بعد أسبوع واحد فقط، يضيء العاصمة السعودية الرياض حدثٌ تراثي ممتع، وهو المهرجان الدولي للألعاب الشعبية، الذي سيقام في أرض «كافد» شرق مركز الملك عبدالله المالي.
من 19 إلى 25 ديسمبر، سيغوص زوار المهرجان في عالم من الألعاب التقليدية المتنوعة من البلدان المختلفة، ولن يقتصر الأمر على مشاهدة هذه الألعاب فحسب، بل ستكون هناك فرصة للمشاركة فيها بنشاط، ما يتيح للجميع تجربة مباشرة للتراث الغني الذي تحمله كل ثقافة إلى هذا الحدث.
فعاليات المهرجان الدولي للألعاب الشعبية
تبرز في هذا المهرجان منطقة مميزة تُدعى منطقة الحرف اليدوية، وفيها يمكن للزوار استكشاف كنوز من الأعمال الفنية التي أبدعها الحرفيون المحليون من مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، إضافة إلى الحرفيين من البلدان المشاركة، تقدم هذه المنطقة لمحة ساحرة عن الفولكلور والتقاليد الغنية التي تشكلت عبر الزمن، وتسلط الضوء على التنوع الثقافي الذي يثري العالم.
يُعرض في هذه المنطقة أيضاً سلع يدوية رائعة، بدءاً من المنسوجات المعقدة وصولاً إلى الفخار والأعمال الخشبية الرائعة، كل قطعة تحكي قصة، وتعيد إحياء التاريخ.
أما منطقة الحارات، فتمنح ضيوفها فرصة للتجول بين واجهات مباني مناطق المملكة، ليتمكنوا من اكتشاف الثروة الغنية للتنوع التراثي العمراني، وتجسد هذه المنطقة الألعاب الشعبية والتراثية، التي تتيح فرصة استكشاف الألعاب التقليدية القديمة والتعرف على تطورها عبر الزمن، وتخلق أجواءً مميزة تعكس الروح الثقافية للمملكة.
كما تقدم «أسرار الفاو» تجربة تفاعلية مميزة، تكشف النقاب عن أسرار قرية الفاو الأثرية، آخذةً الزوار في مغامرة استكشافية تأخذهم إلى أعماق التاريخ وتفاصيله المثيرة.
اقرأ أيضاً: الدحَّة السعودية تراث شعبي يروي قصص الأجداد
إلى جانب الألعاب، سيحتوي المهرجان على ورش عمل مبتكرة تتيح للزوار تعلم كيفية صناعة الألعاب وابتكار ديكورات منزلية مستلهمة من التراث الشعبي، إضافة إلى ذلك، ستعرض «أركان الحرف» منتجات الحرفيين المتخصصين من مختلف مناطق المملكة، بمشاركة العديد من الدول، ما يسهم في إثراء التنوع التراثي ويعزز من روح التعاون الثقافي.
يضم المهرجان أيضاً جناح «عام الإبل 2024»، الذي يقدم تجربة بصرية مدهشة للزوار للتعرف على الإبل كرمز ثقافي عميق في المملكة، هنا، ستتاح لكم الفرصة لاستكشاف الأهمية الرمزية للإبل في التراث السعودي ودورها المحوري في تشكيل الثقافة السعودية على مر العصور.
ومن خلال المعارض والعروض التفاعلية، سيسلط هذا الجناح الضوء على العلاقة العميقة بين الإبل وشعب المملكة، مُظهراً كيف لا يزال هذا الحيوان المهيب يؤثر على التقاليد والفن والحياة اليومية.
اقرأ أيضاً: صناعة الخوص حرفة تراثية سعودية تروي تاريخ الأجداد
الاحتفاء بالتراث السعودي
عموماً، يعد المهرجان الدولي للألعاب الشعبية منصة حيوية تحتفي بتراث المملكة العريق، حيث يستعرض الألعاب التي ابتكرها المجتمع قديماً لتوفير الترفيه، والتي أصبحت مع مرور الزمن جزءاً أساسياً من الهوية الثقافية للمملكة، كما يساهم المهرجان في تسليط الضوء على القيمة الثقافية الغنية للألعاب الشعبية، من خلال تقديمها وتعريفها لمختلف شرائح المجتمع، لتعزيز ارتباطهم بتراثهم.
وتسعى هيئة التراث المنظمة للمهرجان، إلى إبراز أهمية الألعاب الشعبية كجزء من التراث غير المادي، حيث تهدف إلى توثيقها بصرياً وذهنياً، ودعم التراث الشعبي لضمان استدامته للأجيال القادمة.
وهيئة التراث هي الجهة المسؤولة عن الأنشطة المتعلقة بقطاع التراث والآثار في المملكة العربية السعودية، فهي تتولى حماية هذا القطاع واستكشافه وتهيئته وصيانته وترميمه وإدارته للحفاظ عليه، يشمل عمل الهيئة القرى والمدن والأحياء، إضافة إلى الحرف والصناعات التقليدية، والمباني التراثية والمعالم التاريخية، والتراث غير المادي.
اقرأ أيضاً: المرقوق على الطريقة النجدية نكهة أصيلة بالتراث سعودي
وتعد المهرجانات في المملكة العربية السعودية إحدى القطاعات الثقافية المتقدمة، إذ تشمل مجموعة متنوعة من الفعاليات المتخصصة ذات الصلة بالأنشطة الاقتصادية والسياحية والفنية والزراعية والتراثية، والتي تسهم في تعزيز جودة الحياة في السعودية، وتعكس رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى بناء مجتمع حيوي، يتيح للجميع فرصة العيش حياة كريمة وسعيدة.
ومن أهم المهرجانات الثقافية في السعودية يوجد مهرجان الجنادرية، المعروف أيضاً باسم المهرجان الوطني للتراث الشعبي والثقافة، وهو يجسد التراث السعودي العريق في صورة حية نابضة بالحياة، تأسس عام 1985، وتم اختيار قرية الجنادرية التراثية كموقع مثالي لإقامته، نظراً لقيمتها التاريخية والمعمارية المميزة.
ويعكس مهرجان الجنادرية بوضوح صورة التراث السعودي، ويُقام في أوقات اعتدال المناخ، وخاصةً في الأشهر الأولى من السنة الميلادية، حيث تستمر فعالياته لمدة أسبوعين.
هذه المهرجانات الثقافية، سواء مهرجان الجنادرية أو المهرجان الدولي للألعاب الشعبية أو غيرها، لها أهمية كبيرة في الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز الترابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع، كما تعد محركاً قوياً للسياحة في المملكة، حيث تجذب أعداداً كبيرة من الزوار من داخل البلاد وخارجها، ما يعزز من مكانة المملكة كوجهة ثقافية وسياحية مميزة.
اقرأ أيضاً: مهرجان السدو موروث شعبي يربط الأجيال