أطلقت هيئة التراث السعودية النسخة الثانية من معرض الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية “بنان” بمشاركة أكثر من 500 حرفي من 25 دولة حول العالم، وذلك بهدف الاحتفاء بالحرف اليدوية التقليدية ودعم الحرفيين اقتصادياً وتعزيز قدراتهم ومساعدتهم على عرض أعمالهم.
المعرض الذي تقام فعالياته في واجهة روشن بمدينة الرياض حتى 29 نوفمبر الجاري، يفتتح أبوابه لاستقبال الزوار طيلة أيام الأسبوع من الساعة 4 عصراً وحتى الساعة 11 مساءً، باستثناء يومي الاثنين والأربعاء من الساعة 10 صباحاً وحتى 11 مساءً.
وتتنوع الأجنحة والفعاليات التي يضمها المعرض بين قرية فنون الحرف، وجناح العروض الحرفية الحية، والمعرض الحرفي، وجناح ورش العمل الحرفية، ومنطقة التجارب التفاعلية، ومنصة رواد الأعمال والمؤسسات الحرفية، وجناح الطفل الذي يقدم أنشطة مخصصة للصغار، كما تتضمّن فئات الحرف بالمعرض: المشغولات الجلدية، والنسيجية، والخشبية، والمطرزة، والنخيلية، والمعدنية، والفخارية، والتجليد والتذهيب، والخط العربي والنقوش، والحلي والمجوهرات، والحرف اليدوية الداعمة.
وتسهم فعاليات معرض الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية في تعزيز التبادل الثقافي مع الدول الأخرى، والتعريف بتراث الممكلة وعاداتها وتقاليدها، إضافة لتعزيز الوعي بضرورة الحفاظ على الحرف اليدوية كجزء من التراث الثقافي غير المادي ونقلها للأجيال القادمة، وإتاحة الفرصة للزوار للتعامل المباشر مع الحرفيين لمعرفة مواد الحرف والأدوات المستخدمة واستخدامات القطعة المراد شرائها.
ومن الدول المشاركة في المعرض : الكويت، الإمارات، قطر، عمان، البحرين، مصر، الأردن، المغرب، المجر، باكتسان، أندونيسيا، كوريا، اليابان، اليونان، فرنسا، إيطاليا، الدنمارك، أيرلندا الشمالية، بريطانيا، المكسيك، تونس، بولندا، أذريبجان، سيريلانكا، والصين.
اقرأ أيضاً: الزي السعودي التراثي تقليد لا غنى عنه
ويشارك الحرفيون في معرض الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية بعرض وبيع منتجاتهم الحرفية وتقديم عروض حية لصناعة الحرفة الخاصة بهم، كما يشارك رواد الأعمال الحرفية والشركات والمؤسسات والجمعيات بعرض المنتجات الحرفية الخاصة بهم والتسويق لمتاجرهم، إضافة لمشاركة المصممين فعبر تقديم أفكار تصاميم لأعمال فنية حرفية لإبراز جماليات الحرف بعمل فني متميز.
وحددت هيئة التراث السعودية شروط حضور المعرض بموافقة حامل تذكرة الدخول على الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو والمقاطع الصوتية المسجلة التي قد يتم نشرها على شبكة الإنترنت، ويحظر دخول الحيوانات أو الأطعمة والمشروبات من خارج الفعالية، أو الكتب واللافتات وما في حكمها (البنرات، الصحف، الشعارات السياسية، الأعلام)، كما يمنع التدخين في كافة أنحاء الفعالية ومرافقها. ودخول كاميرات التصوير الفوتوغرافي والفيديو لمن لا يحمل التصاريح اللازمة.
وتشهد النسخة الثانية من معرض الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية فعاليات أوسع من النسخة الأولى التي شهدت مشاركة 11 دوله خليجية وعربية ودولية من خلال 100 جناح، تم فيها عرض تشكيلة واسعة من أبرز المنتجات اليدوية والأعمال الفنية التقليدية، إذ حصلت النسخة الأولى من المعرض على عدة جوائز عالمية منها جائزة باريس للتصميم الداخلي لعام 2024م، للتميز الذي حققته في استخدام جماليات الحرف اليدوية بأسلوب فني مبتكر، وإبراز القيمة الثقافية والإبداعية للحرف اليدوية.
اقرأ أيضاً: صناعة الخوص حرفة تراثية سعودية تروي تاريخ الأجداد
جهود حثيثة تبذلها المملكة العربية السعودية لصون تراثها الثقافي، إذ أعلن مجلس الوزراء السعودي اختيار عام 2025 ليكون عام الحرف اليدوية، بما يدعم المبادرات التي تطلقها المملكة لدعم الحرفيين السعوديين والتعريف بإبداعاتهم بشكل خاص، وتعزيز الهوية الوطنية والحفاظ على التراث الثقافي بشكل عام.
وفي هذا الإطار أطلقت وزارة الثقافة جائزة الحرف اليدوية لتكريم المبدعين في هذا المجال وتشجيع الشباب على الانخراط فيه، إضافة لجائزة إعلامية جديدة تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية الحرف اليدوية ودورها في التنمية المستدامة. وبحسب بيانات هيئة التراث السعودية، تقدر قيمة السوق السنوي للحرف والصناعات اليدوية في المملكة بـ 1.5 مليار ريال؛ بنسبة منتجات المحلية لا تتجاوز 20%، بما يؤكد ضرورة دعم وتطوير القطاع وتشجيع الاستثمار فيه.
وتتنوع الحرف اليدوية في المملكة بين حياكة الأنسجة كالسجاد والبطانيات والملابس التقليدية، وصناعة الخوص التي يتم فيها استخدام أوراق النخيل في صناعة السلال والحصير والمراوح، وصناعة المباخر من الخشب والنحاس والفضة، وصناعة الجلود التي يتم فيها استخدام جلود الإبل والبقر في صناعة الأحذية والحقائب والمحافظ والمنتجات الجلدية، وصناعة الملابس والتطريز، وصناعة الحلي من الذهب والفضة والأحجار الكريمة.
وتشتهر مناطق سعودية عديدة بصناعة الأواني من الفخار والصلصال، وصناعة شباك الصيد والقوارب الخشبية، ودلال القهوة من النحاس والفضة، وصناعة الخناجر التراثية من الحديد والفضة والنحاس.