كشف عبدالله الغامدي، رئيس مجلس إدارة “جمعية حفر الباطن التعاونية للثروة الحيوانية” عن إطلاق مدينة للثروة الحيوانية بقيمة 9 مليارات ريال، ومن المتوقع أن تصل إلى طاقتها الإنتاجية القصوى خلال 4 سنوات.
وأشار الغامدي إلى أن المشروع، الذي تم الإعلان عنه على هامش منتدى حفر الباطن للاستثمار قبل أيام، يعد الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وسيتم إنجاز أعمال التطوير فيه خلال 6 أشهر، على أن يتم الانتهاء من جميع الأعمال فيه خلال 36 إلى 48 شهراً.
ويقع المشروع المملوك للجمعية في محافظة حفر الباطن على مساحة 11 مليون متر مربع، ويتضمن مرافق وحظائر متطورة لتربية الماشية ومصانع للأعلاف ومستشفى بيطرياً ومصانع تحويلية لإنتاج اللحوم الحمراء تستخدم فيها أحدث التقنيات.
وأوضح الغامدي أن المشروع سيؤمن 13% من الأمن الغذائي السعودي، وسيوفر أكثر من 13 ألف وظيفة لأبناء المحافظة، كما يغطي 30% من احتياج السعودية من اللحوم الحمراء.
كما يعتمد المشروع على الطاقة المتجددة من خلال 15 مليار كيلو واط/ساعة من الكهرباء الخضراء سنوياً، وينتج 140 ألف لتر من الحليب يومياً، و100 طن من الأعلاف في الساعة، ومسلخ آلي على مساحة 170 ألف متر مربع. كما تنتج المدينة 1.5 مليون متر من الجلود.
تقدم ملموس في مؤشر الأمن الغذائي
تولي المملكة أهمية خاصة لقطاع الثروة الحيوانية ضمن خطتها لتحقيق الأمن الغذائي، وكانت أطلقت مطلع العام الماضي “الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية”، والتي يندرج ضمن أهدافها تحقيق الأمن الغذائي والمائي وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وقطعت المملكة أشواطاً كبيرة لتعزيز أمنها الغذائي، عبر إطلاق استراتيجيات متعددة تعنى بالأمن الغذائي، متضمنة خططاً واضحة الأهداف ومحددة المعالم، إضافة إلى مواصلة دعم بعض السلع الرئيسة مثل القمح، وتعزيز مشروع المخزون الاستراتيجي، ووضع خطط الاستجابة الوطنية للطوارئ في هذا المجال.
وفي 2012، أطلقت المملكة الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والحيواني “سالك” ضمن خطوات تحقيق الأمن الغذائي في المملكة، التي أصبحت الآن جزءاً من محفظة صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF)، وبدأت بالفعل سلسلة استثمارات في القطاع منذ إطلاقها.
وينصب تركيز استثمارات “سالك” بشكل أساسي على السلع الأساسية بما في ذلك القمح والشعير والذرة وفول الصويا والأرز والسكر والزيوت النباتية والأعلاف الخضراء واللحوم الحمراء، وتتمثل مهمة “سالك” في القيام باستثمارات مربحة طويلة الأجل في البلدان التي لديها القدرة الزراعية وفائض من السلع الزراعية للتصدير.
وبدأت “سالك” رحلة استثماراتها مع العديد من الشركات العالمية في مجال الزراعة وتجارة الحبوب والأرز واللحوم في بلدان مختلفة مثل أوكرانيا وكندا والهند وأستراليا والبرازيل وسنغافورة، أما محلياً ففي شركة الحبوب الوطنية و”المراعي” و”نادك” و”الأسماك” و”نقوا”.
كما نفذت وزارة الزراعة المرحلة الأولى لمبادرتي زراعة 45 مليون شجرة فاكهة في المدرجات الزراعية، وزراعة 4 ملايين شجرة ليمون بحلول 2030، ضمن مبادرة السعودية الخضراء.
وستوفر المبادرتان أكثر من نصف واردات المملكة من الفواكه بنحو 4.5 مليار ريال لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، والإسهام الفعال في استدامة وزراعة وإنتاج محصول الفاكهة؛ لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، واستغلال مياه الأمطار والمياه المجددة.
فيما كان لاستراتيجية وزارة البيئة والمياه والزراعة، التي تضم “59” مبادرة مختلفة، الأثر الكبير في تحقيق الأمن المائي والغذائي مع تشجيع مربي الثروة الحيوانية والسمكية والنحل والعسل، وكذلك زيادة مشاريع الدواجن والبيوت الزراعية المحمية، إضافة إلى توجه صندوق الاستثمارات العامة إلى إيجاد شركات متخصصة لدعم إنتاج بعض المحاصيل الزراعية حسب المناطق المشهورة بتلك المحاصيل
وبفضل هذا التخطيط السليم استطاعت السعودية أن تحقق تقدماً في مؤشر الأمن الغذائي العالمي، الأمر الذي جعلها في مستوى متقدم في مجال تأمين غذائها سواء بالإنتاج المحلي أو بالمخزون الاستراتيجي.
اقرأ أيضاً: مناطق لوجستية مشتركة بين السعودية و أمريكا اللاتينية