وقعت هيئة المتاحف ومؤسسة ترينالي ميلانو “ريينالي” الإيطالية برنامجاً تنفيذياً يهدف إلى تعزيز العلاقات بين السعودية وإيطاليا وتطوير مجموعة من المشاريع الثقافية التي تعمق هذه العلاقات، وذلك بحضور الرئيس التنفيذي المكلف لهيئة المتاحف إبراهيم بن أحمد السنوسي، ورئيس مؤسسة ترينالي ميلانو ” ستيفانو بويري”.
يتضمن البرنامج التنفيذي مجموعة من النقاط المتفق على تنفيذها، ومنها تبادل المتحدثين في المجالات الثقافية لتعزيز قيمة المؤتمرات وورشات العمل، وتقديم الاستشارات الفنية ودعم وتطوير المتاحف في السعودية وعلى رأسها متحف التصميم، وتبادل المعارض الفنية التي تركز أعمالها على التصميم الهندسي المعماري وتبادل هذه التصميمات للاستفادة منها في إيطاليا والسعودية، واستغلال فرصة إقامة فعاليات متحف التصميم لإقامة البرامج التعليمية والورش العملية، ومجموعة من الأعمال الأخرى المتفق عليها من قبل “هيئة المتاحف السعودية ومؤسسة ترينالي ميلانو”.
وقد عبر المدير العام لمؤسسة ترينالي ميلانو عن المنهجية الثقافية التي تتبعها المملكة العربية السعودية، وأكد أن المملكة تحجز لنفسها مكانة مرموقة بين الأمم، كما أشاد بالتعاون بين السعودية وإيطاليا على الصعيد الثقافي بما يحقق نقلة نوعية للبلدين ويسهم في إغناء التراث عبر المشاريع الفنية الملهمة المعبرة عن ثقافة بلدين مختلفين.
وبحسب الرئيس التنفيذي المكلف لهيئة المتاحف إبراهيم بن أحمد السنوسي فإن البرنامج التنفيذي يعمل على تحقيق محموعة من الأهداف وفي مقدمتها تعزيز التعاون الثقافي بين المملكة وإيطاليا، واستغلال الخبرات العالمية الإيطالية في تطوير قطاع المتاحف والآثار في السعودية، وتعزيز الهوية الوطنية عبر تقديم تجربة تعليمية وثقافية متنوعة للزوار، ومد الجسور الثقافية بين إيطاليا والسعودية القادرة على توطيد العلاقات بين البلدين للانتقال إلى مستويات أخرى في التعاون.
اقرأ أيضاً: فنون الطهي السعودية في إيطاليا وافتتاح مقهى إرث
يمهد التعاون بين السعودية وإيطاليا الطريق لإبراز المعالم الثقافية السعودية كرموز عالمية قادرة على المنافسة في الخريطة الثقافية العالمية، وجعل المتاحف السعودية نقطة مشتركة للمواطنين والمقيمين والزائرين لتعزيز الترابط المجتمعي، وكذلك حماية التراث السعودي وتقديمه كمادة يمكن دراستها وتطويرها.
تمتلك هيئة المتاحف السعودية خطة واضحة لتطوير المتاحف السعودية، وترسم هذه الخطة مجموعة من الأهدف التي تسعى لتحقيقها ومنها زيادة أعداد الزوار للمتاحف والمراكز الثقافية، وزيادة أعداد المتاحف والمراكز الثقافية ونشرها في كافة المدن السعودية، إثراء المؤسسات والمجموعات المهتمة بجمع المقتنيات وتعزيز قيمة المحتوى التراثي القائم، وزيادة معدلات الإنفاق على القطاع الثقافي وعلى المتاحف لتحسين الأداء ورفع مستوى الجودة.
تأتي اتفاقية التعاون بين هيئة المتاحف ومؤسسة ترينالي ميلانو “ريينالي” الإيطالية تمثيلاً حقيقياً للجهود المبذولة من قبل الدولة في دعم القطاع الثقافي، وتطبيقاً لرؤية المملكة 2030 التي شملت هذا القطاع بكافة جوانبه واحتياجاته.
والجدير بالذكر أن رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني كانت في مدينة جدة يوم أمس في زيارة هي الأولى لها برفقة وزراء الحكومة ورؤساء شركات إيطالية، كما عقدت ميلوني جلسة مباحثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تناولت فيها فرص التعاون المشتركة بين السعودية وإيطاليا.
وقد سبق هذه الزيارة توقيع مذكرة تفاهم ثقافي بين السعودية وإيطاليا عام 2023، ناقش خلالها الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، مع نظيره الإيطالي جينارو سانجيوليانو، العلاقات الثقافية الاستراتيجية بين البلدين، والارتقاء بمستوى التعاون إلى آفاق أوسع.
وشملت المذكرة تعزيز التعاون في التنقيب عن الآثار، وحفظ وترميم وصون التراث، وفنون العمارة والتصميم، والفنون البصرية والمسرح والفنون الأدائية، وصناعة الأفلام، والأدب والنشر والترجمة والمكتبات، وفنون الطهي، إلى جانب تسهيل الإجراءات التي من شأنها تشجيع القطاعات الثقافية الخاصة منها والعامة، على تبادل الخبرات والمعرفة والمعلومات.
كما تضمنت تشجيع التعاون في مجال المحافظة على التراث المادي وغير المادي وإطلاق المشروعات الثقافية الاستراتيجية المشتركة، والتعاون في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، والتوافق على أخذ التدابير اللازمة لذلك، ودعم الموضوعات التي تختص بالثقافة والتراث الثقافي، في إطار اجتماعات ومناقشات قمة «مجموعة العشرين».
وتعود تاريخ العلاقات السعودية الإيطالية إلى عام 1932 عندما بادرت إيطاليا لتكون من أوائل الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية مع السعودية، وفتحت حينئذ قنصلية إيطالية في جدة، وفي عام 1933 جرى توقيع اتفاقية للتعاون بين البلدين.
واستمرت هذه العلاقات بين قيادتي إيطاليا والسعودية عبر الزيارات المتبادلة واللقاءات بين المسؤولين لتوطيد هذه العلاقات بين البلدين وتطويرها على كافة الأصعدة.
اقرأ أيضاً: متاحف جدة بارك.. نموذج فريد ومتميز في عرض وتوثيق حضارة الممكلة العربية السعودية