تشتهر المملكة بعدد من أكلاتها المميزة ومحاصيلها الخاصة، لا سيما أن أرض نجد تمتاز بكثرة برقها وهطول أمطارها الغزيرة وهو ما يسهم في تشكل الفقع وهو المحصول السماوي، الذي ينتمي لفصيلة الفطريات الصحراوية، وله اسم آخر في باقي دول الخليج العربي وهو الكمأة.
يحضر الفقع على مائدة السعوديين بسهولة وسرعة، فطرق التحضير لا تشمل الكثير من المراحل وهو كمادة غذائية سهل التحضير، فإلى جانب البصل المفروم والزيت النباتي والثوم والطماطم، والبهارات المتنوعة كالكركم والكمون والكزبرة وإضافة الفلفل الاسود مع الملح، وكوبين من الماء وعصير الليمون قبل النضج يصبح طبق الفقع الصحراوي جاهزاً.
اقرأ أيضاً: شوكولاتة البدو ما هي طريقة التحضير؟
ولأن الفقع محصول لذيذ، يحظى بشعبية واسعة، ويشهد موسم الحصاد بعد الأمطار إقبالاً شديداً من أهالي المناطق التي يباع فيها ليكون على موائدهم، ومن بين التفاصيل المهمة في تحضير الفقع عملية الغسل الدقيقة، فهو محصول ينمو تحت الأرض بشكل تام، وحصاده يكون بالنبش، ولهذا تمتلأ مسام الفطر المميز بالحصى والتراب، الأمر الذي يتطلب طريقة غسل خاصة، من خلال التقشير والنقع وتغيير الماء لعدد من المرات، إلى جانب إحداث شق عامودي في أعلى الثمرة ووضعها تحت الماء حتى تنظف تماماً، وفي هذه المرحلة لا ينبغي ان يتم قسم الثمرة بل فقط عمل فتحة فيها.
وبينما تنتهي عملية الغسل يمكن وضع الفقع في مصفاة والاستعداد لعملية الطبخ، وأول المراحل تسخين الزيت وإضافة البصل والثوم المهروس وتحميرهما حتى يتحولا إلى اللون الذهبي.
بعد ذلك يصبح بالإمكان إضافة الطماطم مع الاستمرار في التقليب للمكونات، لمدة لا تتجاوز الخمسة دقائق، وعندما تصبح الطماطم مطهية يمكن إضافة الكمون والكزبرة والملح والفلفل والكركم مع التحريك، وبعد أن يتشرب المزيج النكهات بالتساوي تأتي مرحلة إضافة حبات الفقع، مع إضافة الماء الساخن وتغطية القدر لانتظار أن ينضج، والمدة المتوقعة للطهي لا تتجاوز الثلاثين الى أربعين دقيقة.
اقرأ أيضاً: كيفية استخراج تراخيص من هيئة فنون الطهي
من الجدير بالذكر أن الفقع يجب أن يصبح طرياً وسهل القطع عند الاستواء، ويتم سكبه ساخناً مع إضافة عصير الليمون على وجهه عند الانتهاء، ما يمنحه نكهة منعشة ومميزة.
ويؤكل الفقع عادة إلى جانب الأرز والسلطة، وهو من الأطباق اللذيذة والمفيدة، فهو يحتوي على الكثير من الفيتامينات والمعادن، إلى جانب غناه بالألياف.
وفي سياق منفصل يصل سعر صندوق الفقع إلى حوالي 3 آلاف ريال سعودي، ولكن على الرغم من أن تكلفته عالية نسبياً، إلا أن السعوديين ولاسيما سكان منطقة الحدود الشمالية لا يتنازلون عن تناوله، لما يحمله هذا المحصول من سعادة سماوية من وجهة نظر كثيرين.
والوقت الأمثل لحصاد الفقع يكون بعد فصل الشتاء، وأوائل الربيع، وعادة ما ينبت في الصحاري ومن أسمائه إلى جانب الكمأة بنت الرعد، وهو من أثمن أنواع الفطريات، ويتشكل إلى جانب نباتات معينة تدل عليه، أو عند جذور الأشجار الضخمة كشجرة البلوط، ويتشكل في العموم على هيئة كروية لحمية رخوة.
والفقع ذو سطح أملس أو ذي درنات، وبالنسبة للونه فهو يتراوح ما بين الأبيض إلى الأسود، بأحجام متفاوتة تبدأ بحجم حبة البندق ولا تنتهي عند حجم حبة البرتقال.
وبالنسبة للأسعار فهي تترواح ما بين 250 إلى 600 ريال سعودي للكيلو غرام الواحد، وفي بعض الأماكن يباع الفقع بمائتي ريال لا أكثر.
إقرأ أيضاً: رحلة ممتعة في عالم الأطباق النجدية الشعبية
وعادة ما ينطلق البحث عن الفقع في النصف الثاني من شهر يناير من مطلع كل عام، ويتركز البحث في المناطق التي شملت هطولات مطرية مكثفة، ومن أكثر أنواع الفقع أو الكمأة انتشاراً في المملكة الكمأة الخلاسية وعادة تكون مائلة للون الأبيض، والكمأ الزبيدي وهو نوع ناصع البياض.
وبالطبع ليست عملية الحصاد بالأمر المعقد، فهناك دلائل وعلامات تقود الباحثين عن الكمأة في الصحراء، لعل أهمها وجود نبتة الرقة، وهي عبارة عن أشجار صغيرة تنتشر في صحاري المملكة، وما يدل على وجود الفقع، حدوث انتفاخات في التربة تشير إلى وجودها.
وعادة ما يترتبط تشكل الفقع بحدوث الرعد، وهذا السبب في الاعتقاد بأنه محصول سماوي، لأنه يتشكل لوحده ومن الصعب زراعته.
وفي الختام لابد من الإشارة إلى أن الكمأة محصول عزيز في أغلب دول العالم وتنشط تجارته بوصفه أحد المحاصيل الثمينة التي يفتتح كثير من الناس لها مطاعم وأسواق خاصة، لاسيما في فرنسا.