في عالم يتسارع فيه الإيقاع السياسي وتتقاطع فيه المصالح الدولية، تقف السعودية بثبات على مسرح الدبلوماسية العالمية، وترسم ملامح جديدة للتعاون العسكري، وتعزز شراكاتها الاستراتيجية مع الدول، فمن الرياض إلى باكستان ونيجيريا، ومولدوفا، تكتب المملكة فصولاً جديدة من التفاعل البناء والشراكات الاستراتيجية.. إليكم التفاصيل!
بحث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء في السعودية، مع الفريق أول عاصم منير، قائد الجيش الباكستاني، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما في المجالات العسكرية، وجاء ذلك خلال لقاء جمعهما في مكتب ولي العهد بالرياض، حيث ناقشا مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وشهد اللقاء حضور شخصيات بارزة من الجانب السعودي، منهم الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ومستشار الأمن الوطني، وخالد الحميدان رئيس الاستخبارات العامة، ومحمد التويجري المستشار بالديوان الملكي، بالإضافة إلى الفريق أول ركن فياض الرويلي رئيس هيئة الأركان العامة، والسفير نواف المالكي لدى باكستان.
أما من الجانب الباكستاني، فحضر السفير أحمد فاروق، والعميد محمد عاصم الملحق العسكري بالسفارة الباكستانية في الرياض.
وعلى صعيد آخر، التقى الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، بقائد الجيش الباكستاني لمناقشة العلاقات التاريخية بين البلدين وأوجه التعاون العسكري والدفاعي، بالإضافة إلى استعراض مجالات تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.
اقرأ أيضاً: التعاون الدفاعي محور نقاش سعودي بريطاني في الرياض
وفي سياق منفصل، صرح الدكتور بلو محمد متولي، وزير الدولة النيجيري لشؤون الدفاع، عن قرب توقيع اتفاقيات عسكرية بين بلاده والسعودية تشمل برامج تدريب مشتركة ومبادرات لبناء القدرات، إلى جانب تعزيز التعاون الأمني في مجالات مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
وأشار الوزير النيجيري إلى أهمية الشراكة الاستراتيجية مع السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والأمن العالمي، موضحاً أن زيارته ركزت على تعزيز التعاون العسكري بين نيجيريا والمملكة، مع بحث فرص التعاون مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان.
كما أشار الوزير إلى زيارته مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض، حيث التقى بالأمين العام للتحالف، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث أوجه التعاون المشترك بين الدول الأعضاء، خاصة في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب.
وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، أكد متولي أن بلاده أحرزت تقدماً كبيراً في هذا المجال من خلال استراتيجيات متعددة، مشيراً إلى العمليات العسكرية الأخيرة التي أسهمت في تقليص أنشطة الجماعات المسلحة والقضاء على تنظيمات مثل «بوكو حرام» و«داعش» في نيجيريا.
اقرأ أيضاً: الصناعات الدفاعية محور تعاون سعودي إيطالي جديد
وفي سياق آخر، تناول متولي جهود نيجيريا في تعزيز الأمن الإقليمي من خلال استضافة مؤتمر لمكافحة الإرهاب، مؤكداً أن المؤتمر أسهم في تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية وشركائها الدوليين، مع التركيز على أهمية الشراكات الاستراتيجية لمواجهة التحديات الأمنية.
أمّا بشأن الأزمات الإقليمية، دعا الوزير النيجيري إلى تعزيز الدور العربي الأفريقي لحل النزاعات، مشدداً على ضرورة استخدام الدول العربية والأفريقية نفوذها داخل المنظمات الدولية لدعم الحلول العادلة، كما أكد أن نيجيريا تسعى دائماً لإيجاد حلول سلمية للأزمات، بما في ذلك الأزمة السودانية، من خلال الحوار والتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين.
وفيما يتعلق بفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان، أوضح متولي أن التنسيق الجيد والدعم الدولي هما عاملان أساسيان لضمان نجاح هذه الجهود، مشيراً إلى تفاؤل نيجيريا بشأن المبادرات الأفريقية لحل النزاعات في القارة.
وفي سياق آخر، وضمن إطار تعزيز التعاون الدولي، وقّعت المملكة العربية السعودية وجمهورية مولدوفا، اتفاقية شاملة تهدف إلى تعزيز التنسيق بين الحكومتين في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وجرى توقيع الاتفاقية خلال لقاء جمع الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، بنظيره المولدوفي ميخاي بوبشوي، في العاصمة الرياض، وشهد اللقاء مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول أبرز التطورات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة للتعامل معها.
اقرأ أيضاً: السعودية وفرنسا: ملفات ساخنة وتعاون مثمر