مساعد القفاري هو اسم يثير الفضول ويجسد الحلم السعودي الكبير في عالم الأعمال، رحلته المليئة بالتحديات والنجاحات هي قصة ملهمة تروي كيف استطاع تحويل الرؤى إلى واقع ملموس، يمتلك شركة شهيرة تلفت الأنظار بجودتها وتميزها في السوق المحلي والدولي، وإصراره وعزيمته يدفعان الشباب ليصبحوا رواد أعمال في عالم مليء بالفرص والتحديات
وُلِد مساعد القفاري وترعرع في قلب الرياض، حيث أكمل دراسته الثانوية عام 1998 قبل أن ينطلق في رحلة أكاديمية مميزة في جامعة الملك سعود، درس العمارة وعلوم البناء بين عامي 1998 و2002، وحصل على درجة البكالوريوس في هذا المجال، رغم أن شغفه الحقيقي كان في عالم الحاسب.
بدأ حياته المهنية في شركة دار الأركان للتطوير العقاري، إذ شغل مناصب عدة في أقسام مختلفة، منها مدير تطوير العمليات العقارية، وكانت له مشاركة مهمة في تطوير البِنَى التحتية لمشاريع وطنية مهمة تقدر قيمتها 4 مليارات ريال.
ورغم أن العمارة لم تكن رغبته الأولى، إلا أنه أبدع فيها وأدرك أنها كانت فرصة رائعة شكلت مسيرته المهنية، يؤمن مساعد بأن الحياة مليئة بالفرص التي لا يجب تضييعها، وأن كل تجربة تحمل في طياتها فرصاً جديدة للنمو.
اقرأ أيضاً: أنس دهلوي طموح لا حدود له وريادة متطورة
في عام 2006، أسس مساعد القفاري مجموعة منزل للتسويق، حيث استطاع أن يدير علامات تجارية سعودية وعالمية في مجال مستلزمات البناء والعمارة، عقد شراكات استراتيجية مع شركات عالمية لتوريد منتجات تتميز بجودتها وكفاءتها، ولم يتوقف عند هذا الحد، بل توسع ليشمل افتتاح العديد من صالات العرض، وتنوع في مجالات الإضاءة والهندسة والأنظمة الذكية والمنتجات الصحية.
في عام 2012، أطلق مساعد القفاري مشروع مخازن الإضاءة، مقدماً رؤية مبتكرة في مجال الإضاءة والتصميم، وفي عام 2018، أسس مكتب هاتش الهندسي، الذي أصبح صرحاً للتصميم المعماري الحديث، مستلهماً من أفضل الممارسات الهندسية العالمية.
كما أطلق علامة “فيكسر” المتخصصة في مكملات البناء، وقدم في عام 2019 مجموعة من المنتجات المصممة باحترافية، والتي تعكس المهارات الإبداعية لعقول سعودية متفوقة من خلال ورشة منتجات هاتش، وفي نفس العام، دشّن “هيبنوتيك” لتصبح نافذة ذكية لعالم التقنية الذكية.
بعد 17 عاماً من العمل الجاد والتفاني، أصبحت شركته تمتلك 13 علامة تجارية في حلول البناء، ولها 45 فرعاً داخل المملكة وخارجها، وهكذا، تحولت مؤسسته إلى مجموعة ذات مساهمة مغلقة.
اقرأ أيضاً: أسامة الراعي: رحلة نجاح في دعم رواد الأعمال الناشئة
يولي مساعد القفاري أيضاً اهتماماً كبيراً لدعم المبادرات المجتمعية التي تعكس التزامه تجاه وطنه ومجتمعه، فهو يسعى باستمرار إلى تطوير المساجد والمخططات، معززاً بذلك البنية التحتية للمجتمع، ويساهم في ترميم المنازل من خلال جمعية ترميم الخيرية في الدمام.
كما ينظم ورشات تدريبية بالتعاون مع جامعة الملك سعود، حيث يشجع الطلاب ويشاركهم خبراته في مجالات الهندسة المعمارية، ويشارك في تحكيم مشاريع تخرج طلبة الهندسة، ليكون بذلك داعماً للأجيال الجديدة من المهندسين المعماريين ويحفزهم على الابتكار والإبداع.
حصل مساعد القفاري على جوائز عديدة خلال مسيرته المهنية، منها جائزة شكر وتقدير لمشاركته الفعالة في مسابقة مشروع السويدي من شركة دار الأركان عام 2006، وقد نال أيضاً جائزة شرفات حديث في التطوير، المقدمة من غرفة الشرقية في السعودية، التي تبرز أهمية التصاميم الهندسية المعمارية والتسويق ودورهما المحوري في دعم القطاعات العقارية.
وفي عام 2019، حصل على جائزتي شكر وتقدير من غرفة الرياض، تقديراً لمساهمته القيمة في تقديم محاضرة بعنوان “رحلة منزلي من البداية إلى النهاية”، إضافة إلى ورقة عمل تناولت مواد البناء وآلياتها.
اقرأ أيضاً: محمد المنجم: من ريادة الأعمال إلى رئاسة نادي الشباب
إلى جانب عمله الناجح في شركته، يعد مساعد القفاري مؤثراً بارزاً على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يساهم منذ عام 2015 في نشر الوعي المجتمعي من خلال خبرته المعرفية والمهنية الواسعة، ويقوم بمشاركة معلومات قيمة حول أسرار التجارة والعمارة، إضافة إلى إرشادات حول كيفية اختيار مواد البناء وآليات استخدامها بفاعلية.
يؤمن مساعد القفاري بأن الإصرار والتركيز، إلى جانب تقديم قيمة مضافة في المنتجات والمشاريع، هي المفاتيح التي تفتح أبواب النجاح، ويعزو نجاحه إلى تأثير بيئة ثقافة العمل في القصيم، التي كانت بمثابة الداعم الرئيسي له في تأسيس تجارته في مواد البناء، وتبرز قصة نجاح كيف يمكن للإرادة والتفاني أن يحققا أحلاماً عظيمة.
اقرأ أيضاً: أسامة عشري مؤسس النظام السعودي لريادة الأعمال