كشف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن التحالف الدولي لحل الدولتين سيعقد أول اجتماعاته في العاصمة السعودية، الرياض منتصف الأسبوع.
وقال في كلمة أمام المنتدى الإقليمي التاسع المنعقد في برشلونة، أمس الإثنين، إن التحالف العالمي أطلق ليكون منصة لكل الدول للمشاركة لإنهاء حرب غزة وفك الحصار عنها، والعمل على تحرير الرهائن، والسعي إلى حل الدولتين، مشدداً على ضرورة تحويل الأقوال إلى أفعال.
وأكد مسؤول السياسة الخارجية أن التحالف الدولي مظلة لمساهمة الشركاء الدوليين العملية في تنفيذ حل الدولتين، مطالباً بمزيد من الضغط الدولي لإيقاف إسرائيل هجماتها المستمرة على قطاع غزة، ومساهمتها في توسع الحرب بمنطقة الشرق الأوسط، وامتدادها إلى لبنان.
وتحتضن العاصمة السعودية الرياض، يومي الأربعاء والخميس المقبلين، اجتماعاً رفيع المستوى للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين، يضم دبلوماسيين ومبعوثين من عدة دول ومنظمات إقليمية ودولية، وذلك لتقديم جدول زمني محدد لبناء وتنفيذ الدولة الفلسطينية وحل الدولتين على طريق السلام الدائم والشامل في الشرق الأوسط.
وسوف يلقي وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، كلمة ترحيبية في بداية الاجتماع، ثم يتحدث فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).
وكشفت وسائل إعلام سعودية عن مصادر مطلعة أن اجتماع الرياض الذي يعد أول اجتماع متابعة رفيع المستوى، يهدف إلى جمع مدخلات عملية، وتقديمها على مستوى سياسي رفيع، ووضع نظرة عامة على جميع المكونات المقترحة تحت مظلة التحالف العالمي، والبدء في الإعداد العملي.
ويُنتظر أن تركز اجتماعات المتابعة الأخرى التي تبدأ في الرياض، تليها بروكسل والقاهرة وعمان وأوسلو وأنقرة وربما في أماكن أخرى، على عدد من العناصر المحددة لعمل التحالف العالمي لتنفيذ الحل القائم على وجود دولتين.
ويهدف اجتماع الرياض إلى تحقيق نتائج ملموسة لكيفية إيصال مخرجات الاجتماعات إلى المستوى السياسي وتنفيذها، وتقديم جدول زمني محدد لبناء وتنفيذ الدولة الفلسطينية وحل الدولتين، إلى جانب اتخاذ تدابير للحفاظ على إمكانية حل الدولتين، بما في ذلك كيفية ضمان المساءلة فيما يتعلق بالقانون الدولي، وتنفيذ جميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وحسب المصادر نفسها، فإن المملكة من خلال استضافتها للاجتماع، تعمل في شراكة كاملة مع المبادرين الآخرين للتحالف العالمي، أعضاء فريق الاتصال المشترك بين جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي المعني بغزة (البحرين، والأردن، وإندونيسيا، وفلسطين، وقطر، وتركيا، ومصر، ونيجيريا، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي)، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، والنرويج.
كما سيركز اجتماع الرياض أيضاً على عمل “الأونروا” بصفتها أكبر جهة فاعلة إنسانياً في غزة اليوم، وتمثل العمود الفقري للاستجابة الإنسانية حتى تنفيذ حل الدولتين.
وكانت السعودية قد أعلنت في سبتمبر الماضي باسم الدول العربية والإسلامية والشركاء الأوروبيين إطلاق “التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين”، وذلك خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام، على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، قد أكد في كلمته خلال الاجتماع أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة حق أصيل وأساسي للسلام، وليس نتيجة نهائية يتم التفاوض عليها ضمن عملية سياسية بعيدة المنال.
وأعلن إطلاق “التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين”، قائلاً: “إننا اليوم باسم الدول العربية والإسلامية وشركائنا الأوروبيين نعلن إطلاق (التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين)، وندعوكم للانضمام إلى هذه المبادرة، مؤكدين أننا سنبذل قصارى جهودنا لتحقيق مسار موثوق لا رجعة فيه لسلام عادلٍ وشامل. ونتطلع إلى سماع ما لديكم للإسهام في إنهاء هذا الصراع، حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين”.
مقترح جديد لـ غزة
إلى ذلك، أفاد 3 مسؤولين إسرائيليين أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، بيل بيرنز، بحث مع نظيريه الإسرائيلي والقطري خلال اجتماع يوم الأحد صيغة جديدة حول غزة وتبادل الأسرى تفيد بوقف القتال لمدة 28 يوماً، مع إطلاق حركة حماس سراح حوالي 8 أسرى إسرائيليين وإطلاق إسرائيل سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين، حسب ما نقل موقع “أكسيوس”، اليوم الثلاثاء.
إلا أن تلك الصيغة لم تتضمن مطلب حماس الرئيسي الذي طالما تمسكت به خلال الأشهر الماضية، ألا وهو الانسحاب الإسرائيلي من كامل القطاع وإنهاء الحرب.
وفي السياق، زعم أحد المسؤولين الإسرائيليين، أن تل أبيب قد توافق على هدنة مؤقتة، لكن حماس تتمسك بهدنة أوسع من شأنها أن تؤدي إلى خطوات إسرائيلية لا رجعة فيها.
علماً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، شدد أمس الاثنين على أنه لن يوافق إلا على اتفاق جزئي وليس على إنهاء الحرب.
وبالتالي من غير المرجح حدوث أي انفراج قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر، حيث يتوقع أن تقوم كل من إسرائيل وحماس بتعديل مواقفهما بناء على النتائج.
وكان بيرنز التقى، الأحد، في الدوحة رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومدير الموساد ديفيد بارنيا.
فيما أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قبل عدة ساعات من بدء المحادثات أن بلاده اقترحت اتفاقاً جزئياً، يتضمن وقف إطلاق النار لمدة 12 يوماً والإفراج عن أربعة أسرى.
هذا ويتوقع أن يجتمع الوسطاء القطريون والمصريون مع مسؤولي حماس خلال الأيام المقبلة لمناقشة الخطة الجديدة، على الرغم من عدم ارتفاع حظوظ التفاؤل وفق عدد من المراقبين.
اقرأ أيضاً: السعودية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتحذر من العواقب