خلال جلسة حوارية بعنوان: “دور السياحة والسفر في بناء الثقة”، ضمن الاجتماع السنوي لـ “المنتدى الاقتصادي العالمي 2025“، المقام في دافوس السويسرية، كشف وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب، عن إطلاق أكبر منتدى للسفر والسياحة في نهاية العام الحالي تحت اسم “توريز”، الذي سيشكل نقطة جذب رئيسية لقطاع السياحة الدولي، داعياً المهتمين إلى المشاركة في هذا الحدث المزمعة إقامته في نوفمبر المقبل.
وأكد الخطيب أنه يجري العمل على تحويل الرياض إلى مركز عالمي للأعمال، عبر استضافة المؤتمرات الدولية الكبرى، التي يصل عددها إلى نحو 25 مؤتمراً دولياً، بما فيها مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” و”ليب” للتقنية.
وعلى هامش أعمال المنتدى، أوضح الخطيب أن مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي، وفق الأرقام الأولية بنهاية السنة الماضية، بلغت نحو 4.7%، وقال إن “هدفنا هو الوصول إلى 10% بحلول عام 2030″، متوقّعاً أن يتحقق هذا الهدف “مع إنجاز المشروعات الضخمة، مثل (الدرعية) و(القدية) و(البحر الأحمر)، التي يُتوقع أن تنطلق خلال ما بين الثلاث والخمس سنوات المقبلة”.
وأوضح أن هذا النمو يرتبط بشكل وثيق بفتح السعودية حدودها بهدف تشجيع السياحة وزيارة البلاد، وأن ذلك جزء من أهداف رؤية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي.
وبيّن الخطيب أن السعودية تتمتع بجميع المقومات اللازمة لاستقطاب السياح، “بدءاً من جمال الجبال في الجنوب، وصولاً إلى البحر الأحمر في الغرب”.
في السياق، قال: “نحن في البداية نركز على السائح الداخلي، ثم نركز على السائح في المنطقة، وهي دول الخليج، ونتأكد من أن المملكة العربية السعودية تجذب مواطني دول الخليج إليها… ثم نصل إلى دول أوروبا والدول المجاورة والصين والهند، وهذه الأسواق مهمة جداً”.
اقرأ أيضاً: مفاجآت في تصنيف جوازات السفر ٢٠٢٥ والسعودية تتألق!
واحدة من أهم الدول السياحية
في الجانب الدولي، لفت الخطيب إلى أن المملكة ركزت على أهم الدول المصدرة للسياحة، لافتاً إلى دول مثل الهند والصين، وقال: “يُتوقع أن يتضاعف عدد السياح الهنود الذين يسافرون إلى الخارج من 40 مليوناً سنوياً إلى 80 مليوناً بحلول 2030. أما الصين، التي تشهد نمواً في الطبقة المتوسطة، فيُتوقع أن تشهد كذلك زيادة في عدد السياح. فضلاً عن أميركا ودول أوروبا”.
وعن الاستراتيجية التي يعتمدها القطاع لتحقيق أهداف رؤية 2030، قال الخطيب إن “استراتيجيتنا واضحة، ونحن نسير بشكل ممتاز للغاية”، لافتاً إلى أن السعودية جذبت العام الماضي نحو 127 مليون سائح.
وتابع: “هدفنا هو 150 مليوناً بحلول 2030. ولغاية الآن، وصلنا إلى إنفاق سياحي يبلغ نحو 275 مليار ريال، ووصلنا إلى نحو 30 مليون سائح من الخارج لأول مرة”، مشداً على أهمية هذا الإنجاز، مؤكداً أن “الهدف يتمثل في الوصول إلى 70 مليون سائح من الخارج بحلول 2030″، لتكون المملكة العربية السعودية واحدة من أكبر 7 دول بالعالم في جذب السياح الآتين من الخارج”.
كما ذكر أن الفائض في الميزان السياحي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي بلغ نحو 44 مليار ريال، ,”أما بالنسبة إلى الربع الأخير، فلم يعلن (البنك المركزي) بعد الأرقام النهائية، ولكن نتوقع أن تتجاوز الإيرادات 50 ملياراً”.
وأوضح أن البلاد تستثمر في رأس المال البشري، وأنه أحد العوامل الأساسية لبناء قطاع قوي، لافتاً إلى “وجود كفاءات وطنية طموحة، حيث يسعى الشباب السعودي للانضمام إلى هذا القطاع الواعد”.
وأضاف أن توظيف السعوديين في قطاع السياحة “يساهم في نقل الثقافة المحلية، ويعزز من تجربة الزوار عبر التفاعل مع السكان المحليين”.
وعبّر الخطيب عن تفاؤله الكبير بتحقيق قطاع السياحة أهدافه، وبأن “تكون المملكة العربية السعودية بثرواتها الكبيرة واحدة من أهم الدول السياحية في العالم”.
اقرأ أيضاً: جبال الهدا «سويسرا السعودية» لوحة طبيعية وتاريخ عريق