في مشهد تاريخي يعيد إلى الأذهان تقاليد الديمقراطية الأمريكية العريقة، يستعد دونالد ترامب اليوم، 20 يناير 2025، لأداء اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة للمرة الثانية، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.. بهذا التنصيب، يصبح ترامب الرئيس السابع والأربعين، محققاً سابقة تاريخية كأول رئيس منذ غروفر كليفلاند يتولى المنصب في فترتين غير متتاليتين.
تبدأ فعاليات اليوم بحضور الرئيس المنتخب ترامب ونائب الرئيس المنتخب جي دي فانس قداساً تقليدياً في كنيسة سانت جون، المعروفة بـ «كنيسة الرؤساء»، تليها زيارة إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن والسيدة الأولى جيل بايدن لتناول الشاي، في إشارة إلى الانتقال السلمي للسلطة.
ونظراً للتوقعات بانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، تقرر نقل مراسم أداء اليمين الدستورية إلى داخل مبنى الكابيتول، حيث سيؤدي ترامب القسم على نسختين من الكتاب المقدس استخدمهما في تنصيبه الأول، ومن المتوقع حضور حوالي 250000 شخص، مع اتخاذ تدابير أمنية مشددة تشمل نشر 8000 جندي من الحرس الوطني وآلاف من عناصر الأمن والشرطة لضمان سلامة الحدث.
تتضمن المراسم عروضاً موسيقية لفنانين بارزين مثل كاري أندروود وكريستوفر ماتشيو، مما يضفي جواً احتفالياً على الحدث، بعد أداء اليمين، سيلقي الرئيس ترامب خطاب التنصيب، حيث من المتوقع أن يستعرض رؤيته للسنوات الأربع المقبلة، مع التركيز على تعزيز الاقتصاد والأمن القومي، والتأكيد على وحدة الشعب الأمريكي.
اقرأ أيضاً: محمد محفوظ لأرابيسك لندن: ترامب سيستجيب لطموحات الرياض، ونحتاج إلى صياغة مشروع خليجي-عربي مع إيران
عقب المراسم الرسمية، سيشارك الرئيس ونائبه في توقيع مجموعة من الأوامر التنفيذية، يُقدر عددها بحوالي 100 أمر، تعكس التزام الإدارة الجديدة بوعودها الانتخابية. يتبع ذلك مأدبة غداء تقليدية في مبنى الكابيتول، ثم موكب عسكري يمتد على طول شارع بنسلفانيا وصولاً إلى البيت الأبيض. في المساء، تُقام عدة حفلات تنصيبية في مختلف أنحاء واشنطن العاصمة، حيث من المتوقع أن يلقي الرئيس كلمات تعبر عن تطلعاته وتوجهاته للمرحلة المقبلة.
من المقرر أن يحضر المراسم عدد من الرؤساء السابقين وقادة العالم، بمن فيهم الرئيس الصيني، في دعوة استثنائية تعكس رغبة الإدارة الجديدة في تعزيز العلاقات الدولية. كما سيحضر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في سابقة هي الأولى من نوعها، حيث لم يسبق له حضور أي حفل تنصيب لرئيس أمريكي.
وفي إطار الاستعدادات لمراسم تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، شهدت العاصمة واشنطن سلسلة من الفعاليات الاحتفالية، ففي مساء السبت، 18 يناير 2025، استضاف ترامب حفل استقبال في ناديه الخاص للغولف في ستيرلنغ، فيرجينيا، حضره 500 مدعو، بينهم أفراد عائلته وأعضاء حكومته المرتقبة، وتخلل الحفل عرض للألعاب النارية، وأداء لمغني يجسّد شخصية إلفيس بريسلي، مما أضفى أجواءً احتفالية على المناسبة.
ومن الجدير بالذكر أن مراسم التنصيب هذا العام تتزامن مع «يوم مارتن لوثر كينغ جونيور»، الذي يُحتفل به سنويًا في ثالث يوم اثنين من شهر يناير، تكريمًا لزعيم الحقوق المدنية، وهذا التزامن يضفي بُعدًا رمزيًا على الحدث، حيث يُبرز قيم الديمقراطية والمساواة التي نادى بها كينغ.
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت اللجنة المشتركة للكونغرس المعنية بمراسم التنصيب أن موضوع الاحتفالات سيكون «الدائمة: وعد دستوري»، مما يعكس التزام الأمة الأمريكية بالمبادئ الدستورية واستمرارية النظام الديمقراطي.
اقرأ أيضاً: هل ستتأثر العلاقات السعودية الإيرانية بعد فوز ترامب؟
على صعيد آخر، وُضعت ترتيبات خاصة لاستقبال عدد من قادة العالم والشخصيات البارزة، ومن المتوقع حضور رؤساء دول وحكومات، بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي.
كما وُجّهت دعوات إلى قادة آخرين، مثل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق نايجل فاراج، ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان. هذا الحضور الدولي يعكس أهمية الحدث على الساحة العالمية.
في ظل هذه الاستعدادات، تتخذ السلطات تدابير أمنية مشددة لضمان سير المراسم بسلاسة وأمان، تشمل هذه التدابير نشر آلاف من أفراد الحرس الوطني وقوات الأمن في مختلف أنحاء العاصمة، خاصة في ظل التهديدات الأمنية المحتملة والأحوال الجوية القاسية المتوقعة.
ومع اقتراب موعد التنصيب، تترقب الأوساط السياسية والشعبية خطاب الرئيس المنتخب ترامب، حيث من المتوقع أن يركز على رؤيته للمستقبل، مع التأكيد على الوحدة الوطنية وتعزيز الاقتصاد والأمن القومي، هذا الخطاب سيوجه رسائل هامة للداخل والخارج، ويحدد ملامح السياسات التي ستنتهجها الإدارة الجديدة في السنوات الأربع المقبلة.