في عالمٍ يموج بالتقلبات، تتلاحق الأزمات وكأنها حلقات في سلسلة لا تنتهي، في هذا السياق المليء بالتوترات، تُطرح العديد من تساؤلات حول مسارات جديدة قد تكون مخرجاً من دوامة الصراع، فبينما تتصاعد الأصوات في قاعات الاجتماعات الدولية، تتداخل المشاهد بين الدبلوماسية والتهديدات، ليصبح البحث عن نقطة توازن أمراً بالغ الصعوبة.
ومع تصاعد الصراعات في مناطق مختلفة، يبقى النزاع في الشرق الأوسط تحت مجهر الأحداث، كأنه فصل من رواية سياسية تتشابك خيوطها في كل لحظة…
أبدى الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، قلق المملكة العميق إزاء التوترات الدولية المتزايدة، مشيراً إلى أن استمرار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة يشكل خطراً كبيراً على الأمن في المنطقة وعلى المستوى العالمي.
وجاءت تصريحات الأمير خلال رئاسته لوفد السعودية في قمة «بريكس بلس 2024» التي عُقدت في مدينة قازان الروسية، حيث شاركت المملكة كدولة مدعوة للانضمام للمجموعة، ممثلاً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
وأشار وزير الخارجية السعودي إلى الحاجة الملحّة للتعاون في مواجهة التحديات العالمية، لافتاً إلى أن التصعيد الأخير، الذي امتد إلى لبنان، يعقّد الأوضاع في المنطقة ويزيد من التوتر والانقسام، مؤكداً على ضرورة التوصل إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار، وتقديم الدعم الإنساني دون تأخير، والإفراج عن جميع المحتجزين، مع التشديد على أهمية التزام الأطراف بحل شامل ودائم للنزاع.
اقرأ أيضاً: السيسي وبن سلمان: أوقفوا النار في غزة ولبنان
كما تحدث الأمير فيصل عن المبادرات السعودية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، بما في ذلك إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين» بالتعاون مع الشركاء الدوليين الشهر الماضي، مشيراً إلى أن منح الفلسطينيين حق تقرير مصيرهم هو الطريق نحو السلام الدائم.
وأشاد الأمير فيصل بدعم دول «بريكس» للقضية الفلسطينية، حيث يؤيدون إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، تكون القدس الشرقية عاصمتها، وأوضح الأمير أن العلاقات الاقتصادية بين السعودية ودول «بريكس» تشهد تطوراً ملحوظاً، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين المملكة وهذه الدول تجاوز 196 مليار دولار في عام 2023، ما يمثل 37% من إجمالي التجارة الخارجية السعودية.
وأعرب عن تطلعه لتعزيز التعاون مع دول «بريكس» في مواجهة التحديات العالمية، ودعم التنمية المستدامة، مؤكداً أن السعودية ستواصل تعزيز شراكاتها وتوسيع مجالات التعاون لتحقيق التنمية والازدهار على المستوى الدولي.
اقرأ أيضاً: الدور المهم الذي قامت به السعودية لوقف الحرب ودعم غزة
وعلى هامش القمة، التقى الأمير فيصل بن فرحان مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكذلك أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، حيث ناقشوا آخر التطورات في غزة وتداعياتها الأمنية والإنسانية والجهود الدولية المستمرة للتعامل مع الأوضاع.
وقبل أيام من وزير الخارجية السعودي إلى «بريكس»، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في مطار القاهرة الدولي، خلال زيارة رسمية إلى مصر.
وأجرى الزعيمان محادثات ثنائية، تلتها جلسة موسعة بمشاركة رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي وعدد من المسؤولين من كلا البلدين، وتطرقت المحادثات إلى آخر التطورات في المنطقة، بما في ذلك الأوضاع في غزة ولبنان، حيث أكد الطرفان على ضرورة الحد من التصعيد وتخفيف التوتر، وشدّدا على أن الحل المستدام لتحقيق الاستقرار في المنطقة يمر عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وفقاً للقرارات الدولية، محذرين من أن استمرار تجاهل القضية الفلسطينية سيؤدي إلى إطالة أمد الصراع.
اقرأ ايضاً: لقاء سعودي ألماني لبحث ملف غزة والأوضاع الإقليمية