خلال حملة احرس كليتيك التي أطلقتها شبكة القطيف الصحية على كورنيش دارين، سُلِّط الضوء على أهمية التوعية بأمراض الكلى والفشل الكلوي، بمشاركة واسعة من 20 ركناً متخصصاً وأكثر من 100 متطوع، حيث قدموا معلومات قيمة ونصائح هامة حول كيفية الوقاية من أمراض الكلى.
وفي حديثه خلال فعاليات الحملة، أشار الدكتور أمين أبوالرحي، استشاري أمراض باطنية والكلى ورئيس وحدة الكلى بمستشفى القطيف المركزي، إلى وجود حوالي 20 ألف مصاب بالفشل الكلوي في المملكة، معبراً عن أمله في أن 30% منهم مؤهلون للاستفادة من تقنية الغسيل البريتوني كبديل عن الغسيل الدموي.
الغسيل البريتوني يمثل خياراً مميزاً للمرضى، إذ يمكن إجراؤه في المنزل، ما يمنح المريض شعوراً بالاستقلالية، كما تقلل من مضاعفات العلاج، وتتم العملية باستخدام جهاز خاص يقوم بفلترة الدم عبر غشاء البطن، ويمكن للمريض أو أحد أفراد أسرته القيام بهذه الإجراءات بسلاسة.
ولفت الدكتور أبوالرحي إلى أن العديد من الأشخاص لا يدركون هذا الخيار العلاجي المهم، رغم أن نسبة كبيرة من مرضى الفشل الكلوي يمكنهم الاستفادة منه كبديل للغسيل الدموي التقليدي، الذي يتطلب زيارات متكررة للمستشفى، كما بين أن الوسيلة المثلى للحد من الزيادة المستمرة في أعداد المصابين بالفشل الكلوي تكمن في تعزيز الوعي بأهمية إجراء الفحوصات المنتظمة لوظائف الكلى، مؤكداً على ضرورة اتباع عادات غذائية صحية.
اقرأ أيضاً: تجارب العلاج بالخيل في السعودية صهوة أمل للمرضى
وتابع الطبيب أن الفشل الكلوي يعد من الأمراض الصامتة التي تتسلل إلى جسم الإنسان بخفاء، فغالباً ما لا تظهر أعراضه إلا بعد فترة من الزمن، ما يجعل الكشف المبكر أمراً مهماً، إن إدراك هذه المخاطر والتصرف المبكر يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في حياة المرضى، ويعزز فرصهم في الحفاظ على صحة كليتيهم.
وتحدث الدكتور أبوالرحي عن أسباب أمراض الكلى، ومن أبرزها مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى مرض الكلى متعدد الأكياس، والتهاب الكبيبات، كما أشار إلى أن سوء استخدام المضادات الحيوية ومسكنات الآلام، فضلاً عن بعض الأمراض الوراثية، تلعب دوراً أيضاً في تفشي هذه الأمراض.
وأكد على أهمية التعريف بخيارات علاج الفشل الكلوي، التي تتجاوز مجرد الغسيل الدموي، لتشمل أيضاً الغسيل البريتوني، محذراً بنفس الوققت من الزيادة المتوقعة في أعداد مرضى غسيل الكلى خلال السنوات القادمة، مؤكداً على أهمية الدعم النفسي لمرضى الكلى، حيث تشارك مستشفى إرادة في الحملة لتقديم خدمات الدعم النفسي والتوجيه للزوار، فالعلاج الطبيعي والوظيفي يساعد مرضى الكلى على تجاوز الاكتئاب والحفاظ على نشاطهم البدني، ما يسهم في تعزيز قدرتهم على الاعتماد على أنفسهم وممارسة حياتهم بطريقة طبيعية.
اقرأ أيضاً: المجلس الصحي السعودي: احذروا المكملات الغذائية دون طبيب
نصائح مهمة لمرضى الفشل الكلوي
وفي السياق ذاته، أكدت كريمان المسري من قسم الغسيل الكلوي بمستشفى القطيف المركزي، على أهمية الغسيل البريتوني لمرضى الفشل الكلوي، حيث يساهم في الحفاظ على وظائف الكلى المتبقية، كما أوضح الدكتور سعيد الغامدي من قسم الطب النفسي المنزلي بمجمع إرادة، أهمية توفير الدعم النفسي لمرضى الكلى، إضافة إلى ضرورة مراجعة الأدوية التي قد تؤثر سلباً على وظائف الكلى.
بدوره، حذر الصيدلي ماجد الطويلب من مخاطر سوء استخدام بعض الأدوية التي قد تؤدي إلى القصور أو الفشل الكلوي، مؤكداً على ضرورة الالتزام بالجرعات الموصى بها.
منى عبد رب النبي من قسم مكافحة العدوى، شددت كذلك على أهمية أخذ لقاح الإنفلونزا، كإجراء وقائي لحماية المرضى من مضاعفاتها، وأكدت الممرضة فدا المحسن على الإقبال المتزايد على ركن “إعرف أرقامك”، الذي يقدم مجموعة متنوعة من الفحوصات الصحية، ما يعكس وعي المجتمع بأهمية الفحص الدوري.
أما الدكتور حسين الباقر، طبيب الأسنان، فنصح بضرورة الاهتمام بصحة الفم والأسنان، نظراً لارتباطها الوثيق بصحة الكلى، خاصةً لدى مرضى القصور الكلوي.
ولفتت ليلى العنكي، أخصائية الأمراض المزمنة ومثقفة السكر، إلى أهمية الفحص المبكر لاعتلالات الكلى، مشددة على دور السكري في زيادة مخاطر الإصابة بها، وضرورة الالتزام بالعلاج والمتابعة الدورية للحفاظ على الصحة العامة.
اقرأ أيضاً: قصة نجاح الدكتور هاني الجهني
ما هو الفشل الكلوي؟
الفشل الكلوي هو حالة تفقد فيها الكلى قدرتها على تصفية الدم من الفضلات وإخراج المخلفات السائلة عبر البول، يؤدي ذلك إلى اختلال توازن مستوى الماء والأملاح والمعادن في الجسم، ما يتسبب في اضطرابات خطيرة تهدد الحياة إذا لم تُعالج فوراً.
ويمكن أن يكون الفشل الكلوي مفاجئاً أو مزمناً، يحدث الفشل الكلوي المفاجئ بشكل سريع، خلال أيام قليلة، حيث يقل عدد مرات التبول أو قد يتوقف تماماً، وقد يُصاحب ذلك تورم في الساقين والقدمين، وفقدان للشهية، وغثيان، ودوخة، وخمول، في بعض الحالات، يشعر المريض بألم في الظهر أو منطقة القفص الصدري، وقد يعاني من ضيق وسرعة في التنفس بسبب تراكم السوائل في الرئتين. إذا تفاقمت الأعراض، يمكن أن يؤدي ذلك إلى نوبات التشنج أو فقدان الوعي.
أما الفشل الكلوي المزمن فهو حالة تتميز بانخفاض شديد في وظائف الكلى على مدى فترة طويلة، في مرحلته الأخيرة، تصبح الكلى غير قادرة على إخراج الفضلات، مما يعرض المرضى لعدة مضاعفات مثل فقدان الوزن، اضطرابات التبول، فقر الدم، ومشاكل في الجهاز العصبي، إضافة إلى إمكانية حدوث الوذمة الرئوية.
عندما يصل الفشل الكلوي المزمن إلى مراحله المتقدمة، يصبح من الضروري البحث عن علاج بديل لتعويض وظائف الكلى، مثل غسل الكلى، الذي يتم باستخدام أجهزة طبية مخصصة لتصفية الدم من الشوائب.
اقرأ أيضاً: ملاك الثقفي طبيبة سعودية أسهمت في تطوير فهم الأمراض الوراثية وتطبيقات الطب الجينومي