شهر واحد فقط يفصلنا عن استقبال حدث ثقافي استثنائي في جدة، عروسة البحر الأحمر، وتحديداً في صالة الحجاج الغربية بمطار الملك عبد العزيز الدولي، هذا الحدث المميز هو بينالي الفنون الإسلامية، الذي يستمر حتى 25 مايو 2025، حيث يلتقي الفن بالإلهام الروحي في موقع يعد بوابة ضيوف الرحمن لأداء مناسك الحج والعمرة.
مؤسسة بينالي الدرعية، المنظمة للحدث، اختارت عنوان «وما بينهما» للنسخة الثانية من البينالي، والتي ستتيح للزوار استكشاف جمال الفن الإسلامي وإبداعاته الفريدة، ودوره البارز في تشكيل الثقافة العالمية.
وبهذه المناسبة، أكد الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة في المملكة العربية السعودية ورئيس مجلس أمناء مؤسسة بينالي الدرعية، على قدرة الفن في إحداث تحولات جوهرية تسهم في بناء مجتمع مزدهر ونابض بالحياة، في ظل الدعم والتمكين الذي تشهده المملكة للقطاعات الثقافية، تواصل مؤسسة بينالي الدرعية جهودها الحثيثة لرعاية التعبير الثقافي وتعزيز الثقافة والفنون، بهدف إثراء الحراك الفني العالمي من خلال مبادراتها القيمة.
وأضاف وزير الثقافة: «بعد النجاحات البارزة التي حققها بينالي الفنون الإسلامية في نسخته الأولى، يعود قريباً بطموحات أكبر، سنعمل على توسيع شراكاتنا في النسخة الثانية، والتي ستجمع مجموعة متنوعة من المؤسسات الفنية والثقافية، والرعاة، والفنانين من المملكة وباقي دول العالم التي تحتضن ثقافات إسلامية متعددة».
اقرأ أيضاً: أشهر الرسامين السعوديين الذين أسسوا مسار الفن السعودي
ستتضمن هذه النسخة من بينالي الفنون الإسلامية سبعة أقسام متميزة: البداية، المدار، المقتني، المظلة، المكرمة، المنورة، والمصلى، وستتوزع هذه الأقسام عبر صالات عرض ومساحات خارجية متنوعة، تمتد على أكثر من 100,000 متر مربع، لتوفر تجربة فنية غنية ومتنوعة للجميع.
يقود الحدث مجموعة مميزة من ثلاثة مدراء فنيين بارزين: الدكتور جوليان رابي، المدير السابق للمتحف الوطني للفن الآسيوي التابع لمؤسسة سميثسونيان، والدكتور أمين جعفر، مدير مجموعة آل ثاني، والمؤرخ والمؤلف الدكتور عبدالرحمن عزام، أما الفنان السعودي مهند شونو، فسيتولى دور القيم الفني لأعمال الفن المعاصر.
سيقدم البينالي رؤية فريدة حول استمرارية الثقافات رغم تغير الأزمنة والظروف، مستشهداً بالتحولات التي تشهدها المملكة العربية السعودية وتأثيراتها على العالم بأسره، ومن هذا المنطلق، سيسعى البينالي إلى إبراز الأعمال التاريخية والمعاصرة في حوار متناغم ومترابط، سواء في صالات العرض الداخلية أو في المساحات الخارجية.
في صالة الحجاج التي تستمد أهميتها من كونها صرح عمراني شُيد لخدمة ضيوف الرحمن، سيعرض مجموعة من أهم كنوز الحضارة الإسلامية جنباً إلى جنب مع أعمال فنية معاصرة مبتكرة، وستتجلى هذه السلسلة الغنية في تواصل العطاء الفني الذي يميز الحضارة الإسلامية، من أجل استكشاف سبل التعبير الفني عن الإيمان من خلال الحس والفكر والإبداع.
اقرأ أيضاً: العلا تحتضن المشروع الثقافي السعودي الفرنسي
سيشهد الحدث كذلك مشاركة أكثر من 30 مؤسسة فنية من مختلف أنحاء العالم، مثل متحف اللوفر في باريس، ومتحف الفن الإسلامي في الدوحة، ومتحف فيكتوريا وألبرت في لندن، ومعهد أحمد بابا للتعليم العالي والبحوث الإسلامية في تمبكتو، والمكتبة السليمانية في إسطنبول.
إضافة إلى ذلك، تساهم مؤسسات رائدة من المملكة في البينالي، مثل مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء” في الظهران، ومجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية في المدينة المنورة، ومكتبة الملك فهد الوطنية في الرياض.
وكانت بينالي الدرعية قد كشفت عن قائمة الفنانين المشاركين في دورة 2025، حيث تضم مجموعة متنوعة من الأسماء اللامعة في عالم الفن، ومن بين هؤلاء الفنانين فاطمة عبدالهادي وبلال علاف، ناصر الزياني وأحمد عنقاوي، كما يشارك عبد القادر بن شامة، وغابرييل تشايلي، وسعيد جبعان، ولويس غيوم، وجوانا حاجي توما وخليل جريج.
تتضمن القائمة أيضاً بشائر هوساوي، وهايلوزويك ديزايرز (هيمالي سينغ سوين وديفيد سوين تابيسير)، ونور جعودة، وتمارا كالو، ورايا قسيسية، وآصف خان، ولوسيا كوخ، وتاكاشي كوريباياشي، وأحمد ماطر، ومهدي مطشر، وتيمو ناصري، وحياة أسامة، ونوهيمي بيريز، وعمران قريشي، وأنهار سالم، وغيرهم الكثير.
ويستلهم الفنانون أعمالهم من عناصر دائمة، كما يركزون على خلق تجارب قريبة من قلب الزائر، لتأمل موضوعات مثل المكان والزمان والنور، في محاولة لتقديم رؤية عميقة حول كيفية الحفاظ على الثقافة واستمراريتها، من خلال دراسة التحولات الحالية التي تشهدها المملكة.
جدير بالذكر، أن النسخة الأولى من بينالي الفنون الإسلامية أقيمت تحت عنوان «أول بيت»، وقد تركت بصمة قوية في الأذهان، إذ سلطت الضوء على التراث الغني للحرفية الفنية الإسلامية، وقد ساهم متحف الفن الإسلامي بقوة في هذا الافتتاح، حيث أعار أربع قطع فنية مميزة تجسد التزامه العميق في تعزيز الفهم والتقدير للفن والثقافة الإسلامية.
اقرأ أيضاً: التراث السعودي يزين ميلان الإيطالية