بحث وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله السواحة خلال لقائه مالك منصة إكس (تويتر سابقاً) إيلون ماسك الشراكة القائمة بين الجانبين في مجالات الفضاء والذكاء الاصطناعي، وذلك في إطار الجهود السعودية لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات التقنية، ودعم الاقتصاد الرقمي الشامل في مجال الذكاء الاصطناعي بالسعودية.
وعقدت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ورشة عمل مع الجانب الأمريكي، بمشاركة أكثر من 20 جهة من القطاعين العام والخاص، لتعزيز الشراكة الرقمية بين البلدين ودعم الابتكار في قطاع الاتصالات، وتمكين الشراكات الاستراتيجية فيه، حيث شاركت في الورشة كبرى الشركات التقنية الأمريكية مثلQualcomm، Mavenir،AT&T، HP، NVIDIA، Intel، DISH، Echostar، Rakuten، Dell، Nokia.
وناقشت الشركات المشاركة في الورشة الفرص المرتبطة بتقنيات الشبكة الراديوية المفتوحة، والإجراءات الواجب اتخاذها لتطوير بنية تحتية رقمية تتصف بالمرونة والاستدامة، من خلال تحسين كفاءة الشبكات وتعزيز الابتكار في بنائها، والإسهام بشكل حيوي في نمو الاقتصاد الرقمي، إضافة لأهمية الشراكة الدولية في تطوير تقنيات المستقبل، وتعزيز مكانة الذكاء الاصطناعي بالسعودية كوجهة عالمية رائدة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات.
وتخطط المملكة العربية السعودية، التي تسعى لأن تصبح من بين أقوى 15 دولة على مستوى العالم رائدة في التكنولوجيا الحديثة، إذ حققت المركز 14عالمياً والأولى عربياً من بين 83 دولة في العالم، في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي المعتمد من منظمة الأمم المتحدة، كما واصلت تصدرها أيضاً للمركز الأول عالمياً في معيار الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي، والمركز السابع عالمياً في معيار التجارة بالذكاء الاصطناعي، وهو ما يؤكد التزام المملكة العربية السعودية بحصد مراتب عالمية متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي وتطوير القدرات الوطنية في هذا المجال.
اقرأ أيضاً: كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في جهود السعودية للاستدامة؟
وصدر المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي عام 2019 من قبل شركة تورتويس إنتليجينس العالمية التي تملك مجلساً استشارياً عالمياً يضم خبراء في الذكاء الاصطناعي من مختلف أنحاء العالم، حيث يصنف هذا المؤشر الدول وفق سبعة مؤشرات: الاستراتيجية الحكومية، والبيئة التشغيلية، والبنية التحتية، والأبحاث، والتطوير، والكفاءات، والتجارة، ويتفرع منها 122 معياراً تشارك فيه 83 دولة.
وكانت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وقعتا اتفاقية تعاون استراتيجي في مجال استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية، والتي تنص على تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الفضاء والاستكشاف العلمي، والاستثمار المشترك في علوم الفضاء والأرض والملاحة الجوية والمهمات الفضائية والتعليم، وإنشاء الإطار القانوني اللازم لتعزيز هذا التعاون وتبادل الخبرات وتطوير برامج مشتركة، الأمر الذي من شأنه تمكين المملكة من اغتنام كافة الفرص المتاحة لتحقيق التقدم العلمي والتقني.
الاتفاقية التي وقعها الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء السعودية الدكتور محمد التميمي، ومدير وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” بيل نيلسون؛ أكدت على تنفيذ البرامج المتفق عليها في مختلف الاستخدامات مثل الرحلات الجوية وحملات المناطيد وتبادل البيانات العلمية والمشاركة في ورش العمل والاجتماعات المشتركة، إضافة للأنشطة التي من شأنها تعزيز التعاون والتقدم في مجال الفضاء.
اقرأ أيضاً: هاكاثون الرياض 2024… دعم مبادرات الشباب في الذكاء الاصطناعي وتسخيرها في بناء المشاريع الابتكارية
تقارير حكومية أشارت إلى أن 39% من الجهات الحكومية في المملكة تستخدم أو تجرّب تقنيات الذكاء الاصطناعي، بينما أكدت 81% من هذه الجهات بأن هذه التقنيات قد ساعدتها في تعزيز وتقديم خدماتها.
وتخطط السعودية لإطلاق مشروع جديد في مجال الذكاء الاصطناعي بتكلفة 100 مليار دولار، يقوم على الاستثمار في مراكز البيانات والشركات الناشئة والبنية التحتية اللازمة لتطوير الذكاء الاصطناعي، واستقطاب المواهب وتحسين البيئة المحلية للتكنولوجيا، وتشجيع شركات التكنولوجيا العالمية على الاستثمار فيها، وسيتم إنشاء المشروع بهيكل مماثل لصندوق آلات الذي يبنيه صندوق الاستثمارات العامة، وغوغل التابع لشركة ألفا بيت الذي يركز على التصنيع المستدام برأس مال 100 مليار دولار
رؤية 2030 جعلت من الذكاء الاصطناعي بالسعودية هدفاً لتنويع الإيرادات خارج الوقود الأحفوري، وصولاً لمرحلة تصبح فيها من بين أفضل 15 دولة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أطلقت مراكز بحثية رئيسية وهيئات مخصصة للذكاء الاصطناعي وأنتجت نماذج لغة كبيرة مماثلة لـ Chat GPT.
يذكر أن السعودية اهتمت بالذكاء الاصطناعي منذ وقت مبكر حينما صدر أمر ملكي عام 2019 بإنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” لتكون المرجع الوطني في كل ما يتعلق بهما من تنظيم وتطوير وتعامل.