أطلقت لجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية النسخة الثالثة من الحملة الوطنية للتوعية ضد الاحتيال المالي، تحت شعار خلك حريص وحرّص عليهم، وذلك بهدف توعية المجتمع السعودي بأكثر طرق الاحتيال المالي شيوعاً وأحدثها انتشاراً، والتي قد يتعرض لها مستخدمو الإنترنت في التعاملات المالية الرقمية.
وتتزامن الحملة مع الأسبوع العالمي للتوعية ضد الاحتيال، وتستهدف مختلف شرائح المجتمع خصوصاً الأكثر عرضة للاحتيال المالي، كالمهتمين بالاستثمار والباحثين عن العمل وكبار السن، من خلال إقناعهم بمواقع استثمار أو توظيف وهمية أو مستحقات مالية أو عروض مميزة، مع التأكيد المستمر على التحقق من صحة العروض والمواقع الإلكترونية، وعدم التجاوب مع أي شخص يطلب معلومات شخصية أو مصرفية، وتوعية الآخرين بهذه المخاطر.
وفي ظل انتشار الاحتيال المالي بكافة أشكاله واستهداف البيانات الشخصية للمستخدمين خصوصاً البيانات المصرفية والمالية، انطلقت الحملة في نسخها السابقة لتوعية المجتمع بمخاطر الاحتيال المالي، وحققت خلال السنوات السابقة نتائج وصول بلغت 161 مليون مشاهدة مع تفاعل أكثر من 20 مليون مستخدم مع محتوى ومخرجات الحملة.
اقرأ أيضاً: 5 بنوك إسلامية مميزة في المملكة العربية السعودية
لجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية أشارت إلى أكثر الطرق شيوعاً للاحتيال، وفي مقدمتها: انتحال مواقع مدارس تعليم القيادة سواء لاستخراج الرخصة بشكل رسمي أو دفع رسوم واستخراجها دون تدريب، شبكات التوظيف لعرض وظائف وهمية واستدراج الضحايا وطلب حساباتهم البنكية لتجميع الأموال وتحويلها إلى خارج المملكة، الاحتيال بانتحال شخصية أخرى، نشر عروض مضللة بالعملات وانتحال صفات شركات استثمارية، إضافة إلى إعلانات ترويجية وهمية لسلع وخدمات وحجوزات تحمل شعارات شركات معروفة تحوي روابط مزيفة بهدف استدراج الضحية والحصول على بيانات البطاقات البنكية لسرقتها.
ويحصل المحتال على معلومات الضحية من خلال إنشاء صفحة وهمية إلكترونية تقوم الضحية بالدخول إليها، وإدخال بياناتها البنكية المتعلقة باسم البنك واسم المستخدم وكلمة الدخول، وهو ما يمكن المحتال من سرقة هذه البيانات واستخدامها لاختلاس أموال الضحية وتحويلها لخارج المملكة.
وشددت اللجة على عدم تحوبل مبالغ مالية لمصادر مجهولة، وتفحص المواقع الإلكترونية بدقة، والتأكد من روابط المواقع الرسمية، والتأكد من هوية المتصل، والاحتفاظ بالمعلومات الشخصية وعدم مشاركتها في مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن استخدام برامج مكافحة الفيروسات والتجسس، وتحديث الرمز السري للأجهزة والبطاقات المصرفية لتحتوي حروف وأرقام ورموز ، وعدم نشر المواقع مجهولة المصدر عبر الهاتف، والحرص المستمر على متابعة العمليات البنكية.
ويأتي انتحال صفة حسابات شركات وهمية لسداد المديونيات في مقدمة حالات الاحتيال الأكثر انتشاراً، تليها طرق الاحتيال بالاستثمار الوهمي، إذ يتم انتحال أسماء شركات استثمار موثوقة لكسب ثقة العميل، أو انتحال صفة موظف البنك الذي يقود الضحية للإفصاح عن بيانات بطاقتها المصرفية، وتخويفها من إيقاف الحساب في حال لم يتم تحديث البيانات المتعلقة بها، إضافة لرصد الكثير من المواقع والحسابات المزيفة التي تنتحل أسماء شركات موثوقة، مثل شركات الشحن أو مكاتب توفير العمالة وغيرها.
اقرأ أيضاً: ما عقوبة الاحتيال المالي في السعودية؟
الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز أكد على ضرورة تشارك جميع الجهات الرسمية والمجتمعية لرفع الوعي التقني وتجنب أفخاخ المحتالين، إذ أطلق الاتحاد مجموعة من اختبارات التصيّد التي تستخدم مواقع إلكترونية مزيّفة بإعلانات مغرية، لاستدراج المستهدفين للدخول إليها وإقناعهم بإدخال بياناتهم الشخصية، ليتم فور تجاوبهم إرسال رسالة تنبيه إليهم تخبرهم أن هذه المواقع مزيفة، وتحذرهم من تكرار الخطأ مرة أخرى.
وانتشرت في الآونة الأخيرة حيلة تستهدف النساء السعوديات الراغبات في الحصول على رخص قيادة السيارات، إذ يتم انتحال صفة موقع وتطبيق «أبشر» الحكومي، ونشر إعلانات عبر مواوقع التواصل الاجتماعي عن التسهيلات التي يقدمها الموقع المزيف بهذا الشأن، بما يؤدي لاستدراج الراغبات في الحصول على رخص القيادة للدخول وتقديم الطلب عبر الرابط المزيف، وبالتالي القيام بسرقة بياناتهم النبكية .
إجراءات عاجلة لمحاربة ظاهرة الاحتيال المالي اتخذتها الجهات المعنيّة بالشأنين الأمني والمالي، جنباً إلى جنب مع الجهات التوعوية المجتمعية والمتخصصة في الجانب التقني وأمن المعلومات، والتركيز المستمر على شرح أكثر طرق الاحتيال شيوعاً والحيل الخفية التي يلجأ إليها المحتالون للإيقاع بالضحية، وصولاً إلى توعية كافة شرائح المجتمع بأهمية الحفاظ على سرية البيانات الشخصية وعدم إعطائها لأي كان.
وتعتبر السعودية الأقل في جرائم الاحتيال المالي عالمياً التي بلغ حجمها عالمياً 6.5 تريليونات دولار عام 2021، وتزداد نمواً بنسبة 15 في المائة، مع توقعات بأن يصل إلى 10.5 تريليونات دولار عام 2025.
اقرأ أيضاً: مبادرة أذكى U فرصة ذهبية لطلبة الجامعات من سدايا