كشفت نشرة إحصاءات المحددات الصحية 2024 عن تضاعف انتشار السمنة بين الأطفال في السعودية هذا العام مقارنة بالعام الماضي، إذ بلغت نسبة الأطفال من عمر السنتين حتى 14 سنة الذين يعانون من السمنة 14.6% مقارنة بـ 7.3% العام الماضي.
وبحسب النشرة التي أصدرتها الهيئة العامة للإحصاء، فإن 33.3% من الأطفال يعانون زيادة الوزن مقارنة بـ10.5% العام الماضي، أما بالنسبة للبالغين (15 سنة فأكثر)، بلغ معدل انتشار السمنة بينهم لهذا العام %23.1 مقارنة ب 23.7% العام الماضي، ومعدل زيادة الوزن %45.1 مقارنة بنسبة 29.5% العام الماضي.
وتظهر نشرة إحصاءات المحددات الصحية 2024 أن 12.4% من البالغين في المملكة يلجأون للتدخين بكافة أنواعه بما فيها السجائر الإلكترونية، فيما بلغت نسبة الذين يتعرضون للتدخين السلبي في مكان عام مفتوح 30%، بينما يتعرض 23.1% للتدخين السلبي في مكان عام مغلق، و11.3% للتدخين السلبي في المنزل، مشيراً إلى أن 29.9% من المدخنين يدخنون يومياً ما متوسطه بين 2 إلى 5 سجائر و10.4% منهم يدخنون أكثر من 20 سيجارة ، و6.9% يدخن أقل من سيجارة واحدة.
وتحظر السعودية بيع الطفل التبغ ومشتقاته وغيرها من المواد التي تضر بسلامته، أو استخدام الطفل لشرائها أو إنتاجخا أو بيعها أو الدعاية لها، إضافة لحظر استيراد وبيع ألعاب الطفل أو الحلوى المصنعة على هيئة سجائر أو أي أداة من أدوات التدخين، وعرض المشاهد التي تشجع الطفل على التدخين، أو التدخين أثناء وجوده.
اقرأ أيضاً: مأكولات محظورة في المقاصف المدرسية السعودية، فما هي؟
وبلغت نسبة السكان الذين يتناولون خمس حصص فأكثر من الخضروات والفواكه يومياً، %10.2، بينما %84.8 يتناولون من حصة واحدة إلى أربع حصص، و%5 لا يتناولون أي حصة يومية من الخضروات والفواكه.
نشرة إحصاءات المحددات الصحية هي تقرير سنوي تصدرها الهيئة العامة للإحصاء استناداً إلى الإبلاغ الذاتي للأفراد ونتائج المسح الصحي الوطني ومسح صحة المرأة والطفل، وتقديرات السكان، إذ تقدم هذه النشرة تقدم تقييماً شاملاً للوضع الصحي للفئات المختلفة من السكان.
المملكة وفي إطار سعيها للوقاية من السمنة وخفض معدلات الإصابة بها أطلقت البرنامج الوطني لمكافحة السمنة الذي يركز على التعريف بالعوامل المؤدية لها ومضاعفاتها، والمشاركة في خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمصابين بالسمنة، ومراقبة الجودة ومراقبة جودتها ودعم وسائل البحوث والدراسات الخاصة بداء السمنة، وتوعية المصابين للتحكم بمضاعفاتها، والعمل على تعزيز اللشراكة المجتمعية لمكافحة السمنة.
اقرأ أيضاً: الدكتورة تغريد البلوي: أول جراحة سعودية تحصل على الزمالة في تخصص جراحة السمنة والمناظير
وفيما يخص سمنة الأطفال في السعودية تؤكد وزارة الصحة أن أسباباً عديدة تقف وراءها منها: نمط الحياة الخاملة وعدم كفاية النشاط البدني، ما يؤدي لتراكم الدهون الزائدة عندما يتجاوز إجمالي إنتاج الطاقة إجمالي استهلاكها، وتناول الطعام والوجبات السريعة بكميات كبيرة ، وقضاء الكثير من الوقت أمام الأجهزة الإلكترونية، بعض الأدوية التي يتناولها الطفل، إضافة إلى الاضطرابات الجينية النادرة، والعوامل الوراثية كإصابة أحد الوالدين أو كليهما بالسمنة.
وتؤدي السمنة إلى مضاعفات كثيرة تنعكس على الأطفال على المدى البعيد، وفي مقدمتها: ارتفاع ضغط الدم، مستويات دهون غير طبيعية، متلازمة الأيض، داء السكري من النوع الثاني، توقُّف التنفس أثناء النوم ، اضطرابات نفسية، ألم في الركبة، الفخذ والورك، اضطراب الحيض، وحصوات المرارة.
ومع النتائج التي وصلت إليها نشرة إحصاءات المحددات الصحية نصحت وزارة الصحة الأهالي لتجنب مخاطر السمنة لدى الأطفال بتغيير السلوك الغذائي للطفل، وتعويده على عادات غذائية صحية، والابتعاد عن المكافأة والعقاب بالطعام، وتجنب المشروبات المُحلاة والغازية، وتصنيع الحلويات منزلياً للتحكم بكمية السكر المتواجدة فيها، إضافة إلى تقليص عدد الوجبات السريعة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية، وتجنب تناول الوجبات الغذائية أمام التلفاز أو شاشات الألعاب الإلكترونية، والابتعاد عن انتقاد الطفل واللجوء إلى تشجيعه على تبني عادات صحية ومكافأته على ذلك.
وشددت الوزارة على ضرورة ممارسة الطفل النشاط البدني من النوع متوسط القوة لمدة ساعة يومياً، مع الحرض على مراجعة الطبيب بشكل دوري لمتابعة الوزن والتأكد من علامات النمو بشكل سليم حسب العمر، واتباع جميع أفراد الأسرة للسلوكيات الصحية ليكونوا قدوة للطفل في تصرفاتهم.
يذكر أن الاتحاد العالمي للسمنة أبدى قلقه من ارتفاع معدلات السمنة في العالم، خاصة بين الأطفال وفي الدول منخفضة الدخل. وحسب تقرير الاتحاد لسنة 2023 فإن أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية سيعانون من زيادة الوزن بحلول عام 2035 .