افتتح وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودي، المهندس صالح بن ناصر الجاسر، الأحد، فعاليات مؤتمر سلاسل الإمداد 2024، الذي يقام تحت شعار “نبني إرثاً لوجستياً يستشرف المستقبل”، وتحتضنه العاصمة الرياض على مدى يومي 15 و16 ديسمبر الجاري، بمشاركة نخبة من الخبراء وصناع القرار والمهتمين والمختصين في مجال الخدمات اللوجستية من مختلف أنحاء العالم.
وكشف وزير النقل خلال كلمته الافتتاحية أن السعودية نجحت في جذب الاستثمارات من الشركات العالمية الكبرى في القطاع اللوجيستي، مشيراً إلى توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية بالمواني باستثمارات تجاوزت 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).
وقال الجاسر إن المملكة لعبت دوراً محورياً في تعزيز كفاءة سلاسل الإمداد العالمية، مشيراً إلى أن هذا النجاح كان نتيجة للاستفادة من الإمكانات اللوجيستية المتنامية التي تتمتع بها السعودية، والتي تشمل شبكة متقدمة من المطارات والمواني عالية الكفاءة، بالإضافة إلى السكك الحديدية والطرق البرية التي تسهم في تسهيل وتسريع عمليات الشحن والتصدير.
وبيَّن أن قطاع النقل والخدمات اللوجيستية في السعودية استمر في تحقيق نمو كبير، متجاوزاً التحديات التي يشهدها العالم في مختلف المناطق، موضحاً أن المملكة حافظت على جاهزيتها في سلاسل الإمداد والتوريد العالمية، وذلك من خلال التطور الملحوظ الذي شهده القطاع محلياً.
وفيما يخص التطورات الأخيرة، أشار الجاسر إلى أن المملكة واصلت تقدمها في التصنيف الدولي في مناولة الحاويات خلال عام 2024، وسجّلت 231 نقطة إضافية في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وأُضيف 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن، مما يعكس دور المملكة الفاعل في تيسير حركة التجارة العالمية ودعم قطاع الخدمات اللوجيستية.
وأكد الجاسر أن إطلاق ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، المخططَ العام للمراكز اللوجيستية والمبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد يعكس الاهتمام الكبير الذي يحظى به القطاع من الحكومة.
ووفق وزير النقل، فإن السعودية تستهدف رفع عدد المناطق اللوجيستية إلى 59 منطقة بحلول عام 2030، مقارنة بـ22 منطقة حالياً، ما يعكس التزام المملكة بتطوير بنية تحتية لوجيستية متكاملة تدعم الاقتصاد الوطني، وتعزز من مكانتها مركزاً لوجيستياً عالمياً
ويستهدف مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية، مناقشة المستهدفات المراد تحقيقها والوصول لها، وتعزيز الاقتصاد السعودي، وجعل المملكة مركزاً رئيسياً يربط بين القارات الثلاث، وذلك وفق رؤية المملكة 2030، وخلق مجموعة من الفرص التجارية، وفتح المجال أمام تقديم العروض واكتساب الرؤى وتوجهات السوق، وتأهيل الحضور للانخراط وقيادة سوق العمل.
يذكر أن المؤتمر يستضيف نخبة من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها، كما يتضمن برنامج المؤتمر مجموعة من الجلسات الحوارية، بالإضافة إلى ورش العمل المصاحبة، وركن ريادة الأعمال، كما تم استحداث منصة تهدف إلى تمكين المرأة السعودية في قطاع سلاسل الإمداد، حيث تقدم هذه المنصات فرصاً تدريبية وتطويرية لتعزيز مساهمة المرأة في الاقتصاد السعودي، وفتح آفاق جديدة لها في المجالات الحيوية.
يقام المؤتمر بالشراكة مع مجموعة من كبرى الشركات المحلية والعالمية الرائدة في قطاع الخدمات اللوجستية وسلاسل الإمداد، على رأسها أرامكو السعودية، الوطنية والخدمات اللوجستية” والشركة السعودية للكهرباء، الرعاة الرئيسيين، والعديد من الشركات والجهات رعاة استراتيجيين وماسيين وتعليميين وعلميين وتقنيين، حيث تقدم هذه الشراكات نموذجاً مثالياً للتعاون بين القطاعين العام والخاص، عبر استعراض التجارب المختلفة، وأفضل السبل لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها، بما يسهم في تطوير القطاعات المستهدفة المرتبطة بها.
وتلعب المملكة دوراً فاعلاً على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد، حيث شهد القطاع خلال الفترة الماضية تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية، تحقيقاً لمستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، حيث قفزت المملكة 17 مرتبة في المؤشر اللوجستي العالمي الصادر عن البنك الدولي، كما استثمرت كبرى الشركات العالمية اللوجستية في الموانئ السعودية، لجاذبيتها الاستراتيجية والاقتصادية، مما يعزز كفاءة القطاع اللوجستي وسلاسل الإمداد بالمملكة.
اقرأ أيضاً: تعزيز الاستدامة يتصدر المشهد وهذه توصيات كوب 16