تنطلق يوم الجمعة القادم فعاليات النسخة السادسة عشر من مهرجان الكليجا التي تستمر لمدة 10 أيام في مركز الملك خالد الحضاري في مدينة بريدة بالقصيم.
وتتميز هذه الدورة بأنها جاءت بعد اعتماد هيئة فنون الطهي الكليجا طبقاً شعبياً رئيسياً لمنطقة القصيم عبر مبادرة روايات الأطباق الوطنية، ومخبوزاً محلياً لمدينة بريدة التي صنفتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو عام 2021 ضمن المدن المبدعة، وذلك بين 295 مدينة حول العالم، وذلك لإبداعها في تقديم الكليجا، إذ تم إدارج ثلاث مدن سعودية مبدعة على قائمة اليونسكو.
وعادة ما يضم مهرجان الكليجا جناح الحرف التراثية وجناح مقهى الكليجا وأجنحة الشركات وجناح تصنيع الكليجا وجناح الأسر المنتجة وجناح ألعاب الأطفال التفاعلية وجناح استديو الكليجا، ويهدف إلى التسويق المستدام وتنمية حرفة صناعة الكليجا وتعزيزها، بما يضمن ديمومة العمل والإنتاج للأسر المنتجة وتعزيز مدخولها ومكتسابتها المالية والمهنية والتطويرية، إضافة لدعم المؤسسات والمصانع الناشئة والصغيرة، فضلاً عن تأسيس قاعدة بيانات وإرث مهني واستثماري وطني.
وشهدت النسخة السابقة من مهرجان الكليجا مشاركة خليجية وعربية ودولية، بالتزامن مع تواجد هذه الحلوى كمنتج وعلامة تجارية غذائية تمثل المنطقة والمملكة في عدة مناسبات في دول فرنسا والصين وإيطاليا والبرازيل والبرتغال والعراق ومصر، حيث تقدم هذا العام للاستفادة من فعاليات الدورة السادسة عشر أكثر من 750 أسرة منتجة، و230 حرفياً وحرفية، و200 شركة ومؤسسة، و 370 عربة فود ترك.
اقرأ أيضاً: جنوب المملكة يناديك: أكلات تراثية وطعوم تجتذب السياح من أقاصي الأرض
ويحتوي في نسخته السادسة عشر: صالة رئيسية لمنتجات وعروض الأسر والشركات والمصانع والمعامل المتخصصة بهذه الحلوى، وخيمة الجردة المختصة بالمأكولات المحلية والموسمية التي يتم إعدادها وتحضيرها من البيئة المحلية، ومقر المناطق المشاركة، والمنطقة التراثية، ومنطقة الكليجا الحي، وكليجا القمح، والكافيهات والمطاعم، ومنطقة الأسر المنتجة والأكل الشعبي، ومسرح الطفل، والمسرح الروماني المحتضن للفعاليات التمثيلية والتنافسية، ومقر الطبخ والتجهيز الحي للمأكولات، ومنطقة الغذاء العضوي والمنتجات الطبيعية.
مهرجان الكليجا هو فعاليية سنوية انطلقت النسخة الأولى منه عام 2009 ، والذي كان الهدف من إقامته حينها دعم الأسر المنتجة التي تعمل على إنتاج هذه الحلوى، وتعزيز صناعات شعبية أخرى في المنطقة، حتى بات اليوم يعتبر من الوجهات السياحية الجذابة في المنطقة.
وتعتبر الكليجا أقراص حلوى شعبية تنتشر صناعتها في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية، تتنوع حشواتها بين السكر ودبس التمر والهيل والقرفة والليمون الأسود المطحون والمسمنة والزنجبيل والماء والبهارات، وتختلف أنواعها بين معمول الكليجا وكليجا الدبس والتوفي وزيت الزيتون.
ويتم تحضير حشوة الكليجا عبر تذويب دبس التمر بالماء، وخلطه مع السكر والبهارات والمسمنة، أما العجينة فيتم تحضيرها من دقيق البر والملح والماء والهيل والقرفة والليمون الأسود المطحون والمسمنة والزنجبيل والكركم والودك، إذ يتم فرك الدقيق والودك وإضافة البهارات، وخلط الكركم والملح بالماء، وعجن المكونات، وترك العجينة ترتاح نحو 5 دقائق، ليتم بعدها حشوها، وإدخالها فرن تم تسخينه لمدة دقيقتين على نار متوسطة، وتوضع على الرف المتوسط من الأسفل لمدة 10 دقائق “حرارة متوسطة”، وتشعل النار من الأعلى لمدة 10 دقائق.
اقرأ أيضاً: قائمة بأشهر مطاعم المندي في الرياض.. تمتع بتجربة لا تنسى لعشاق المذاق العربي الأصيل
وإضافة إلى مهرجان الكليجا أطلقت هيئة فنون الطهي عام 2023 مبادرة روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق، والتي تهدف لتصنيف الأطباق المحلية المرتبطة بالهوية السعودية، إذ اعتمدت حينها “الجريش” طبقاً وطنياً للمملكة العربية السعودية، “المقشوش” الحلوى الوطنية السعودية، وامتدت المبادرة لاحقاً لتحديد الأطباق المرتبطة بكل منطقة من مناطق المملكة الثلاث عشرة، وتوثيق وصفاتها، وتصديرها من خلال برامج ومحفزات تنافسية، ودعمهما محلياً عبر العديد من الأنشطة والفعاليات والمسابقات وورش العمل، وتقديمها في جميع المنافذ التي تستقبل زوار المملكة، وتنمية القوى العاملة في الصناعات المرتبطة بها.
وتخضع الأطباق المختارة لمعايير دقيقة دقيقة تتضمن مستوى حضور الطبق في التراث والثقافة، واتسامه بالطابع المحلي، وفرصه الاقتصادية، وحصريته، وسهولة تحضيره، واتساع انتشاره الجغرافي، وارتفاع جاذبيته المحلية، وذلك وفق مراحل دراسة وتقييم تقوم بها لجان مختصة بالشراكة مع كل الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتها إمارات المناطق.
وتحفل حلوى الكليجا بتاريخ يمتد لأكثر من 500 عام، إذ تعكس رحلة طويلة من التراث الثقافي والغذائي في منطقة نجد، حيث بدأت كطعام منزلي بسيط ، لتتحول مع الزمن إلى منتج تجاري وأيقونة ثقافية.