على وقع نداءات الاستغاثة من غزة وأصداء الانتهاكات الصارخة، اجتمع القادة العرب في الرياض ليرفعوا صوتهم في وجه الظلم، مطالبين بتحرك دولي لوقف الإبادة ورفع راية الحق الفلسطيني عالياً، وفي أجواء مشحونة بالأمل والتحدي، أكدت القمة دعمها الكامل لفلسطين ورفضها القاطع لسياسات الاحتلال التي تهدد السلم الإقليمي، مستعرضةً عناوين جديدة للوحدة والعمل المشترك في مواجهة التحديات الراهنة… إليكم التفاصيل!
ندّدت القمة العربية والإسلامية المنعقدة في الرياض اليوم بـ «جرائم الإبادة الجماعية» التي ارتكبها الكيان الإسرائيلي في غزة، وأكد القادة قرارهم بتعبئة الدعم الدولي لتعليق مشاركة الكيان في الجمعية العامة للأمم المتحدة وكياناتها.
وفي بيانهم الختامي، أقر القادة تعزيز الجهود الدولية لتأييد انضمام دولة فلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة، وحثوا الدول على حظر تصدير الأسلحة إلى الكيان الإسرائيلي، كما دعوا مجلس الأمن إلى إصدار قرار يلزم الكيان بوقف سياساته التي تهدد الأمن والسلم الإقليميين.
وندّد البيان أيضاً بـ «العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان»، مطالباً بوقف فوري لإطلاق النار، واصفاً العمليات في غزة بأنها «جرائم إبادة جماعية»، ومشيراً إلى الانتهاكات المروعة من مقابر جماعية، وتعذيب، وإعدامات ميدانية، وإخفاء قسري، ونهب، وتطهير عرقي، خاصة في شمال غزة.
وأعلنت القمة دعمها لحماية الشعب الفلسطيني ودولة فلسطين، ودعت إلى تحقيق الوحدة الوطنية وتولي مسؤوليات كاملة على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة، وأكدت على سيادة فلسطين على القدس الشرقية، ووصفت المسجد الأقصى بأنه «خط أحمر»، مدينةً «الإجراءات العدوانية» التي تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
اقرأ أيضاً: رؤساء الدول يتوافدون للمشاركة بالقمة العربية الإسلامية في الرياض
وفي كلمته أمام القمة، افتتح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان القمة بإدانة قوية لما وصفه بـ«الحرب الشعواء» التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وشدّد على رفضه للإبادة الجماعية في غزة، وأعرب عن وقوف بلاده إلى جانب لبنان، محذراً من أن استمرار جرائم الكيان الإسرائيلي يهدد السلام الإقليمي، كما أدان العمليات العسكرية الإسرائيلية على لبنان وأكد على ضرورة احترام سيادة وأمن لبنان واستقراره.
واستنكر بن سلمان منع وكالة «أونروا» والمنظمات الإنسانية من تقديم المساعدات للفلسطينيين، داعياً المجتمع الدولي للتحرك لوقف هذه الاعتداءات وضمان الأمن الدولي، وأشاد بالدور السعودي في دفع الدول للاعتراف بدولة فلسطين، وحث المزيد من الدول على دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
واختتم كلمته بالتأكيد على أهمية الجهود المشتركة لإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأعرب عن أمله في أن تساهم القمة في تحقيق تطلعات الجميع.
من جانبه، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري ودون شروط، مشدداً على ضرورة إنهاء عمليات التهجير القسري للمدنيين في غزة، وأوضح أن الممارسات الإسرائيلية غير الإنسانية تتطلب موقفاً جاداً وحازماً من المجتمع الدولي، داعياً إلى تحرك دولي عاجل لحماية المدنيين وتوفير المساعدة الإنسانية.
اقرأ أيضاً: انطلاق الاجتماع التحضيري للقمة العربية الاستثنائية في الرياض
أمّا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فقد وصف الوضع في غزة بأنه «حرب إبادة» يرتكبها جيش الكيان الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، معرباً عن استيائه من الجرائم التي تشمل المقابر الجماعية والتعذيب والإعدامات الميدانية.
من جهته، أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتعاون المصري التركي في إيصال المساعدات إلى غزة، معبراً عن دهشته من وحشية القصف، حيث قال إن الكلمات تعجز عن وصف ما يقوم به الكيان الإسرائيلي في غزة، وأكد على ضرورة إنهاء هذا الوضع المأساوي عبر ضغط دولي فاعل.
وبدوره، أكد ملك الأردن، الملك عبد الله الثاني، على أن حل الدولتين يمثل السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وأشار إلى أهمية إبقاء الممرات الإنسانية في غزة مفتوحة وآمنة لإيصال المساعدات بشكل مستمر ودون عوائق.
أما أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، فقد انتقد المجتمع الدولي لفشله في الاضطلاع بمسؤولياته الإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن الأوضاع الكارثية في غزة تتطلب تحقيقاً فورياً في استهداف المستشفيات والمنشآت المدنية التي تعاني من القصف المستمر.
وفي كلمة استثنائية، أعرب الرئيس السوري بشار الأسد عن تضامن سوريا الكامل مع الشعب الفلسطيني، وندد بالإجراءات الإسرائيلية المستمرة في غزة، مشيراً إلى أن العنف الإسرائيلي يشكل تهديداً ليس فقط للفلسطينيين، بل للأمن الإقليمي ككل، وأضاف أن سوريا تدعم أي جهد عربي وإقليمي يهدف إلى كسر الحصار المفروض على غزة، مؤكداً أن وحدة الصف العربي أصبحت ملحة أكثر من أي وقت مضى لمواجهة التحديات المشتركة.
هذا وانطلقت القمة بمشاركة قادة وممثلين من أكثر من 50 دولة، وناقشت بشكل أساسي سبل وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، إضافة إلى مناقشة القضايا الإنسانية كأزمة السودان والتصعيد الحوثي في البحر الأحمر.