أعلنت السعودية إطلاق منصة طوعية لتداول أرصدة الكربون، وذلك بعد يوم من التوصل إلى اتفاق تاريخي في قمة المناخ “كوب 29” في العاصمة الأذربيجانية، باكو، بشأن قواعد السوق العالمية للانبعاثات، التي تدار من قبل الأمم المتحدة، في خطوة من شأنها توفير التمويل اللازم للمشروعات الخضراء.
وأوضحت شركة “سوق الكربون الطوعية” في بيان، الثلاثاء، أن عملية التداول ستشمل أرصدة من 17 دولة، وتهدف إلى تمويل مشاريع مناخية في جميع أنحاء الجنوب العالمي، بجانب دعم أهداف السعودية في تحقيق الحياد الكربوني.
وقال البيان إنه تم تصميم المنصة لتلبية متطلبات السوق في الشفافية والقابلية للتطوير والسيولة المتزايدة، من خلال تقديم بنية تحتية على مستوى المؤسسات لتمكين المعاملات السريعة والآمنة، واكتشاف الأسعار والبيانات لمشاريع ائتمان الكربون، وهو أمر أساسي لتنمية السوق عالمياً وتوفير إشارة سعرية للمشاريع من مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والاتصال بالسوق المفتوحة والتكامل مع السجلات العالمية الرائدة، وتطوير البنية التحتية المتخصصة للتجارة في أرصدة الكربون لتمكين التمويل الإسلامي، وسوق المزادات وطلبات الأسعار ووظائف التداول الجماعي اليوم، تليها سوق فورية ووظائف أخرى يتم إطلاقها في عام 2025.
وتهدف المنصة إلى زيادة العرض والطلب على أرصدة الكربون عالية الجودة في جميع أنحاء الجنوب العالمي وخارجه، ودفع التمويل لمشاريع المناخ التي تتطلب التمويل، ودعم الانتقال إلى انبعاثات صفرية عالمية، وفق البيان.
كذلك، تستهدف المنصة السعودية أن تصبح واحدة من أكبر الأسواق الطوعية للكربون في العالم بحلول عام 2030، وستشمل في أول مزاد لها أرصدة كربونية من مشاريع في دول مثل بنغلاديش والبرازيل وإثيوبيا وماليزيا وباكستان وفيتنام.
وفي بيانها، أشارت شركة “سوق الكربون الطوعية”، إلى أنه في أول يوم تداول لها، انضمت إليها 22 شركة سعودية ودولية، بما فيها، ألفا ستار، وشركة أرامكو للتجارة، وشركة إسمنت المنطقة الشرقية، وإنرغروب المحدودة، وطيران ناس، وبنك الخليج الدولي، وغولف السعودية، والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، وشركة أرامكو السعودية للزيوت الأساسية، وشركة معادن، وصندوق الاستثمارات العامة، وشركة البحر الأحمر الدولية، وشركة ساب، وشركة سابك، ومصنع البلاستيك السعودي الأول، وشركة إس سي بي للأسواق البيئية، والشركة السعودية للكهرباء، وشركة إس إن بي، وشركة سوكار، وشركة فاليتيرا، وشركة إسمنت اليمامة، وشركة إسمنت ينبع.
وبحسب البيان، تم طرح أكثر من 2.5 مليون طن من أرصدة الكربون في مزاد علني في بورصة “سوق الكربون الطوعي” بالمملكة بدءاً من أمس الثلاثاء 12 نوفمبر 2024.
ونقلت “بلومبيرغ” عن الرئيسة التنفيذية لشركة “سوق الكربون الطوعي” الإقليمية، ريهام الجيزي، قولها إن تداول أرصدة الكربون تتبع الإرشادات الصادرة عن مجلس النزاهة لسوق الكربون الطوعية، ومن ثم تُستبعد الاعتمادات الناتجة عن مشروعات الطاقة المتجددة ومواقد الطهي النظيفة من البورصة.
وأضافت الجيزي أن شركة “سوق الكربون الطوعي” لديها فريقان يقومان بالفحص النافي للجهالة للمشروعات التي توفر الاعتمادات. وأشارت إلى أن شراء أرصدة الكربون يشكل تكلفة كبيرة على الشركات، ولكن يعد حالياً الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها حماية منتجاتهم ومنحها بعض الثقة.
اقرأ أيضاً: السعودية تنوي إطلاق منصة تداول أرصدة الكربون
مبادرات السعودية في تحقيق الحياد الكربوني
تجدر الإشارة إلى أن شركة “سوق الكربون الطوعي” أطلقت مزادين في وقت سابق لتداول أرصدة الكربون الأول كان في أكتوبر 2022، وبكميات 1.4 مليون طن، وبسعر 7 دولارات للطن، والمزاد الثاني كان بالسعر نفسه، وشهد كميات أكبر 2.2 مليون طن، وهي أكبر المزادات التي عُقدت في أسواق الكربون الطوعية.
وتتمثل مهمة الشركة في إنشاء سوق قوية وناجحة لكل من توليد واستعمال أرصدة الكربون الطوعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن ثم الإسهام بشكل كبير في الانتقال نحو اقتصاد عالمي منخفض الكربون
وتهدف شركة “سوق الكربون الطوعي” التي أنشأها صندوق الاستثمارات العامة ومجموعة تداول السعودية، إلى تقديم التوجيه والموارد لدعم الشركات والصناعات في التحول العالمي إلى الحياد الكربوني.
وتعد شركة “سوق الكربون الطوعي” عامل تمكين رئيسي لمعالجة التحول في مجال الطاقة بشكل إبداعي ومسؤول، جزءاً من جهود صندوق الاستثمارات العامة لمعالجة آثار تغير المناخ بما يتماشى مع مبادرات السعودية الأوسع نطاقاً لتحقيق الحياد الكربوني في عام 2060.
وتدعم شركة “سوق الكربون الطوعي” المشروعات القادرة على تحقيق تخفيضات كبيرة وسريعة في الانبعاثات، ومن ثم تقديم حلول قائمة على السوق للعمل المناخي.
اقرأ أيضاً: شركاء عالميين لإنجاز مدينة “ذا لاين” في قلب نيوم