة، لخدمة قاصدي المسجد النبوي الشريف وسكان المدينة المنورة، والتي تتميز بكفاءة عالية وقدرة تشغيلية كبيرة، وقابلية السير لمسافة 250 كم في الشحنة الواحدة، وإمكانية القيام بـ 16 رحلة يومياً على مدار 18 ساعة،
كما دشنت الهيئة حافلات ذاتية القيادة للحجاج في مكة المكرمة، تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والكاميرات والحساسات الدقيقة لجمع معلومات البيئة المحيطة وتحليلها، وتتسع لـ 11 مقعداً، وتصل سرعتها إلى 30 كيلو متر في الساعة، وتسير 6 ساعات في الشحنة الواحدة، وبمسار يبلغ طوله 4 كم، بينما يبلغ عرضه 11 متر
وفي نشاط النقل السككي أطلقت الهيئة تجارب أول قطار هيدروجيني في الشرق الأوسط، وذلك ضمن اتفاقية مع شركة “ألستوم” الفرنسية لإجراء الدراسات اللازمة لتجهيز هذا النوع من القطارات ليتناسب مع البيئة السعودية وأجوائها، وإدخالها الخدمة في المستقبل.
اقرأ أيضاً: بمساحة بريطانيا وفرنسا معاً.. السعودية تطلق المسح الجغرافي لمشروعات الطاقة المتجددة
ورعت الهيئة العامة للنقل إطلاق مبادرة شركة جاهز الدولية لأسطول سيارات كهربائية تعتمد على الطاقة الشمسية مع (صفر) انبعاثات كربونية، وتمتاز بحجمها الصغير وتصميمها المبسط وتقنياتها المتطورة وهي بديل مناسب للدراجات الآلية، إذ يمكنها قطع مسافة 200 كم في الشحنة الواحدة، وتأتي بسعة بطارية تصل إلى 18 ساعة للسيارة الواحدة.
كما تبنت مبادرة تشغيل أول شاحنة هيدروجينية في المملكة بشكل تجريبي، بالتعاون مع شركة المجدوعي للوجستيات، والتي تتميز بصفر انبعاثات كربونية، ومصممة ومهيأة لنقل البضائع وفقًا لاشتراطات السلامة، وتقطع مسافات طويلة تجتاز 400 كم.
وتلتزم الهيئة بابتكار وسائل نقل صديقة للإنسان والبيئة، مما ينعكس على تحسين جودة الحياة وتحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، المتمثلة في خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 25٪ بحلول 2030.
وتسعى المملكة العربية السعودية لتصبح أكبر مصدر للهيدروجين في العالم، وتحويل 50% من مصادر الطاقة إلى متجددة، والحد من الانبعاثات، وقد قطعت المملكة مراحل متقدمة في تنويع مصادر الطاقة وزيادة المحتوى المحلي، من خلال تطوير قطاعات صناعية جديدة والاستفادة من سلاسل الإمداد الحالية.
وتعتمد المملكة تحولات الطاقة النظيفة من خلال الاقتصاد الدائري للكربون الذي يشمل أربع استراتيجيات وهي: تقليل الكربون الذي يدخل الغلاف الجوي من خلال كفاءة الطاقة واستخدام إمدادات طاقة منعدمة الكربون، إعادة استخدام الكربون من خلال احتجازه وتحويله إلى مادة أولية مفيدة، إعادة تدوير الكربون بتحويله إلى سماد أو إسمنت أو وقود اصطناعي، وإزالة الكربون من النظام وتخزينه جيولوجياً أو كيميائياً.
وأعلنت نيوم في شهر أغسطس من عام 2020 إنشاء مصنع سعودي للهيدروجين الأخضر بقيمة خمسة مليارات دولار أمريكي يعمل بسعة أربعة غيغاواط من الطاقة المتجددة، والذي سيصبح جاهزاً بحلول 2025 ويهدف إلى إنتاج 650 طناً من الهيدروجين الأخضر يومياً، و1.2 مليون طن من الأمونيا الخضراء سنوياً، وتصديره للأسواق العالمية، ليكون أكبر مشروع هيدروجين في العالم.
اقرأ أيضاً: معرض الطاقة الشمسية 2024