حقق فريق طبي في المدينة الطبية بجامعة الملك سعود إنجازاً جديداً، يتمثل بتطوير دعامة متخصصة تسهل عمليات علاج أمراض فقرات الرقبة، والحصول على ترخيص الهيئة العامة للغذاء والدواء لاستخدامها سريرياً، لتكون بذلك أول جهاز دقيق مبتكر محلياً يحصل على هذا الترخيص.
وتتميز هذه الدعامة عن الأساليب العالمية المستخدمة في هذا المجال، بتسهيل العملية الجراحية وتقليل المضاعفات المصاحبة، إذ كان يتطلب الأمر سابقاً إجراء عمليتين من الأمام والخلف، وهو ما يزيد احتمالات حدوث المضاعفات ويطيل فترة الشفاء.
وأجرى فريق المدينة الطبية بجامعة الملك سعود أول عملية دقيقة باستخدام هذه الدعامة الجديدة لمريض أربعيني يعاني تضيقاً في القناة العصبية بفقرات الرقبة، مما أدى لتنميل وضعف في اليدين وصعوبة بالتوازن والمشي، وآلام شديدة، وأظهرت النتائج بعد العملية تحسناً ملحوظاً في حالة المريض، إذ انتهت الآلام وعادت القدرة على المشي بشكل طبيعي.
ومع الاستحسان الكبير الذي لقيه تطوير الدعامة من خبراء عالميين في جراحة العمود الفقري، يسعى الفريق الطبي لتسويق الجهاز عالمياً بالتعاون مع شركات طبية متخصصة في هذا المجال.
واستغرق تطوير هذه الدعامة الجراحية وتوظيفها في علاج أمراض فقرات الرقبة نحو 7سنوات لجهة إعداد التصميمات الأولية والثانوية، وتصنيع نماذج متعددة للجهاز وإجراء التحاليل والاختبارات اللازمة لضمان أعلى معايير السلامة والفعالية، إذ أسهمت شركة هولندية في إنتاج التصاميم النهائية، بينما تم تصنيع الأجزاء بمساعدة شركات ألمانية متخصصة في هذا المجال، ليحصد بعدها الفريق الطبي براءتي اختراع من المكتب الأمريكي لبراءات الاختراع.
اقرأ أيضاً: مستشفيات مديدة مشروع طبي رائد لقيادة خدمات الرعاية طويلة الأجل في السعودية
وتحقق المدينة الطبية بجامعة الملك سعود إنجازات جديدة متتالية، إذ أدرجت مجلة نيوزويك الأمريكية عام 2022 ضمن قائمة أفضل المستشفيات على مستوى العالم لعام 2022م، استناداً لتحسن مؤشرات الأداء في الرعاية الصحية وإجراءات مكافحة العدوى وسلامة المرضى، وغيرها من المؤشرات المتعلقة بجودة الخدمات الطبية.
وتبلغ السعة السريرية الإجمالية لـلمدينة الطبية الجامعية في جامعة الملك سعود 1800 سرير، موزعة على ثلاثة مستشفيات: مستشفى الملك خالد الجامعي ومستشفى الملك عبد العزيز الجامعي ومستشفى طب الأسنان الجامعي الحاصل على الرقم القياسي العالمي في موسوعة غينيس كأكبر مستشفى لطب الأسنان بالعالم من حيث المساحة.
وتضم المدينة مركزين جامعيين: المركز الجامعي للأورام ومركز المهارات والمحاكاة الصحية، وتسعة مراكز تميز: مركز الملك فهد لطب وجراحة القلب، مركز طب الأسرة الجامعي، المركز الجامعي للسكري، مركز جراحة المناظير، مركز الملك عبد الله التخصصي للأذن، مركز الطب الرياضي، مركز الأمير نايف للأبحاث الصحية، المركز الجامعي لطب وأبحاث النوم، زالمركز الوطني للوفاة المفاجئة “حياة”؛ الذي يدرس ويعالج مسببات الوفاة المفاجئة.
اقرأ أيضاً: ثورة طبية في خدمة الحج.. “مستشفى صحة” يقدم رعاية صحية افتراضية لضيوف الرحمن
وإلى جانب تصنيع دعامة متخصصة في علاج أمراض فقرات الرقبة سجلت السعودية إنجازاً عالمياً آخر سجلته السعودية خلال اليومين الماضيين، إذ أجرى مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض أول عملية في العالم لزراعة مضخة قلب اصطناعية باستخدام الروبوت بالكامل، لمريض 35 عاماً يعاني من فشل متقدم في القلب، تلاه فشل في وظائف الكلى والرئتين، استطاع مغادرة المشفى بعد أربعة أيام من إجراء العملية، بقدر أقل من الآثار الجانبية لعملية شق الصدر والندبات ومعدل إجهاد أقل.
كما أجرى المستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث قبل أشهر أيضاً أول عملية زرع قلب طبيعي كاملة بالروبوت في العالم، لمريض لم يتجاوز السادس عشر من العمر، عانى من فشل القلب من الدرجة الرابعة.
إضافة لإجراء أول عملية زراعة كبد كاملة باستخدام الروبوت على مستوى العالم، لمريض سعودي في العقد السادس من العمر، عانى من الكبد الدهني غير الكحولي وسرطان الخلايا الكبدية، لتكون المشفى الأول عالمياً من يعتمد بالكامل على الروبوت في مرحلتي الاستئصال والزراع، بعد أن كان يعتمد نهجاً يجمع الجراحتين التقليدية والروبوتية في تنفيذ عملية الزراعة، ويعتمد كليّاً منذ العام 2018 على الجراحة الروبوتية في استئصال الكبد جزئيًّا من المتبرعين الأحياء.
وفي هذا المجال جاءت دراسة بحثية أجراها مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، حول زراعة الكبد باستخدام الروبوت ضمن 10 أوراق بحثية الأعلى تأثيراً لعام 2024، وذلك بحسب تصنيف الجمعية الأمريكية لزراعة الأعضاء، اعتمدت على تحليل نتائج مجموعة عمليات أجراها المستشفى التخصصي عام 2023 لزراعة الكبد من متبرعين أحياء باستخدام الروبوت بشكل كامل.